آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-02:42ص


في لغات ولهجات أهل اليمن .. بمناسبة العيد الوطني للهجة المهرية

الثلاثاء - 03 أكتوبر 2023 - الساعة 06:48 م

عاصم قنان الميسري
بقلم: عاصم قنان الميسري
- ارشيف الكاتب


لم يحالفني الحظ يوم أمس ان نشارك اخوتنا المهرة احتفالهم بيوم اللهجة المهربة ال2 من أكتوبر من كل عام ، وذالك بسبب إنقطاع النت بشكل تام عن مدينة لودر في أبين المدينة التي اهواها واحب زيارتها دائما"

ومن هذة المناسبة اسمحوا لي أشارك معكم في هذة المناسبة جانب من لهجات اهل اليمن من أجمل وافصح اللهجات العربية وأجملها وصوت لساننا العربي من أجمل الأصوات بين اصوات ولهجات العالم كله وهذا يتفق عليه كل العلماء في العالم العربي والغربي

المثير في الأمر انه لازال ليومنا هذا مناطق وشعوب في اليمن تتحدث لهجات حضارية بحثه وتتشارك لسانيا" مع اقرانهم من الماضي كما جاء لفظ لهجاتهم بكلمات في نقوش المسند القديم يستعملها بعض الناس اليوم في مناطق متفرقة باليمن تجد ان عرب اهل مذحج ينطقون بلسانهم بتبديل (الالف واللام ب الف وميم) مثال(امكلام و امهرا امبلاد ) ولازلنا لليوم ننطقها كذالك في ابين والبيضاء ومأرب والجوف وغيرها من مناطق

ويختلفون نطقا" وكلاما" عن كلام ونطق اهل حمير في بعض ألفاض بإضافة كاف المنادي ( كلمكك ، حاكيكوك ، اعطيكوك ) من المصطلحات التي لازالت لليوم في بلاد ذو رعين يافع وإب والضالع وتعز وماحولهم ،وهكذا هو التنوع المميز والرهيب في لهجات أهل اليمن

ويتفقون ايضا" في جوانب ومصطلحات مثلا" تجد اهل مذحج يتشاركون مع أهل حمير في اضافه او حدف حروف من الكلمات او تبديل النطق لبعض الاحرف بالكتابة والنطق في خاصية (إبدال القاف المتوبة بحرف الغين نطقا" ) فيصبح قراءتهم للكتابة مختلف وكتابتهم للقراءة مختلف ايضا" فمثلا" يكتبون : 
حغنا : وينطقونها حقنا 
قاب : وينطقونها غاب 
حغيغة: وينطفونها حقيقة 
ياقالي : وينطقونها ياغالي اما هذة غير ياقالي هههه

عند اهل حضرموت 
فتكتب الجيم في الكلمات وتنطق ياء 
فيقولوا ( نحن يماعه يينا من شرق ينوب اليمن ) 
اي بما معناه ( نحن جماعة جينا من شرق جنوب اليمن)

عند اهل تهامة 
يستخدمون الطمطمانيه الحميرية التي اشتهرت بها أغلب القبائل العربية لاسيما قبائل شمال افريقياء والمغرب العربي التي استوطنها التهاميين من قبائل عك والاشاعرة وابناء زبيد في إبدال (ال) للتعريف الى (ا م) او اضافة حرف (الواو) نهاية الكلمة كما كان يضاف حرف (الميم) نهاية الكلمة في نقوش المسند فيقولوا (امصيد/و وامشجر/و ،  وامغنم/و ) 
ويكتبون العين وينطقونها ياء مقصورة مثال :
عشاء : وينطقونها آشى بإبدال العين ياء مقصورة
يتعلم : وينطقونها  يتئلم بإبدال العين ياء مقصورة او الف 
علي : وينادونه ألي بتبديل حرف العين الى ألف

عند اهل سقطرى والمهرة 
فلديهم لهجات من أقدم اللهجات التي عرفتها البشرية ومصنفه عالميا" من بين أقدم اللهجات اللسانية التي لاتكتب وتصنيف هذة اللهجات القديمة العالمية منها : ( الحميرية ،والمهرية ،والسقطرية ،والشحرية، والهوبيت ،والباثارية (البطحرية) ،والحرسوسية (الحرسييت) .

