آخر تحديث :الثلاثاء-07 مايو 2024-08:57ص

وللتاريخ.......كلمته

الثلاثاء - 05 سبتمبر 2023 - الساعة 11:20 م

د. علي عبدالكريم
بقلم: د. علي عبدالكريم
- ارشيف الكاتب


استوقفني هنا التاريخ بضحكته الساخرة❓
لم اعد هو يسخر مني ام يسخر من مرحلة انحطت فيها كل التعابير الجمالية لقيم وصياغات الحياة‼️
كل شئ تغير كل شيء تبدل ما بذلك شك والتطور والتغير نحو الاجمل والاحسن والافضل سنة من سنن الكون لكن سننه لنا في لها وقع وتعبيرات أخرى قد يسأل سائل الإطلاق في تصوير الأمور بالمطلق لا يجوز 
 علينا البقاء ضمن دائرة نسبية الاشياء دعونا نتفق على هذا المبدأ لكن سينشا سوالا أكثر تعقيدا يتحدث عمن له الحق المطلق في تحديد نسبية الاشياء دعونا نحتكم فلسفيا للقول بأن المطلق خارج المحسوس المدرك أما ما هو قيد العيان والمعاينة والاختبار والإختيار........ فهو نسبي ...كتبت هذه الكلمات وانا اقف مسترجعا تاريخا ومواقف واحداث جسام تركت آثارها العميقة على بلادنا وعلى شعبنا وباتت المقارنة قاتلة بين ما كنا عليه واصبحنا فيه معيشة وواقعا يزداد غرابة واغترابا ...نحن على مشارف الاحتفاء والاحتفال بثورة ستة وعشرين وعشرين سبتمبر1962 وثورة 14اكتوبر وبينهما حديث سيأخذ بالضرورة للنقطة التي كانت سببا ودافعا لكتابة هذا المقال اقول وموكدا على ما أقول إن ما اعترى الثورتين من إنهاك....... وضياع مرتبط باكثر من عامل أغلبها نعايشها اليوم تتمثل أساسا بالتنكر لهاتين الثورتين وما مثلته تاريخيا من تحد للكثير من عوامل القهر والتخلف بتعبيراتهما الداخلية المعقدة والخارجية وبالذات المجاورة والمحيطة التي تغولت مفاعيلهما أكثر فأكثر فهناك في صنعاء تبدل المسمى والمضمون من 26 إلى 23 سبتمبر وهنا في عدن صار 14اكتوبر إثما وجرما  البعض وليس الكل يحملونه وزر من كان سببا لرحيل المحتل وكافة تعبيراته ثم لتاتي الحرب لتخلق على الارض....... وقائع وأحوال.......... واسماء واختراعات بل ذهب الأمر اعمق من ذلك بات الحديت....... عن هويات تتصادم عمدا مع التاريخ... تشويها والغاءا وتبديلا..  وهنا اصل الى بيت القصيد الذي دفعني لكتابة هذه الكليمات التي ساعرج من خلالها لتناول ذكريات حتى وان كانت بسيطة لكنها عميقة المعنى والآثار تحمل في طياتها مواقف لشخصيات لم يكرمها التاريخ وهي تستحق التكريم وقد تبين معدنها النظيف إبان أحداث عام 86 المشوومة التي عاني منها كاتب هذه الكلمات الويلات التي عانى منها اليمن كله... بل أنها شكلت السكين الذي اغمد في جسد تجربة الدولة الوطنية الديموقراطية جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية حتى سهل التهامها بالكامل بحرب 94 الظالمة 
     اعذروني...... هي مرحلة.......... من أعقد واصعب المراحل التي عاشتها الثورة اليمنية واضاعت تاريخ الكثير من رموزها التاريخيين 
