آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-06:46م

عندما تُروض الجوارح والكواسر في مواطنها، تُقاد لمصيرها المجهول،،،

الثلاثاء - 29 أغسطس 2023 - الساعة 06:14 ص

محمد أحمد شيخ
بقلم: محمد أحمد شيخ
- ارشيف الكاتب


وضعنا هذا العنوان كتشبيه لما كان عليه ساسة وشعب الجنوب قبل عام 90م وما آلت اليه احوالهم بعدها،،،

نعم لقد كان ساسة الجنوب وقياداته العسكرية والامنية قبل عام 1990م كالأُسد في عرينها يزئرون آمرين بالحق وحماية الوطن ناهين عن الباطل وخيانة الوطن وكان الشعب اليد الطولى لتلك القيادات للبطش بمن تسول له نفسه المساس بالوطن ومنجزاته كلاً من موقعه الام تنجب والاب يربي والمعلم يهيئ الاجيال لسوق العمل وميادين العزة والكرامة، والصقور الجارحة تحرس السماء والسباع المفترسة تحمي الارض والجبال والكواسر تجوب البحار والمحيطات،،،
كما كانت الاخلاق والامانة والوطنية هي المعايير في كل شئ والقانون هو صاحب القول الفصل والكل تحته سواسية،،،

وفي عام 1990م هرولت كل تلك القيادات نحو هدف الوحدة اليمنية والشعب خرج عن بكرة ابيه يصفق ويهتف باعذب الاناشيد والاهازيج تحت تاثير الشعارات القومية والوحدة العربية وتحرير المقدسات وتخديرة مانجو ولبن هائل سعيد الذي كان يضخه بمكر الله يمكره، وفي هذه الحقبة فقد كان الجميع في الجنوب من الرئيس حتى الجندي والمواطن لا يمتلك غير الراتب الشهري الزهيد والذي كان يكفيه واسرته من التعاونيتين الاستهلاكية والزراعية لشهر كامل وزيادة،،،

بالمقابل وفي هذه الاثناء ومع سكرة الزخم القومي كان هناك غول منتظر الجميع اسمه عفاش ومن تحته الهوام والتماسيح وكل هؤلاء يمتلكوا الاموال الضخمة،،،
فضربوا طوق من فولاذ اسمه التعددية الحزبية على تلك القيادات الجنوبية الفقيرة المخمورة بعبق الحرية وحسن النوايا والشعب الصادق الطموح وفي هذا الطوق بدأو بترويض تلك الكواسر والجوارح والشعب الجنوبي على الاخلال بالامانة والانبطاح والا مبالاة والانهزام وقبول الذل والهوان والتجهيل والسكوت عن الحق ومناصرة الباطل والتنازل عن الحقوق العامة والخاصة من خلال بذل الاموال الطائلة للقيادات والفتات من اللعاع للشعب تحت مسميات مختلفة كصرفيات لانتخابات ولجانها ومخصصات احزاب وقواعدها ومرتبات مشائخ واعيان وشراء الذمم والولاءات وتسريح القادة العسكريين والامنيين وارسال مرتبات البعض منهم الى بيوتهم مما نزع منهم غيرة الانتماء لشرف المهنة وافقدهم بالاحساس بالولاء للوطن، كما تم اغراق المدارس باموال المنظمات وتسهيل الغش في الامتحانات، وجعل مما نتج عنه جيل جاهل لا يقوى على مواجهة متطلبات الحياة،،،

وها نحن اليوم مايسمى بالقائد الجديد ينهب مرتبات جنوده والفساد يمارس في كل شئ نهاراً جهارا وكل قبيح يمرر ويمر مرور الكرام والوطن وثرواته اصبح غنيمة يستثمره مجموعة اشخاص والجبايات على طول الطرقات ومستحقات الموظف تصادر ونحن لا ارى، لا اسمع، لا اتكلم، وتلك الكواسر والجوارح تموت على دكك البريد والصرافات مكسورة الجناح عديمة الحيلة مسلوبة الارادة منتظرة الراتب ياتي ام لا ياتي، والقايد العسكري الذي كان كالطود يحمي الحدود طريح الفراش ينهش احشاءه المرض، منتظر ممن اخل بامانته وترك عمله ليتفضل عليه بمناشدة لعلاجه،،،
ومربو الاجيال جلهم تخلوا عن امانتهم التي تخلت عنها الجبال والسماء والارض الا من رحم ربنا، ولم يعترض احد والباطل اصبح اليوم اقوى من الحق، والحقوق الخاصة والعامة اصبحت مهدورة ولا حياة لمن تنادي والفساد هو سيد الموقف ويا ويل من قال ثلث الثلاثة كم،،،
ولا ندري الى اين نحن ذاهبون وماذا تخبئ لنا الايام،،،
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم،،،
فهل لنا الى ذلك سبيلا،،؟