إن اللهجات المهرية والسقطرية تعتبر اليوم من أقدم اللهجات واعرقها ولها تصنيفا" عالميا" ويحق لنا جميعاً الأحتفال بتاريخ 2 أكتوبر من كل عام بيوم اللهجة المهرية :
مهره فرحات ذنهور ذلغوت ذمهريت تحسوب اس ڞيفت ومهريت تشهول منين ميكن
الترجمة :
احتفاء المهرۃ بيوم اللغة المهرية تعتبر مثل اعراس جماعيه والمهرية تستحق منا الكثير (يوم اللغه المهرية)

ان اللهجات التي تم تصنيفها بالسامية ، والمقصد بالمصطلح سامية نجده خاص بكل مايخص الجزيرة العربية من لهجات ولغات عربية قحة ولكنهم يتهربون من إعطاء العرب حقهم ويتهربون من لفظ (اللغات العربية ، اللهجات العربية ، الحضارة العربية تحت مصطلح اللغات واللهجات السامية) لماذا لكي يذخلوا معنا شعوب من غير العرب بل على حساب حضارة ولغات ولهجات الجزيرة العربية والعرب ، فمثلا" يقال الحضارة الهندوفارسية ، الحضارة الأوروبية ولو ان اوروبا لاترقى لمسمى حضارة ، الحضارة العيلانية والساسانية الفارسية، الأفريقية ..الخ

ولكن عند كل مايخص العرب فنجدهم يقولوا (الساميين ، الحضارة السامية ، اللغات السامية) وهذا خطأ حضاري فادح وتحريف جسيم اضر بتاريخ العرب كله والحقيقة ان كل مايخص الجزيرة العربية لابد ان يكون بأسمها من لغه ولهجات وحضارة عربية .

ان المهرية والسقطرية وهي من انذر اللهجات المهددة بالأنقراض ولو فتشنا فيها لوجدناها لهجات مقاربة في النطق للكتابات القديمة التي تضمنتها بعض النقوش والتي كان لها علاقة وارتباط تاريخي مع جزيرة سقطرى و منها المسندية والهيروغلوفية الفرعونية والمسمارية الآشورية والكلدانية وهذة اخر من ضمت سقطرئ اليها بعيد عن محيطها اليمني العربي وذالك عندما كانت البتراء عاصمة للانباط العرب فهي اقرب لكل ماذكرت من حضارات كانت سقطرى القبله لها مثلا" الفينقيين  القدماء كانوا يحجون لمعبد الديوسكريدو في قرية راس دي حمري في سقطرى كل عام ويقام عرض عسكري في روما في ذات اليوم تكريما" للألهين التوأم الديوسكريدو هذا حضاريا" اما في جانب تاريخ هذة اللهجات فكلامنا سيطول ولنا وقفات  .

اما من ناحية لغة و كتاب المهريين والسقطريين فيكتبون ويتحدثون بالعربية ايضا" بطلاقة وقله منهم من يجيدون لهجات أهل البادية الاقحاح لانها صعبة ، كذا بجانبها اللهجة المهرية والسقطرية وليس لغة ومن هنا صنفت كلهجات قديمة جدا"  .

في السقطرية ما جاء نطقا" كمثال بالكتابة (الله لحه سقطرى) 
اي بالعربية (حفظ الله سقطرى ) 
اما في المهرية ماينطق باللهجة ويكتب كتابة جمله( الجنوب انكونا) اي بما معناه نطقا" ( الجنوب قادم )

ومن هنا حتى لهجاتهم لاتخلوا من بعض مفردات عربية قديمة ، وهذا ماتعرفت عليه وأكثر عند زياراتي الماضية  لأغلب تلك المناطق في المهرة وسقطرى وعشرتي باهلي وعزوتي واخواني من ابناء تلك المناطق وهذا فقط لمحات بسيطه ماذا لو تفرغنا للأمر بالتخصص سنكتشف العجائب اللغوية الهامة التي تدرس الان في ارقى جامعات العالم.

