آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-02:32ص

يسألوني عن الجنوب ؟

الأحد - 24 سبتمبر 2023 - الساعة 05:27 م

فلاح المانعي
بقلم: فلاح المانعي
- ارشيف الكاتب


الجنوب شعب عربي مسلم، ويقال سني، ما كنا من زمان نعرف عن هذه المسميات، واحنا أطفال ما عمرنا لفضنا كلمة سني، شيعي، زيدي، لم نسمع أحدا من العائلة يخوض في هذا الأمر أبدا، لا الأب ولا الأم، ولا الجيران، ولا حتى في المدرسة أبدا مطلقا، كنا نحسب أنفسنا طلبة وبس وكنا ننتظر مقدم شهر رمضان بشوق وفرحة وفي العشر الأواخر منه كنا نفرح لمقدم عيد الفطر، كنا نشوف العالم واحد ونظن أن العالم كله هو مثلنا تماما، هكذا في زمن جيلي بدأ لنا الجنوب، ما كنا نعرف في بواطن الأمور وتفاصيلها، أمن واستقرار ودراسة ووظائف، كبرنا شيئا بشيئا، عرفنا بعد ذلك عن قذارة السياسة، وكيف ان كل دولة عربية تتخابر على الدولة العربية الأخرى، وترصد لذلك العمل الخبيث مليارات الدولارات سنويا، ذلك على حساب شعبها ومستقبل الأجيال، الله المستعان، شعوب عربية مسلمة تكيد لبعضها كيدا،

يسألوني عن الجنوب، شعب رضع العاطفة رضاعة رفع مليون شعار عن القومية العربية وكيف السبيل لتتوحد الأمة العربية، رفع مليون شعار مع التحدي ضد ما يسمى الأمبريالية العالمية الرجعية، ورفع مليون شعار في سبيل تحقيق ما سمي بالوحدة اليمنية حتى وقع في شباكها المعقدة والمتشابكة، رفع مليون شعار في حب وتمجيد قيادته على مختلف المراحل، وكانت تلك القيادات دائما ما تبحر بسفينة الشعب الى محيطات عميقة ومظلمة ليس لها نهاية أو طرف أو شط أو ساحل.

يسألوني عن الجنوب،
فقد البوصلة والعنوان والهوية، شعب شجاع ومقدام ووفي، ومتسامح، أرض معطاة وغني بثرواته على الأرض والجبال وفي البحار.
يسألوني عن الجنوب، موقع جغرافي خرافي بتصميم رباني بحت، وهذا ما أثار غريزة الحسد والبغضاء لدى الجيران والأقليم والعالم الجبان بأسره،
يسألوني عن الجنوب، اليوم يعاني مخاض عسير، ثورته تتأرجح مابين القوة والضعف، تراخت بسبب المسار السياسي الظالم، والشراكات القاتلة، وكثير من أبناءه من القيادات السياسية والعسكرية والمدنية، أساؤوا للثورة ودماء الشهداء وخدشوا طموح الشباب في المستقبل الجميل المشرق الذين كانوا وما زالوا ينتظروه، نأمل التصحيح والاصلاح في مؤسسات الجنوب،

يسألوني عن الجنوب؛ سكان مثالي مابين عشرة مليون نسمة، وخمسه ملايين ما بين شهيد وجريح ومفقود،
يسألوني عن الجنوب: اليوم وضعه عصيب، لكن الأمل يظهر بقو من بعيد، وأكثر الأمال مكنونه بين أضلع سيادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، ولا أمل سيتحقق إلا بصمود شعب الجنوب ومساندته للقائد، اليوم وبكرة وغدا،
يسألوني عن الجنوب،
أنه قادم قادم قادم، هذه حقيقة كالموت حقيقة.