مخطئ من يعتقد ان امتثال اللواء ابوبكر حسين محافظ أبين للقضاء سقوط او انكسار او تقليل في حقه.
ابدا والله بل على العكس من ذلك تماما..
سنحت امام المحافظ فرصة ومازالت سانحة الى الان في ان يعطي درسا لن ينساه التاريخ بل سيسجله في انصع الصفحات..
نعم هو كذلك
ان القائد او المسئول حين يمتثل للقضاء ويحضر بنفسه امام القاضي فيه من العبر والدروس مالا تعد ولا تحصى.
سرد لنا المؤرخون سير الكثير من الصحابة والتابعين والفاتحين
والامراء والولاة
انهم لم يكونوا ليفرطوا في اية فرصة من شانها ان ترفع من قدرهم ومكانتهم امام رعاياهم وخصومهم وجنودهم.
سيدنا علي رضي الله لم يرى ان امتثاله امام القاضي شريح جرما او خطيئة بل كان اول الواقفين امام القاضي في حادثة الدرع المشهورة.
لجأ للقضاء
هل لضعف او لقلة حيلة او وهن.
كلا والله بل ليعطي لقومه ورعاياه و لنا وللاجيال القادمة درسا لن ننساه عن الحاكم العادل المؤمن صاحب الحجة والواثق بالله وعدله وإضفاء هيبة على القضاء فلا سلطان على القضاء والناس سواسية امام الله اولا ثم امام القضاء.
ونزع فتيل عدم الثقة في القضاء الذي صار منزوع الثقة في زماننا هذا..
ولا خوف من القضاء وعدل الله فالله هو العادل..
ميزان العدالة يختل حين يتعالي عليه الزعماء والقادة والمسؤلون
ويستصغرونه.
ميزان العدالة يختل حين تزهو النفس بالخيلاء والكبر والاستقواء
حين يصبح الوالي بالقضاء لايبالي فكيف تكون حال الرعية.
كانت ومازالت امام اللواء ابوبكر فرصة لبعلمنا درسا لن ننساه ان لا هيبة ولا قيمة للدولة الا بهيبة القضاء وامتثال الكل لاوامره.
ساكون سعيدا حين ارى وقوف المحافظ امام القاضي ياسر علوي رئيس محكمة زنجبار الابتدائية لبرد على الدعوى المقدمة ضده من احد موظفيه.
والله انه درس عظيم وموقف سيحسده الكل عليه.
فالدعوى رد وللرد رد وفوق هذا القضاء هو الفيصل..
القضية
المنظورة ليست جريمة قتل او تبديد مال عام او سطو واستيلاء او سرقة او غيرها من الجرائم الحدية والجنائية.
هي دعوى مدنية فقط مطالبة بدين والدين مسدد بالعرف بالقانون بالتصالح بالتنازل بتوطيد اواصر المخوة والتماسك المجتمعي.
وضع عبدوه ناجي نائب مدير مالية المحافظة امام المحافظ باب مفتوحا ليدخل التاريخ منه ويسجل اسمه في لوحة الشرف العليا.
ولكن بطبيعة الانسان يؤثر ويتأثر بالبيئة التي يعيش فيها وبمن حوله.
وابوبكر المحافظ والقائد العسكري في الأول والاخير هو انسان يخطئ ويصيب يؤثر ويتأثر وفقا وابجديات علم النفس السلوكي.
ولكنه يمتلك كاريزما القائد الذي يستطيع ان يخرج من عنق الزجاجة في لحظة ليقف شامخا في اعلى تلة ليخبرنا انه مازال هنا وان القضاء هو الملاذ الآمن للمستضعفين وانه لا سلطان على القضاء ولا دولة بدون سلطان وسلطان الدولة العادل هو القضاء.
نصيحة اخي المحافظ كن هناك في الموعد ولا ضير ان يكون محاموك ومحبيك معك ونحن منهم.
حتى لو تم حل الأمر والخلاف بينكما بالود والاحترام والتنازل في مجلس غير مجلس القضاء.
احب ان اراك في مجلس القضاء لتضع توقيعك على الحل والتنازل وتعيد للقضاء هيبته وللدولة هيبتها ولمقامك ومجلسك هيبته ووقاره.
كن هناك اخي المحافظ فلست اقل من عليا ولا عمر ولا عمرو بن العاص ولا سعد بن ابي وقاص حين اخرج جنوده من مدينة لم يلبث ان فتحها.
وامره القاضي بمغادرتها هو وجنده بعد ان تقدم اهل المدينة بدعوى ضده وجنوده الفاتحين امام القضاء لم يعترض على حكم القاضي بل امتثل له وامر جنده بمغادرة المدينة.
فما كان من اهل المدينة الا ان دخلوا الاسلام جميعا
وسجل التاريخ هذه الحادثة في انصع صفحاته.
رضي الله عنهم وارضاهم.
اخيرا
كن حاضرا في مجلس القضاء اخي المحافظ.
لتمنحنا دافعا قويا للتمسك بالقضاء واللجوء له في حال ضللنا الطريق تعرضنا لظلم.
بيدك ان تعيد للقضاء هيبته او تنهي ماتبقى من سلطان القضاء وهيبته في ابين.
