تاريخياً السعودية كانت مع الملكية شمالاً باعتبارها نظام يتوافق مع نظامها ويحفظ مصالح الجوار لها، ومن ثم مع نظام في ظاهره جمهوري ومسيطر عليه من قوى النفوذ القبلي (الزيدية) وحتى بعد الوحدة هو النظام نفسه، ونظراً لتشكل ملامح الملكية الأمامية من جديد على يد (الحوثي) - الزيدية المتشددة -، فمن المصلحة السعودية تأييد هذا التوجه، عقب الفترة الانتقالية باليمن، ويعزز ذلك أن الملكية - أيضاً - مصلحة خليجية وعربية.
وفي المقابل ونظراً للنفوذ الإيراني بجماعة الحوثي - ورغم التوافق السعودي الإيراني - فإن الضمانات منعدمة في هذا الاتفاق وقد تأتي متغيرات وتعصف به، وهنا وبناء على استقرار المصلحة السعودية شمالاً، يكون من المصلحة إيجاد دولة مستقلة في الجنوب تكون ند قوي للملكية شمالاً.
وللتذكير فإن طبيعة المجتمع الجنوبي لا يتقبل نظام ملكي، وتوفر بيئة لدولة جمهورية أو فيدرالية، بالإضافة لكونه على توافق تام دينياً ومذهبيا وانتماء ليس مع المصلحة السعودية فحسب ولكن في الخليج والمنطقة العربية عموماً، وهذه عوامل ترجح دعم توجه دولة مستقلة جنوباً، وحتى إن حصل تعارض قطري على هذا المشروع كموقف مساند لإخوان اليمن، فإن تقاربها مع إيران والحوثيين قد يحقق لها توازن يجعلها تقبل بهذا المشروع.
وأود الإشارة إلى أن الدعم الذي أقصده ليس دعم الجوار المباشر، ولكن تهيئة البيئة أمام الطرفين لذلك، وعدم إعاقة المشروع الثنائي خلال المرحلة الانتقالي.