سياسة الهروب إلى الأمام ، هذا ماكشف عنه حديث المشاط يوم أمس، وهو يهدد المدنيين وكأنه يطمئن المحتجين على التصعيد العسكري من أجل صرف رواتبهم، ليس من أموال الشعب المنهوبة من مليشياته بل من مايسميها دول العدوان. حديث المشاط لم يأتِ بجديد ولم يعد قديماً ،هو هو ذاته الخطاب الذي يبرأ ساحاته ويخلي مسؤولياته، ويستحضر الخارج كلما ضاق الخناق من حول عنق جماعاته ، بمطالب حقوقية مستحقة. المشاط يصف القطاع المدني وهم بالملايين بالحمقى ويذكر بأولويات معركته بمواجهة الخارج وقمع تململ الداخل، ومكافحة مايسميه بالطابور الخامس وهو كل المجتمع المدني. الحوثي لايملك مشروع دولة هو قاطع طريق ومبتز وجابٍ إمامي، يمر على العوائل كالإعصار، ناهباً غلة الأرض تاركاً وراءه الجوع والبؤس العام. الحراك الذي بدأ يكسر حالة الخوف ويتجاوز الصمت على المكاره ، يستوجب إعادة جميع قوى الساحة ترتيب أولوياتهم بدعم الحراك في صنعاء وغيرها ، وإعادة الإعتبار لمشتركات العمل السياسي الميداني، بتوصيف الحوثي بعدو خطره يتجاوز الجميع ويهدد كل المشاريع على تباينها بالتعطيل والنسف. الحوثي وهو في حالة ضعف سياسي داخلي ، ومحاصر بمطالب الناس ،يضعه أمام خياري المزيد من القمع أو الرحيل ، مع انه لن يرحل مالم يتم إقتلاعه بتظافر كل الجهود، وصياغة شعار إلزامي: وقف الصراعات الثانوية ومادون إسقاط الحوثي ، مكايدات صبيانية وحماقة.