     انا هنا... ساتناول أمرا..... جرى لشخصي المتواضع كما جرى مع الكثيرين نتيجة لغط فج في السياسة.. لغط فج في تصيد المواقع ولكن كما يثبت التاريخ دوما حافظ على شرف تاريخ انت جزء منه رغم ما به من كم هائل من............ اهوال وكوارث عام 86 التي تحملناها بصبر و بعزيمة لا تقهر وبثقة لا حدود لها....... وما يزال على قيد الحياة.........
كثيرون ممن عاشوا معنا سوداوية تلك الأيام الكئيبة نتمنى لهم طول العمر ودوام الصحة وفي مقدمهم طيب الذكر.... والسيرة عثمان كمراني...... وقد يسالني سائل وما دخل رفيقنا العزيز الشخص البسيط الثوري النزية الشجاع المقدام سعيد صالح بما تسرد خاصة بعد توليه منصب وزير أمن الدولة بعد كارثة 86 المشوومة..............اقول
       تواصل...... معي طيب الذكر والتاريخ عمر الجاوي قائلا قد تحدد يوم غدا لقاءك مع وزير أمن الدولة سعيد صالح لأنني فعلا طلبت اللقاء معه كنت اعرفه منذ كان أحد قلاع اتحاد الفلاحين وازدادت معرفتي به توثقا...... عبر عزيزنا وحبيبنا عبدالرحيم باشيخ أحد كادرات الإتحاد اطال بعمره ومتعه بكامل الصحة مع واجب الاعتذار لأن الظروف لم تعد تسمح لا بالزيارات ولا بالتنقلات...حماك الله يا باشيخ 
     حين وفدت إلى مبنى أمن الدولة لاحظت عيونا شاخصة كأنها تتسائل ما الذي جاء به إلى هنا❓ وبكل ثقة سالت عن مكتب الرفيق سعيد صالح وقد كان ودلوني وللحق اقول لكم كان استقباله حار لطيفا اخويا صادقا وبادرني القول يا بن عبد الكريم قد جرى ما جرى من وراء تقارير اغلبها كانت كاذبة مزيفة لكني أود أن أتحدث معك في أمور اخرى تهم البلد ونود أن نستفيد من كوادرنا...... كان على معرفة اني كنت نائبا لوزير التجارة وصاحب تخصص اقتصادي وبادرني القول كيف يا بن عبدالكريم هل هناك خطورة ما نتيجة جلب بعض المغتربين والمغتربات كميات من الدولارات وكميات من الذهب وهل ذلك يشكل خطورة ما❓ وبكل المعاني أردف يسأل عن أوضاعنا الاقتصادية وكان تجاذبنا الحديث بسيطا دونما تعقيد وقد حييته على حسن انصاته كذلك حييته على حسن استقباله وعلى حسن تساولاته ووقع مخاوفه وقلت له من هنا يبدأ العلاج........... اي الاستئناس بالراى‼️
واسترسلت مواصلا حديثي قائلا لا ضير مطلقا من إدخال هذه الأشياء شريطة أن يصرح حاملها ويسجلها ضمن إقراره الجمركي ولا بأس أن يعيد إخراجها أو اخراج بعضها لأن توجها كهذا سيبدأ بخلق عناصر الثقة المفقودة.... رحب العم سعيد بتدخلي واستمر في حديثه الودود معي متسائلا عن عملي الذي نقلت إليه بشركة النصر للتجارة الحرة والغرفة التجارية والصناعية التي عملنا بها سويا مع المرحوم عزيزنا الراحل عبدالله سالم الخضر...قبيلي انتقالي للعمل كأمين عام مساعد بجامعة الدول العربية 
اخيرا لم الحظ اي تغير في طريقة وأسلوب وضحكة سعيد صالح كان بسيطا ابسط من البساطة ظل ثوريا نقيا يحب وطنه يضحي في سبيل بلاده وثورتها حتى مات شهيدا في سبيلها مدافعا عنها كما تجلى حين عين محافظا لمحافظة عدن 
      كلمة في الختام اقولها لشخص كان له صلة بهذا الأمر كله أنه الشهم الإنسان حسان حسين تبعث له افضل التحيات حيثما يكون