آخر تحديث :السبت-21 ديسمبر 2024-03:09م

قراءة في ورقة (مسارت الخطاب الوطني في ظل حالة اللاسلم واللاحرب) للباحث: عمار التام

الأحد - 10 سبتمبر 2023 - الساعة 09:58 م
د. لمياء الكندي

بقلم: د. لمياء الكندي
- ارشيف الكاتب


 

فرض التمرد الحوثي على الدولة في 2014م، معادلة جديدة على واقع الاحداث في اليمن تعزز معها الخيار الحربي الشامل الذي انتهجت معه كافة القوى الوطنية خيار المواجهة المفتوحة الاستعادة الدولة، غير ان مجموعة من العوامل اثرت في مسارات هذه المواجهة وتأتي اتفاقية الهدنة الاولى التي وقعت برعاية اممية في الثاني من ابريل 2022م، لتفتح مسار جديد في المواجهة وتتطلب ادوار واساليب جديدة في ظل حالة اللا سلم واللاحرب.
وبين ايدينا الورقة البحثية للباحث الاستاذ عمار التام التي صدرت عن مركز البحر الاحمر للدراسات السياسية والامنية التي حاول من خلالها الباحث التام التركيز على جانب مهم من جوانب المواجهة تلخصت حول مسارات الخطاب الوطني في ظل حالة اللا سلم واللاحرب.
ويعرف التام حالة اللاسلم واللاحرب بانها " حالة من الجمود في العلاقات والمفاوضات بين اطراف النزاع" وهي حالة تتطلب من القوى الوطنية المدافعة عن الجمهورية اعادة قراءتها وتوجيه مساراتها وفق خطاب شامل موجه حددت هذه الورقة مسارتها ودعى من خلالها الباحث كافة القوى الى تبني خطاب وطني وقومي وديني شامل يتفاعل مع مخرجات التحدي.

ويرى التام ان المسار السياسي في ظل حالة اللاسلم واللاحرب لم يحقق مكاسب على الارض والحال ذاته مع المسار العسكري الذي لم يلبي المنطلقات الحقيقية التي قامت من اجلها الحرب.
ودعى الباحث التام الى استثمار هذه الحالة ومراقبة نتائجها المباشرة والتعامل معها كوسيلة لبعث حالة الهياج الشعبي في مناطق سيطرة الحوثيين رهانا على مسلسل الانفجارات من الداخل.
ويقيم الباحث دور الحكومة الشرعية ومعها كافة القوى الوطنية بالتراجع عن ادارة المعركة لأنها لم تستطيع ان تعمل مجتمعة في ظل جبهة موحدة، وهنا تتجدد دعوة الباحث لتبني لافتات جديدة للخطاب الوطني، لمواجهة الخطاب الحوثي الذي يصفه الباحث بالمرونة والاستعطاف احيانا والتهديد احيانا اخرى و بين الخطاب الحوثي للمجتمع في الداخل والذي يتسم بالتحريض والدعوة الى التحشيد والتأطير تحت لافتة مواجهة العدوان، معتمدا على برامج ودورات طائفية لتجريف الهوية الوطنية.
ويؤكد الباحث على اهمية الخطاب القومي الذي وجد كردة فعل تجاه الخطاب الاعلامي والثقافي للكهنوت الهاشمي الحوثي وامتداداته الناعمة في مؤسسات الشرعية والاحزاب.
 ويصف الباحث هذا الخطاب بأنه يمثل رؤية ناضجة للخروج من صراعات الاحزاب والمكونات الوطنية المزمنة، بل انه يشكل ارضية لوفاق وطني حقيقي يقوم على مشروع الجمهورية والدولة والسعي لتجريم الهاشمية السياسية كعدو تاريخي لليمن وعائق امام نهضته واستقراره.
لقد اعاد الخطاب القومي حسب الباحث الروح للانتماء الوطني واوجد تيار وعي وطني متزايد يهيئ لمرحلة حاسمة في الصراع القائم.
ورفد الباحث ورقته هذه بسرد جملة من التحديات الوجودية، والتنظيمية، والتراكمية، اضافة الى التحدي التمويلي والواقعي والتحدي الخارجي وجميعها تحديات مرحلية تفرض ذاتها في ظل حالة اللاسلم واللاحرب لما تحمله من مخاطر وفرص تفرض على الخطاب الوطني وتحدد مساراته.
ويفرد الباحث في ورقته هذه جملة من المسارات التي تم سردها بداية بالمسارالاستراتيجي المبدأي الذي تفرضه طبيعة المواجهة، وانتقد الباحث غياب الدور الرسمي لوزارات الاعلام والارشاد والتوجيه والتعليم والتعليم العالي ودور الجامعات والمناهج والاحزاب في تعزيز الامن الفكري لوطني لمواجهة الخطر الوجودي لحاضر اليمن ومستقبله.
واكد الباحث على اهمية المسار التعبوي الشامل وعدم الوقوع في فخ او وهم السلام مع ايران واذرعها الحوثية.
ودعى التام الى ضرورة تبني مسار مرحلي مواكب لظاهرة الوعي على اعتبار انه يشكل حجر الزاوية للحفاظ على سيناريو حرب الشعب الشاملة حسب الباحث.
انهى الباحث التام ورقته البحثية هذه بجملة من التوصيات التي خلصت اليها ورقته هذه تتطلب ضرورة تنظير وترشيد فكري واعلامي يبدأ من شكل مقاومة الرفض للمشروع السلالي الحوثي وامتداداته في الشرعية بثقافة وسلوك جماعات الضغط حفاظا على التلاحم الوطني وخروجا من المناكفات البينية لتهيأة الاجواء لرسالة الخطاب الوطني الموجه.
ودمتم بخير