آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-02:05م

العيد.. وأيام طفولتنا

الثلاثاء - 05 سبتمبر 2023 - الساعة 01:52 م

أحمد سالم شيخ العلهي
بقلم: أحمد سالم شيخ العلهي
- ارشيف الكاتب


ذكريات الطفولة تظل راسخة في الفكر والوجدان، رغم مرور عقود عديدة عليها. ومن تلك الذكريات الجميلة والرائعة.، أيام الاعياد الفطر، والاضحى.. 
أتذكر أيام طفولتنا، مع أيام العيد، وكيف اننا بكل شغف ولهفة، وقبل قدوم يوم العيد، وبأيام معدوة نظل منتظرين على احر من الجمر مجيء الآباء والاعمام من عدن، او من غيرها من المناطق.. 
كل طفل منا منتظر لابية، ولكسوة العيد ولهدايا اخرى كاللدو، والنعنع المليم، والحلوى. 
دائما مانتجمع عند سماعنا صوت سيارة في الجهة الغربية للقرية.. وهو المكان الذي نترقب من جهته، قدوم السيارات الى القرية. 
نتجمع كل الأطفال اولاد وبنات، وكم تغمرنا الفرحة ونحن نشاهد ظهور السيارة، بمحاذاة جبل فرعان تمشي رويدا" رويدا باتجاهنا.. ونطلق الصيحات والاهازيج (جاء بابور من لندل به سكان واربع عجل)..
ونركض وراء السيارة الى إن تتوقف، وبفضول طفولي نراقب، وننتظر لمن وصل فيها من اهل القرية. 
وعند دخوله الى منزله،ندخل جميعنا نحن اطفال القرية الى منزله،.ويوزعوا علينا حبيبات من النعنع، او الكيك اوي شي آخر مما اتى به معه..
يالها من لحظات ويالها من فرحة لاتعدلها كنوز الارض..فرحة، وسعادة تغمر قلوب اطفال صغار في عمر الزهور..
والذي أتذكره ان كل طفل منا، يتباهى بكسوته.ولايمكن ان يشاهدها احد غير اهل بيته، إلا يوم العيد في المسجد.
لكي يتباهى ويتبختر بها إمام أقرانه من الاطفال.
ننتظر قيام صلاة العيد بشغف، وبعد انقضاء صلاة وخطبة العيد، والمعايدة يخرج الاهل الى المقبرة، لزيارة القبور وقراءة الفاتحة، ومن ثم المعايدة على جميع البيوت، وبالذات كبار السن والعجزة، القاعدين في المنازل..
وبعد وجبة الافطار، أذكر ان الرجال يخرجوا غرب القرية ببنادقهم، ويتنصعوا بالرصاص الحي باتجاه جبل فرعان.. 
يضحكوا ويمزحوا مع بعض.. 
ونحن الاطفال نتصارع ونتسابق على التقاط خشرات الرصاص.. 
بعدها يذهب الكبار الى المنازل.، او زيارات معايدة للاقارب في القرى المجاورة، 
ونحن الاطفال نظل نلهو ونلعب ونقرح الطماش الى وقت الغداء..
كانت ايام خير وبركة..أذكر ان كل الناس تتناول وجبة الغداء، مصحوبة بوجبة اللحم والمخلم البلدي حتى في عيد شوال.
ويوم العيد له قدسيته عندنا نحن الاطفال..لانه يوم اجازة كاملة من اي عمل، كرعي الغنم.
أتذكر رجال قريتنا، رحمهم الله عندما كانوا يتجمعوا ظهيرة العيد جميعا لتعاطي القات في احد البيوت مع القهوة والماء. 
تبدا جلسة القات من الساعة الواحد والنصف، اوالثانية ظهرا.. الى السابعة مساء كحد اقصى.. يتجاذبوا اطراف الحديث فرحين ومسرورين بعد غياب لاكثر من عام في اعمالهم.. وتكون فرحة العيد عيدين فرحة العيد، وفرحة اللقاء بين الأخوة والاحباء..
أيام العيد في ذلك الزمان، لها طعم، ونكهة، ورونق جميل على الكبير والصغير..فالكل تغمرهم السعادة، والمحبة والفرح...
رحم الله كل من رحلوا من اهلنا، وحفظ الله من هو على قيد الحياة..وياليت ذلك الزمن يعود...ولكن هيهااات.
نسأل الله الستر والعافية والصلاح..وكل عام والجميع في خير وعافية..
بقلم /أبو معاذ/أحمد سالم شيخ العلهي.
مودبة/ابين