آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

احسان عبدالقدوس انتوا قتلتوا سالمين ليه؟

الأربعاء - 20 سبتمبر 2023 - الساعة 12:00 ص

أحمد سيود
بقلم: أحمد سيود
- ارشيف الكاتب


قبل تحقيق الوحدة اليمنية اي قبل عام ١٩٩٠م احد  اصدقائي وجيراني سافر مصر في رحلة علاج وتمشية وزار عدة اماكن مشهورة في مصر مثل الاهرامات وقبر الزعيم جمال عبدالناصر والدقي والعجوزة وخان الخليلي والسيدة زينب  وغيرها من المعالم والمناطق المشهورة في مصر واحياء القاهرة الشهيرة.

وفي احد الايام جلس في احدى المقاهي المشهورة التي يرتادها الكتاب والادباء الكبار في مصر والوطن العربي

لا تبعد كثيرا عن  مكتبة مدبولي تقريبا
تلك المقهى اخبرني عن ايمها ولكن ذاكرتي تخونني احيانا لدرجة انني  نسيت اسم هذه المقهى الشهيرة وربما تكون مازالت كما هي كونها مزارا لاصحاب الادب والفكر والسياسة والفن. 
  ما يميز هذه المقهى ان فيها مسجل كاسيت كبير من النوع القديم وبجانبه كاستات كثيرة محفوظة بعناية وموضوعة في اعلى طاولة صاحب المقهى ابن البلد الاصيل الذي تضح فيه اصالة المواطن المصري الصعيدي او الفلاح الصعيدي من لبسه للجلابية سماوية اللون. جميع الكاسيتات الموجودة بجانب المسجل هي  اغاني   كوكب الشرق السيدة ام كلثوم. الله يرحمها. 
فلا صوت او اغنية يتم سماعها في هذا المقهى   غير صوت ام كلثوم.

وبالصدفة  كان جالس في المقهى الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس وصديقي لمحه ونهض من طاولته  و اقترب منه وقال له حضرتك الاديب والكاتب الكبير احسان عبدالقدوس.

قال له : نعم. حضرتك تعرفني
قال له : نعم. اعرفك جيدا وقد شاهدتك في تلفزيون عدن حين كنتم في زيارة لليمن الديمقراطي. 
.
قال الاستاذ احسان : نعم صحيح  يعني حضرتك من عدن.

قال له صديقي: نعم عدن عاصمتنا وانا من محافطة ابين.

قال له احسان عبدالقدوس :
انت  من ابين؟

قال له : نعم

واضاف  انت من بلاد الرئيس سالمين.؟

قال له:  نعم

قال الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس:

صحيح الكلام اللي كنا بنسمعه عن الرئيس  سالم ربيع علي (سالمين) انه كان بيمشي وسط الناس ويجوب الشوارع كلها والمحافظات ويجلس زينا كده  علي الاهاوي
(القهاوي) مع الناس وياكل معاهم وياكلوا معاه ويلعب معاهم كوتشينة
وبيشاركهم افراحهم واحزانهمَ
ومافيش بينه وبين الناس اية حواجز؟

قال له صديقي: نعم
والله كل هذا الكلام الذي سمعته عن الرئيس سالمين صحيح. 
وذكر  له بعض المواقف التي حدثت امامه للرئيس سالمين في ابين ومزرعة دهل احمد والبدو الرحل ومقهاية  امين. 
وقال لدرجة اني مرة شفته يمشي في حافة قدر الله بجانب مسجد عقيل الصعيدي.

طبعا الاستاذ احسان لا يعرف هذا المسجد او حافة قدر الله ولكنه كان مركز تماما مع كل كلمة يقولها صديقي وكان يسال عن كل شاردة وواردة في حديثه.

وصديقي يوضح له بشرح مطول. 
ولما يكمل يقول له الاستاذ احسان: هاه.. كمل احكي لي عن  سالمين .

وكان الاستاذ احسان عبدالقدوس يستمع بتمعن لكلام صديقي
وبعد ان انهى صديقي كلامه.

قال له الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس بصوت فيه الكثير من الحسرة والندم والجدية :

طيب لما هو كان كده اتلتوه ليه!!!؟ 
( يعني لما هو كان بهذا التعامل مع شعبه لماذا قتلتوه) ؟
فبَهُت صديقي من سؤال الكاتب الكبير احسان عبدالقدوس. 
وعجز لسانه عن الكلام. 
وشعر حينها ان صخور وجبال العالم كلها وضعت على صدرة وشلت حركته ولم يتبقى فيه من رمق الا قلب ينبض بصعوبة.

وبعدها ساد صمت لاقل من دقيقة واعتذر صديقي بادب وقال للاستاذ احسان عبدالقدوس : العفو منك استاذنا الكبير يظهر  اني اخذت من وقتك كثير وازعجتك! تسمح لي بالمغادرة
قال له خليك قاعد انا مش ( مدايئ) متضايق

وصديقي اصر على المغادرة لانه لا يمتلك اجابة عن سؤال المفكر والكاتب والاديب الكبير  احساب عبدالقدوس. 
(طيب الله ثراه) 
نحن قتلنا سالمين ليه ؟