اما لغتنا العربية فجميع العلماء يتفقون على صحة لسان اهل اليمن في العربية بل حتى جميعهم يذهبون بالتوافق على ان ظهور الخط العربي واللغه جاءت مشتقه من أبجديات لغه المسند اليمني الذي تحول الى خط الزبور اليماني والذي تحول الى خط الجزم الذي كتب به كلمات ولغه القرءان لغويا" وصوتيا" فتجد آيات وكلمات في  القرءان الكريم مكتوبة بخط غير الذي ننطقه(رحمن ،جنت ) بينما ننطق نحن تلك الكلمات نسبه الى تنوين وتحريك وتشكيل احرف تلك الكلمات اللاحقة التي أضيفت للغه العربية بطريقة كتابة وتنقيش وتنوين نصوص القرءان التي كتب بها ابان العهد العباسي حيث اقيمت مدارس التشكيل والتنقيط حتى للأحرف لكي يستطيع العجم من المسلمين تلاوه القرءان الكريم اما ماقبله فلم يكن الا بخط الجزم الذي يكتب دون تنقيط ولاتحريك وينطق بالعربية الفصحى وهو تحور مجازي لخط الزبور الأقدم منه الذي هو مشتق من لغه المسند العربية العرباء في نصوص كتابتها والتي نستطيع اليوم قراءة نصوص كتابة كلمات المسند من النقوش بكل يسر وسهولة بلساننا العربي فإذا لم تكن لغة المسند عربية فكيف لنا قرءاتها وترجمتها للحروف العربية وكيف للعلماء الأجانب نقلها في كتبهم بأبجديات لاتينية وانجليزية وعبرية ايضا" اي ان أصول الأبجدية الجامعة لكل اللغات جاءت فيها ، اماحروف المسند فهي حروف عربية لها روحنة حية وفيزيائية اشتغلنا عليها وعلى دلالتها وحركتها لمدة طويله انا وصديق من السودان ان شاء الله نشرحها لاحقا" اذا خلصنا من العمل .
فالأبجدية العربية هي تمحور لحروف المسند العربي الجنوبي القديم بالشكل والنطق والأسم والعدد الرقمي ايضا" حيث لأبجديه حروف المسند( ٢٨) حرفا" مسنديا" يقابله (٢٨ )حرفا" أبجديا" عربيا" وهذا لن تجده عند اي حضارة اخرى بالعالم اجمع والادله كثيرة .

الحقيقة أن لغة العرب عكس معنى لهجاتهم ، فاللغة العربية الأم هي لغة المساند المنتشرة في كل بقاع العالم، و تعتبر القلم الأول للغة العربية وتصنف نصوصه الى أساسيات علوم اللغه في النحو واخواتها ، بدليل أن اللفاظ المسند نفسها حاضرة بقوة في القرآن الكريم (قرآنا" عربيا" غير دي عوج) وسنوضح لاحقا" معناه، حيث أن عدد 638 كلمة في نصوص المسند موجودة في القرآن وترددت في 22612 موضع من إجمالي الكلمات الواردة في القرآن الكريم والتي يبلغ 77934 يعني أن اللفاظ المسند حاضرة في القرآن الكريم بنسبة 29.01% وتطابقه في اللفظ والمعنى . مع العِلم أن ما تم إكتشافه من نصوص المسند لم يصل إلى 23% من إجمالي النقوش المطمورة تحت الرمال .

في زمن العباسيين وتغلغل العجم في مفاصل الدولة الأسلامية من الترك والفرس وغيرهم كانوا يعايرون أهل اليمن ويصفون لغتهم بالعجمية وذالك إنكار منهم وجحود الى من كان له فضل في تعليمهم اللغه العربية جحود كما هو قائم اليوم لكل ماهو عربي واستبداله بمصطلح (سامي/ة) المهم لما قال الله عز وجل (قرآن عربيا غير دي عوج لعلهم يتقون) كان يخاطب بها كفار قريش عندما كانوا يلوون الكلام ، اما المقصود بالساميين فقد قيل فيهم في قوله تعالى( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) لاتقول هنا الامر مختلف بالعكس انظر ماذا جاء بعد(ويقولون سمعنا وعصينا) اي إجحاد كما جحد العجم واصحاب السامية للعربية ، ثم يقول المولى( واسمع غير مسمع وراعنا ليا" بألسنتهم وطعنا" في الدين) ..لقد كان إنكارهم السمع والنطق لنصوص العربية في القران ونصوصه العربية طعنا" بالدين وهذا سر من اسرار العربية.

بالمناسبة كانت قريش وأعراب نجد وشمال الجزيرة العربية، ترسل أبناءها إلى البوادي الوسطى لجزيرة العرب للرضاعة واكتساب اللغة، لما اشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة. والمثال الشائع هنا هو النبي محمد نفسه الذي أرسله جده الى ديار بني سعد من هوازن.
أين تقع تلك البوادي؟ في الحقيقة أنها تقع في نطاق البوادي التي كانت خاضعة لقرون للتأثير السبئي والحميري، بل ولحكم مملكة كندة اليمنية الحليف الأقوى لحمير، والتي ظهر منها أفصح من نطق العربية وأول من علم العرب صنعة الشعر وهو امرؤ القيس بن حجر الكندي، القائل عن نفسه وقومه: "دمون نحن قوم يمانون".
وللعِلم أيضا أن قريش لم تكن تهمز مطلقاً إي أنهم كانوا ومعظم أعراب البوادي في وسط الجزيرة العربية (نجد، والقطيف واليمامة)، لم تكن تهمز.. أي لم تكن تحسن نطق الهمزة بمختلف أحوالها، وهو ما يعتبر عيب قاتل في الفصاحة.
ومما روي في الأحاديث، أن رجل قال للنبي: يا نبي الله! فقال: لا تنبر باسمي؛ أي لا تهمز. وفي رواية؛ فقال: (أنا معشر قريش لا ننبر). والنبر: همز الحرف ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدي. قدم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز. فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن. 
النص أعلاه مأخوذ بحرفه من معجم لسان العرب لابن منظور - مادة نبر.

