آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-08:12م

هذه هي اسباب ضعف موقف الشرعية التفاوضي

الإثنين - 18 سبتمبر 2023 - الساعة 12:42 ص

لطفي عبدالله الكلفوت
بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب


بسم الله الرحمن الرحيم
تدخل الحرب مرحلة جديدة و خطيرة جدا ستستمر عدة سنوات مقبلة لمحاولة اقناع الطرف الاخر على طاولة التفاوض و سيستخدم الضغط فيها بكافة الوسائل السياسية و الاقتصادية و العسكرية كمحاولة من الاطراف المتصارعة فرض امساك زمام سلطة الادارة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاخر لإضعاف موقفه التفاوضي و قلب ميزان التفاوض لصالحه حتى تصل اطراف الصراع الى تسوية سياسية شاملة.

قد تكون الحكومة الشرعية مستعدة عسكريا و لكن رغم اهمية القوة العسكرية التي يمكن استخدامها للضغط على الطرف الاخر بها في بعض جولات الحوار للقبول بما سيتم رفض قبوله على الطاوله و إجباره للعودة اليها الا ان الاكثر اهمية هو توحيد المشروع السياسي بين جميع مكونات القضية الجنوبية اولا و جميع الاحزاب السياسية اليمنية كذلك و التفاوض فيما بينها للوصول الى مشروع سياسي موحد لتقوية موقفها في التفاوض مع الحوثيين و هذا ما لم تقم به الحكومة الشرعية و بقيت متهربة منه حتى اليوم و الهروب من هذه الخطوة يعني انها غير جاهزة للتفاوض و هو ليس في مصلحة الجميع و سيعقد الوصول الى تسوية شاملة كما قد يسبب النزاع بين مكونات الشرعية ما سيجعل موقف الحوثيين التفاوضي اكثر قوة و لتحقيق هذه الخطوة يجب التركيز على ما هو في مصلحة الشعب و يحل جميع القضايا الشعبية القائمة و يوحد جهود القوات العسكرية التابعة لكل منهم ضد خصمهم المشترك و يوحد مشروعهم السياسي.

لن يكون توحيد المشروع السياسي و جهود القوات العسكرية المتطلبات الوحيدة فقط لتعزيز الموقف التفاوضي في هذه المرحلة و من المهم جدا تكاتف جميع مكونات الحكومة الشرعية لتطبيق النظام المالي في جميع فروع الادارات الحكومية و اتمام الدورة المالية وصولا الى فروع البنك المركزي لسحب فائض العملة المحلية من الاسواق بما يساهم في انخفاض اسعار صرف العملة الاجنبية و يقلل الطلب عليها لتحسين احوال المواطنين المعيشية وفق خطة اقتصادية متكاملة بخطوات مرتبة حتى لا تجد معوقات في طريق تنفيذها بالاضافة الى تحقيق امن المواطنين في جميع انحاء المناطق المحررة بحيث يعكس صورة حسنة تليق بالسلطة الشرعية في نظر مواطني المناطق الاخرى و في نظر المجتمع الدولي ايضا.

باختصار ان المرحلة المقبلة ستكون في مصلحة من لديه نفس طويل يمنحه قدرة على التفاوض مهما طالت فترتها الزمنية و لمن لديه مشروع سياسي واضح موحد و لمن ليس لديه في مناطق سيطرته ما قد يسبب تقديم تنازلات.