آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:06ص

وعند عفاش اجتمع الخصوم

السبت - 30 سبتمبر 2023 - الساعة 05:42 م

احمد عقيل باراس
بقلم: احمد عقيل باراس
- ارشيف الكاتب


     تعدت احتفالية زواج عفاش نجل العميد طارق صالح مناسبتها الاجتماعية وطابعها الانساني الصرف لأبعد من ذلك بكثير ولتوجه رسائل تتجاوز الموقع والمكان الذي انعقدت فيه ليصل صداها الى صنعاء وعدن وحضرموت ومارب وتعز وليصل كذلك إلى الرياض والقاهرة واسطنبول فلأول مرة منذ العام 2015م نشاهد اليمن تجتمع في مكان واحد وتحت سقف واحد ... لأول مرة يحدث منذ ذلك العام ان اجتمع كل هؤلاء الخصوم وحرص حتى من لم يتمكن منهم من الحضور على ارسال ابنه او من يمثله للمشاركة نيابة عنه في هذه الاحتفالية ليرسم الجميع بهكذا مناسبة صورة ظننا ان مشاهدتها قد أصبحت جزء من شريط ذكريات الماضي الذي لن يعود...

 

      وبعيداً عن ذكر اسماء الأشخاص الذين حضروا ولا اسماء مكوناتهم واحزابهم وتنظيماتهم او حتى صفاتهم الشخصية ولا ذكر الأهداف والقضايا والافكار التي يحملها ويتبناها كل واحد من هؤلاء والتي يتعارضون فيها مع بعضهم البعض فان الحقيقة التي يجب ان تقال ان مالم تستطع الامم المتحدة ولا الرباعية من تحقيقه بجمع كل هؤلاء الفرقاء والمتصارعين تحت سقف واحد عمله وحققه العميد طارق وان في مناسبة اجتماعية انسانية وهذا أيضاً له دلالاته العميقة التي يمكن البناء عليها مستقبلاً والتي منها ان بالإمكان جمع اليمنيين والجلوس على طاولة واحدة بغض النظر عن الشعار الذي يرفعه كل طرف والثانية وهي الاهم المكانة التي لازال يتمتع بها ال صالح في الحياة الاجتماعية والسياسية في اليمن وخارج اليمن حيث تجلى كل ذلك في الحضور اللافت والنوعي والمتميز للمشاركين في مراسم الزواج اكان على المستوى المحلي بمشاركة معظم ألوان الطيف في الشمال والجنوب من شخصيات حزبية وقبلية واجتماعية ومن منظمات المجتمع المدني او على المستوى الخليجي الذي تمثل في مشاركة بعض رموز الدولة والمجتمع في بعض الدول الخليجية كالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.

 

     الماضي لا يعود ولن يعود النظام السابق أبداً ابداً وهذه هي الحقيقة لكن تأثير الرجال العظماء على الأحداث لا يتوقف ودورة الحياة تستمر ويوجد للراية من يحملها ومن حضر حضر ليس حباً في عفاش الأب ولا خوفاً من طارق ولا طمعاً في ذهب المعز من حضر حضر طوعاً ورغبة وتعبيراً صادقاً عن احترامهم وتقديرهم لشخص العميد طارق ولشخص نجله عفاش بغض النظر عن التباينات في المواقف والآراء أو حتى الأهداف ولو كان المجال يتسع لأكثر من هؤلاء المدعوين لحضر اكثر فقد ود الكثيرين لو أنهم كانوا حاضرين غير أن الفرصة لم تكن متاحة امامهم لأسباب موضوعية فاكتفوا فقط بإرسال التهاني والتبريكات.

 

       أن الاجماع الذي تحصل عليه العميد طارق صالح وظهر جلياً في هذه الاحتفالية بالتأكيد لم يأتي من فراغ أو اتى بحكم النسب والوراثة وانما هو نتاج جهد دؤوب وثمرة عمل وكفاح مضنية اختزلها في سنوات معدودة ولو لم يكن يملك الكفاءة والقدرة وروح القيادة لما استطاع أن يصل إلى هذا المستوى وان تحصل على كل الامكانيات فالمال وحده لا يخلق القادة فمن شخص طريد بالأمس وصل وحيداً الى شبوة ومنها إلى عدن قبل أن يستقر الحال به أخيراً في الساحل الغربي ويختط من المخاء مركزاً ومنطلقاً له ولقواته إلى شخص اليوم يمتلك عشرات الالاف من الجنود والملايين من الاتباع من الاغلبية الصامتة فمن المخاء ظهرت شخصيته المستقلة المتفردة بكل وضوح كقائد أوحد بعد ان كان قائد من ضمن مجموعة من القادة فمنذ البداية تعامل بحكمة وعقل مع كل الحملات المناوئة له والتي كانت في مجملها تستهدفه كشخص وتعمل على شيطنته وادار بكل اقتدار كل الملفات العسكرية والامنية والادارية وتعامل برحابة صدر وروية مع كل الاحداث العارضة والمتغيرات التي شهدتها المنطقة وانجز بدون ضجيج العديد من التحولات حتى تكاد تكون المخاء اليوم نواة للدولة الحديثة قطاعات عسكرية نظامية ذات تسليح جيد منظومة امنية متكاملة شبكات طرق واسعة وحديثة داخلية وأخرى تربط المخاء بالمحافظات المجاورة ومشاريع حديثة للطاقة الكهربائية تقليدية ونظيفة انشاء مطار حديث واعادة تأهيل ميناء المدينة الى جانب قيامه ببناء وحدات سكنية وعدد من المستشفيات والوحدات الصحية وتشغيلها غير ان الأهم من كل ذلك وما جعله يصل إلى ما وصل الية احتفاظه وتحمله لمسؤوليته الاخلاقية تجاه الشهداء والجرحى الذين سقطوا وهم يقاتلون معه والى جانبه ورعايته المستمرة لهم ولأسرهم لذلك كله كانت المناسبة فرصة حقيقية لمعرفة المكانة التي يحظى بها العميد طارق صالح شمالاً وجنوباً وبين اوساط القوى الوطنية الحية ورد عملي للذين يقللون من دوره  ويشككون في قدراته ولا يعون شخصيته الجامعة.