فقريش لا تهمز وقد قالت في الأيكة ليكة وفي الأحمر الحمر أو حمر بحذف الهمزتين همزة أل التعريف وهمزة افعل. فهم يحذفون الهمزة أينما وقعت فقد حذفوها في الصدر إذ قالوا ما قالوا على ما نقلناه لك هنا. وقالوا يلمعي في المعي ويلملم في الملم ورمح يزني في ازني ويرقان في أرقان. وعدو يلد في ألد، إلى مالا عد له. وكل ذلك ليهربوا من النطق بالهمزة.

وفي المقابل ماذا نجد؟!- نجد أن اللغة السبئية والحميرية كانت وظلت ومازالت مهموزة وعلى نحو مكتمل في جميع الأحوال التي تكون عليها الهمزة، كما هي معروفة لدينا اليوم، وفوق ذلك كله، نزل القرآن مهموزاً. فمن هم – بحق الله- أولى بأن يقال أنهم عرب فصحاء.. قوم سبأ أم من يقولون عن انفسهم بأنهم عرب مستعربة، أو عرب الشمال..؟!!

ختاما" 
في لغتنا المسندية عندما تريد كتابة اي شيئ فانك لن تكون عاجزا" عن تحويرها لسانيا بالنطق فكل حرف عربي نعرفه اليوم من الأبجدية هو موجود بصوته ونطق وكتابته في المسند فتكتب وتنطق بكل طلاقه عكس باقي اللغات فمثلا" لو اردنا كتابه 
بالعربية ( لهجات اهل اليمن ولغتنا المسندية العربية) 
بالمسند ( 𐩡𐩠𐩴𐩱𐩩 𐩽 𐩱𐩠𐩡 𐩽 𐩱𐩡𐩺𐩣𐩬 𐩽 𐩥𐩡𐩶𐩩𐩬𐩱 𐩽 𐩱𐩡𐩣𐩯𐩬𐩵𐩺𐩠 𐩽 𐩱𐩡𐩲𐩧𐩨𐩺𐩠) 
بينما الخطوط فيما بين كل كلمه بالمسند هي كانت تكتب هكذا ( |) لاجل وضع الفوارق بين الكلمات كما نفعل نحن اليوم ذالك فواصل (- _ ' ، ) اضافة لنوع كتابة خط المسند التي تختلف شكلا" أبجديا" مع تطور الخط العربي و لهجتا" عن العربية من ناحيه واحدة فقط وهي عندما تكتب كلمة :
مسندن: وتنطق المسند والنون او الميم نهاية الكلمة هي ال التعريف  اضافة ان هذا النظام يختلف في نقوش مملكه عن اخرى .
محفدن : وتنطق المحفد والنون بالنهاية تنوين او تعريف
ملكن: ملك ، صنمن : صنم .

والكلمات التي تحدف فيها حروف المد والجر واللين  كما في النحو بالعربية مثال على ذالك : 
همدن : اي همدان 
حشدم : حاشد 
نجرن : نجران 
غيمن : غيمان 
مسندم : مسندي 
خولن : خولان
يهصدق : الصادق والهاء المعينية للتفخيم 
يهحمد : يحمد والهاء تفخيم 
اما في أول من عبد ونقش وكتب عن آللاهنا الرحمن فهم اليمنيين في نقوشهم وعبدوه ووحدوه ولاتصدقوا ماكان يقال فلم يعبدوا قمر ولا حجر ولاشجر 
فقد جاء اسم (رحمن) في النقوش بنفس اللفظ المذكور اليوم بالقرءان والذي نزل به الله (الرحمن) بالكتابه بالقرءان هكذا وينطق الرحمان صوتيا" ، فاللهجات اليمنية والعربية كلها تشتق من اللغه العربية المسندية الأم والتي نزل بها القراءن(بلسان عربيا مبين) .

#لغتنا_هويتنا
#عيد_اللهجة_المهرية