فتحي بن لزرق.. رمزًا للمبادرة والوطنية الصادقة. وُلد في زمن الاستعمار، لكنه رفض أن يكون ضحية للاستبداد والاستسلام. بل استخدم قلمه وصوته وصحيفته كوسيلة.فتحي بن لزرق ليس مجرد شخص مناضل وطني ندر أمثاله، أدى دور فعال فاق دور المؤسسات الرسمية بكامل فرقها وهيئاتها وميزانيتها ووظائفها، قلمه وأدبه وصحيفته نافذة يطل الشعب من خلالها على أحلام الوطن وتطلعاته. شخص اوجاع الناس ووصف لها الدواء، بحث عن سبل للتخفيف عن معاناة الناس، عبّر عن حبه العميق للأرض والشعب، واستخدم الألم والأمل لنقل رسالته إلى الآخرين. بلغت كلماته أعماق القلوب وأثرت في نفوس الشباب الذين تمسكوا برؤيته الوطنية. كان فتحي نموذجًا للتضحية والإصرار مناضلًا حقيقيًا. لم يكتفِ بالكلمات والخطب، بل تحدى القمع والقيود ليكون صوتًا للضعفاء والمظلومين. صحيفته مرآة تعكس تحديات العصر وآمال الشعب بكل شجاعة حول القضايا الوطنية والاجتماعية نظم حركة وطنية وسعى لتحقيق التغيير الحقيقي وكان يتنقل بالقضايا بين محافظة لأخرى ليصل صوت النضال والتغيير.رجل لن يمحى من ذاكرة الوطن، كتب تاريخًا مشرقًا . إنه نموذج للشخصيات الوطنية الاستثنائية التي تترك بصمة دائمة في مسار الأمم ،في وضع الولاءات والتصدعات التي يمر بها وطنا الغالي كان فتحي بن لزرق شخصية تتحدى هذه العوائق وتعمل بجد للحفاظ على وحدة واستقرار وطنه. اذ يعد من أشد المؤمنين بأهمية الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب.صاحب مبدأ يضطلع بدوره في كل نازلات الحرب، يصدع بثقة وايمان بأن الوطن الواحد قوة لكل فرد، يزاول مهنته الأخلاقية والقانونية ورسالته القوية حول أهمية الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع والانتماء للوطن. كتب مقالات وحكم دافع فيها عن قيمة الوحدة الوطنية وضرورة التماسك في وجه التحديات. وعبر عن قناعته العميقة بأن الوحدة هي سبيل التعافي وتحقيق التقدم والازدهار، قائدًا يوحد الناس حول قضية واحدة، ويساند في حلها. وهكذا، بات اسمه مرتبطًا بروح الوحدة والوطنيةنموذجًا للتسامح والاحترام المتبادل بين مختلف الثقافات والمجتمعات. لم يترك مكانًا للفتنة أو التفرقة بين الناس إلا وخاضها، مشجعًا على التفاهم المتبادل والتعايش السلمي.بقي فتحي بن لزرق مصدرًا للأمل والتوجيه. بجبروته وشجاعته، تحدى العقبات محاولًا بناء مستقبل أفضل لبلاده وشعبه، فتحي رمزًا للوفاء الثابت للأرض والوحدة والدولة المدنية، ويمثل نموذجًا يحتذى للأفراد الشجعان أن يكونوا عونًا لبلادهم ولأمتهم في أوقات الأزمات.يترك سؤالًا مفتوحا لتحفيز الجمهور على التفكير والحل والتفريغ العاطفي البناءة بدلاً من الجدال، والرد بلطف مستخدمَا لغة محترمة ليحول الاحتدام لتفاهم حسن. بصبره وأناته كسب مهارة قيمة ساعدته على بناء علاقات إيجابية وتفاعل فعّال مع جمهوره.فتحي يمثل ثباتًا واستقرارًا في زمن الاضطرابات والصراعات. فإن إصراره على البقاء في الوطن ومواجهة التحديات يعكسان روحًا قوية وإيمانًا عميقًا بأهمية الوطن والوحدة الوطنية. . صموده ليس مقيدًا بظروفه الشخصية فقط، بل كان صمودًا وطنيًا أيضًا. سعى جاهدًا لتقديم الدعم والمساهمة في حل المشاكل التي تعصف بوطنه، حيث عمل بجد لتعزيز السلام والاستقرار في اليمن، ولكنه رفض مغادرة وطنه على الرغم من الاضطرابات المستمرة.يظهر فتحي استعدادًا للاستماع لآراء الآخرين والرد عليها بشكل مناسب، مما يعزز من فهمه للواقع السلبي وللقضايا الشائكة التي أفقدت الناس الثقة بكل ما حولهم لذا يمتلك مهارات تواصل فعالة ومعززة للحوار البناء، حيث يُظهر للمناظرين احترامًا كبير ، دون انتقادات شخصية أو تجاوزات،. تستند كتابات فتحي على الحقائق والأدلة والمنطق لدعم وجهة نظره، مما يجعل مناقشاته أكثر قوة وإقناعًا.لذلك يبدو فتحي هادئًا متزنًا ومعتدلا في مناظراته، وأثناء بحثه وعرضه لقضايا الناس والمجتمع، يحايد لأجل الحقيقة وحل المشكلات والصلح بين الناس، مجانبا الانفعالات والتصاعد في الجدال. مما يسهم في خلق بيئة مناسبة للنقاش البناء جعلته قادرًا على تقديم الحلول الممكنة بشكل أفضل من فريق بوزارة بأكمله، كونه يعرض المشكلة ويقترح الحل.الرجل الشجاع والمخلص، ادهشنا جلده اللافت وبقائه في وطنه اليمن رغم المتاح له من الحياة خارجه، بات اسمه مرتبطا بروح الوحدة الوطنية رغم الظروف الصعبة والتحديات الهائلة التي يواجهها. سيظل فتحي الرمز الذي نحترمه ونتعلم منه كيف نتعامل بإنسانية ونحافظ على وحدتنا وازدهار وطننا نموذجًا ملهمًا.د.نورية الاصبحي