آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-02:59ص

سبتمبر.. صناعة شعب

الإثنين - 25 سبتمبر 2023 - الساعة 05:30 م

احمد عبدالله المجيدي
بقلم: احمد عبدالله المجيدي
- ارشيف الكاتب


أتقدم بالتحايا الحارة والتمنيات الصادقة لشعبنا العظيم، وهو يحتفل بالذكرى الواحدة والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.. الثورة التي كانت نتاج معاناة عقود من السنين وصنعتها إرادة شعبية واحدة، فكانت الثورة التي أخرجت شعبنا من تحت الارض إلى فوق الأرض، ومن غياهب الظلم إلى نور الشمس، فكان يومها مشهوداً كما وصفه الزبيري، رحمه الله:

 يوم من الدهر لم تصنع أشعته

 شمس الضحى بل صنعناه بايدينا

إنها إرادة حقة تفجرت بعنفوان البراكين والزلازل، لتنقذ شعبنا وتسقط أعتى نظام إمامي متخلف أعاد شعبنا إلى القرون السحيقة..

وقد سجل التاريخ ملاحم بطولية للدفاع عن الثورة والجمهورية الوليدة من قبل شعبنا صاحب المصلحة الحقيقة في الثورة والتغيير والإصلاح.

وكان لأبناء الجنوب دورهم التاريخي المشرف في الدفاع عن الثورة والجمهورية منذ اليوم الأول، حيث تقاطر الأبطال من عدن وردفان ويافع ودثينة والصبيحة والضالع و الشعيب وأبين وتبن والحوطة والحواشب وشبوة وحضرموت والمهرة بأسلحتهم الشخصية، ليصنعوا هناك نسيج التلاحم لإنقاذ الثورة والجمهورية من السقوط.. وكانت مشاركتهم هذه بمثابة (بروفة) لتفجير الثورة في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني.

وهي مناسبة أن نترحم على كل شهداء ثورة سبتمبر العظيمة، وعلى رأسهم قائد الثورة البطل علي عبدالمغني.. وعلى شهداء مصر العربية التي كان لها الدور الأبرز بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر،  في مساعدة الجمهورية ودعمها بالرجال الأبطال، الذين امتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم اليمنيين في جبال وسهول ومرتفعات بلادنا.

ثم كان لهم الدور البارز في دعم ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م في الجنوب. 

فطوبى لمصر العروبة وللزعيم التاريخي جمال عبدالناصر..

وإنها لمناسبة عظيمة تبعث الآمال في نفوسنا جميعاً للخروج من واقع الحرب المدمرة التي تشهدها بلادنا منذ تسع سنوات، بعد أن أكلت هذه الحرب الأخضر واليابس من مقدرات شعبنا، و خاصة أبنائه الشهداء الذين ذهبت أرواحهم في سبيل الحفاظ على وطنهم وحريته.

وقد آن الأوان اليوم للسير في طريق الحوار والخروج من براثن الحرب ومآسيها، ورسم خارطة طريق للسلام والأمن والاستقرار في ربوع الوطن.

تحية لشعبنا العظيم في ذكرى ثورته الخالدة سبتمبر وأكتوبر.

 وعلى طريق إعادة البسمة لوجوه أطفالنا بعد كل هذا الدمار والشتات و التمزق..