آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-07:27م

الوطن ليس بخير

الأربعاء - 27 سبتمبر 2023 - الساعة 05:50 م

احمد عبدالقادر البصيلي
بقلم: احمد عبدالقادر البصيلي
- ارشيف الكاتب


عندما تشاهد صاحب قلم حر وشجاع  تتم جرجرته  للمحاكم والنيابات وفتح محاضر التحقيقات له كالكاتب الصحفي فتحي بن لزرق  وتتابع وبقلق إجراءات تنكيل من بلدان المنافي والشتات لكاتب بحجم الدكتور عادل الشجاع وبإيعاز ومتابعة حثيثة من هرم سلطات البلد ضد كاتب تستشعر بان الوطن ليس بخير وابناء  الوطن في غير مأمن والخطر يداهمهم  في كل بقعة وحين.. 

عندما يحكم الوطن من يخاف من كاتب او مقال او نقد او نشر ظاهرة او التحذير من مفسدة  تجزم بأن الوطن ليس بخير وانه في خطر وأركان مؤسساته تنهار وحرياته تصادر ومثقفيه في خطر يداهمهم بمجرد كتابة مقال سيتأكد لديك بان الوطن بالفعل ليس بخير.. 

بالمقابل تجد بان القتلة في مكاتب الحكام ويديروا أعمالهم بكل اريحيه وتجد من ينهب  مدخرات البلد ومساحاته الشاسعة من الأراضي وارصدته وامواله

ومن يستولي على مصادر دخولات الوطن ومن يطارد الشرفاء ويحل محلهم مقربيه وأبناء قبيلته وقريته على حساب التنكيل بكوادر البلد تجد بان الوطن بالفعل ليس بخير وليس بخير. 

عندما تصادر حريات الناس وتدك مكتسبات الوطن في مجال الحريات الصحفية كانموذج بالتأكيد، ينتابك يقين بان الوطن صار غير بخير.. 

امس الأول شاهدت كغيري من محبي الكاتب الصحفي، فتحي بن لزرق وهو يمثل امام نيابة الصحافة والمطبوعات في عدن  انتابتني خيبة امل وشعور بإحباط لم اعتادهما في حياتي كلها.. 

أيعقل ان الوطن بخير؟! 

وكاتب كالأزرق لم ينهب ولو دبوس واحد من ممتلكات الوطن يتم التحقيق معه ومحاكمته وبنيه مبيته للضغط عليه لإسكات صوته القوي والحر الذي ازعجهم . 

لم يختلف شعوري بخيبة الامل والإحباط ذاتها وانا اطالع الاخبار من قاهرة المعز ومايتبع فيها من إجراءات لسلطاتها الأمنية ضد كاتب يمني وبطلب من سلطات الوطن لترحيله بل واختيار أماكن يعتقد بانها تعرضه للمواجهة مع السلطات التي طالبت سلطات مصر الأمنية بترحيله  لنية مبيته في التأذي فيه وبهدف وضعه في فوهة المواجهة مع السلطات الحاكمة التي انزعجت من كتاباته واردت محاسبته باستغلال النفوذ وقوة سلطاتها والذي يعتبر سلوك كهذا ووفق القانون جريمة يعاقب عليها كل من يستغل وظيفته في التأذي بخصومه كما يراهم هو خصوم واي كان خصومه سوى كان كتاب او صحفيين او ناشطين او معارضين او حتى موظفين في دائرة حكمه. 

صدقوني لن يكون الوطن بخير ومن يتسلط، في حكمة ذوو عقد النقص الذي يتلذذون بالتأذي بالشرفاء لا شباع او تعويض عقد نقصهم. 

او كما تحضرني بعض من مقدمة ابن خلدون الشهيرة الذي حذر فيها من تولية السفلة بمناصب الجند وسلطات الحكم والقضاء وامور العامة لان لديهم عقد نقص لن يشبعوها الا بمحاربة أبناء الشرفاء والتنكيل بهم كي لا يكون وجودهم خطر يداهم حكمهم.

الحقيقة المرة التي تؤكدها دلالات هذا السلوك ان الوطن ليس بخير بالمطلق