آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-09:01ص

حلم البردقان

السبت - 30 سبتمبر 2023 - الساعة 09:36 ص

فضل مبارك
بقلم: فضل مبارك
- ارشيف الكاتب


ماذا بقي من وجه سبتمبر غير اناشيد معتقة نرددها مع حلول المناسبة كل عام .. فلا عاد هو رمزا للنضال ولم تعد ثورته تخطو بأحلام البسطاء نحو المعالي.

ولاهي سحقت الباغي ولادكت ضيما ، ولم تأت لابالمحال ولا بابسط الممكنات ، بقدرما اعطت البغاة والظالمين ومن اوهمونا أنها قامت ضدهم استراحة لنحو ستين عاما وعادوا بعدها أكثر شراسة ودهاء ومتسلحين بتكنلوجيا العصر لمواصلة وفرض مشروعهم .. وهاهم الملايين المؤلفة التي هرعت ذاك اليوم ( الاغر ) تتسابق على قصر السلاح وتتغنى بالأناشيد في نشوة وزهو هاهي ذاتها تملأ ميدان السبعين وغيره من الميادين بلونها الاخضر كمتطلب اجرائي لمعرفة مدى ايقانها وقناعتها .. ومن ساعده الحظ وجدها فرصة للهروب والاغتراب في فيافي أوروبا مكتفيا برفع صورته مع ايقونة سبتمبر على حائطه .. 

وفيما اكل ( حمران العيون ) بلح الشام وجنوا عنب اليمن وسط حماية سيل من  دروع بشرية عارية يساقون كقطيع إلى مجزرة ( شيطان ) برضا وقناعة تامة ،، هاهي الايام تكتب فصلا جديدة من حكايا غريبة  لشعب كان أصدق قول فيهم ماقاله الشهيد الثلايا قبيل جز راسه وسط تصفيق حار .. 

هل يُعاد كتابة تاريخ سبتمبر بحبر وقلم جديد أم نحتفظ بمطبوعات الكتب القديمة علها تكون مرت عليها سحابة صيف ليس إلا .. مع أن شواهد تلك الحشود التي تنقاد برسالة واتس اب لا تستحق عناء المجازفة لإعادة صناعة الحلم الذي انتكست رأيته وداس عليها من  قيل ذات يوم أنهم ذخرا لها ،  ورفعوا عوضا عنها في رقابهم وحول خصورهم ( تمائم) البردقان وعلت اصواتهم بترديد صرخة العار .

لا سلام لسبتمبر ولا عزاء ،، فقد أطل الشهداء من ثرى قبورهم و لم يروا ماقد سقوا بالدم من غرسات .

 وهاهو جيلك ياسبتمبر أصبح غير رشيدا وظل طريق الفداء وهيأ نفسه لكيل التراب على ذاته ، فيما الهامات انحنت ولم تعد تعلو في ضحى يومك الاغر ،، واخذت تتسابق ضحى وعشيا على الانبطاح لتقبيل الرُكب .