لا تبكون من واقع انتم من صنعه!

                   

تتباكون وتدرفون دموع التماسيح على عدن ، وتريدون منا نصدقكم  ،  بهكذا انتم تستخفون  بعقولنا وهذا تصرف لا يأتي إلا من نفوس مريضة مختلة عقليا ونفسيا  ،،، اذا أردتم منا ان نعترف بمصداقيتكم عليكم ان تكتبوا التاريخ بصدق وواقعية وأمانة ، وليس بالقفز إلى الامام واحراق المراحل   ، ولا من وجهة نظركم التي ترى ان الظلم والبغي والطغيان يكون  بعد مغادرتكم  كرسي السلطة بسبب دورات الصراع المناطقي على السلطة ، وماتصرفكم هذا الا من اجل الهروب من مواجهة حقيقة ان ما ارتكبت  من جرائم ضد عدن ( ارض انسان هوية ) وانتم في كرسي السلطة الكل كان شركاء فيها ، فلا داعي لدفن الرؤوس في الرمل كالنعام اوتناسي ما اقترفت أيديكم وكانكم فقدتم الذاكرة ،  ان التاريخ شريط ذكريات بكل ألاحداث صغيرة وكبيره لم تمسح ولن تنسى محفوظة في ذاكرة المجتمع العدني أحداث مليئة بالالم والمأسي والاهات والاوجاع تتناقلها الاجيال بتفاصيلها ، ومن ذاكرة التاريخ التي لم ولن تنسى ان يوم 30 نوفمبر 1967م كان بوابة دخول عدن في دوامة الظلم والبغي والطغيان والذل والإهانة إلى يومنا على أيديكم باسم الاستقلال الضائع ،  وحرمان أبناءها من حقوقهم  السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم والحفاظ على امنها ،، ومن يومها اصبحت عدن مدينة  مستباحة ومغتصبة أرض وثروة تحت مسمى عاصمة ، وبالنسبة لابناءها سجن ومعتقل لتقييد حريتهم او خطفهم اواخفاءهم  ، ومشنقة وساحة إعدام للتصفيات الجسدية ، ووكر عصابة لسرقة ونهب أموال واملاك ومساكن ابناء عدن  ، وتهجيرهم قسرا الى اصقاع الأرض بعد نقلهم بشاحنات نقل البضائع رجال مغلوب على أمرهم ، ونساء لا حولة لهن ولا قوة ، واطفال أبرياء ، وشيوخ أمراض ، ورميهم جميعا ذون رحمة بالعراء بعد آخر نقطة حدودية في كرش ليواجهوا مصيرهم المجهول ،،، واصبحت عدن مدينة اشباخ بدلا ان كانت مدينة لاتنام بسبب  نشاطها التجاري  ، كما كانت مدينة المدنية والاقتصاد والسياسة والتجارة والثقافة والفن ، وتعايش الأجناس والاعراق والاديان والطوائف والمذاهب تحت مظلةالنظام والقانون ، كما تحول ميناء عدن من ثاني ميناء في العالم إلى ميناء لا يذكر ، وكل ماحدث لعدن وابناء عدن كان بسبب التحايل على القرار  الأممي لاستقلال مستعمرة عدن الدي كان المفروض يكون في 9 يناير 1968م حيت تسلم عدن لابناءها  ، الا ان التحايل على القرار الأممي كان بتسليم بريطانيا سلطة عدن ( وليس استقلالها )   للجبهة القومية في 30 نوفمبر 1967م  بذون وجه.حق من خلال التوقيع على محضر تسليم واستلام سلطة عدن بين بريطانيا والجبهة القومية مقابل تنازل الجبهة القومية عن استحقاقات مستعمرة عدن القانونية والمالية والادبية والاخلاقية بعد الاستقلال التي كانت التزامات على بريطانيا لصالح  مستعمرة عدن مقابل احتلالها 129 عام وفي مقدمة هذه الاستحقاقات التعويض المالي والمقدر بمبلغ ستون مليون جنيه استرليني في حينه ، استلمت منه الجبهة القومية ثلاثة مليون جنيه استرليني فقط لاغير ، وكان توقيع محضر تسليم بريطانيا سلطة عدن للجبهة القومية في بروكسل بكنيسة الفتاة المسيحية بسبب رفض الأمم المتحدة استضافة هذا الاجتماع في مقرها او اي مبنى تابع لها ،،، وتزامن. الظلم والبغي والطغيان ضد عدن وابناءها من الوهلة الأولى مع ابواق الزعيق والنهيق للكمبارس عبيد اصنام حكم الفكر الشمولي ، وبيع الاوهام واحلام السراب للمغرر بهم ضحايا  الاقتتال الدوري المناطقي على السلطة ، لهذا فكل ماحدث لعدن ( ارض إنسان هوية ) هي  تبعات قرار تسليم بريطانيا  السلطة بعدن للجبهة القومية بذون وجه حق ،،، لهذا هل عندكم شجاعة صحوة ضمير وتعترفوا  وتقروا التالي :- 
1_ الاعتراف بخصوصية عدن الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية والمدنية واحترام هذه الخصوصية 
2_ الاعتراف بحقوق  أبناء عدن السياسية والمدنية ، وحقهم بادارة مدينتهم ادارة ذاتية والحفاظ على امنها ، كما كان الحال قبل 30 نوفمبر 1967م .
3_ الاعتراف بالهوية العدنية 
4_ تطبيق العدالة الانتقالية  في عدن من العام 1967م  .
او انكم إلى عند ماذكرنا اعلاه من مطالب يكون ردكم سياسية القفز الى الأمام واحراق المراحل ودفن رؤوسكم في الرمل للهروب من مواجهة الواقع .....  الا أن مهما كان منكم من تهرب وانكار للحقيقة ، فستبقى حقيقة ان الاوضاع في عدن من ظلم وبغي وطغيان هي افرازات للواقع الدي فرض عليها من 30 نوفمبر 1967م ، ولايمكن لاحد ان ينكر او يتجاهل تلك الحقيقة   ...... فلا داعي للبكاء والشكى من واقع أنتم صنعتوه بايديكم وفرضتوه على عدن ( أرض انسان هوية ) ...........

عبدالكريم الدالي