آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-06:45م

رسالة لكل ظالم

الأحد - 27 أغسطس 2023 - الساعة 12:00 ص

انور ثابت بن عبدان
بقلم: انور ثابت بن عبدان
- ارشيف الكاتب


اعمل ما شئت فإنك على موعد مع الله بمفردك

في بداية رسالتي هذه اتوجه بخالص العزاء والمواساة لكل إنسانا ضاع حقه وسلب ماله واهينت كرامته وازهقت روحه وبسط على أرضه وغرب عن وطنه فلم يجد له عونا ولا معينا إلا اللجوء إلى ربه  .
عظم الله لك الأجر فيما أصابك ونزل بك وعوضك خير  .

وإنه وللأسف نرى الظلم يظهر ويعلو علو والعدل يختفي وينخفض انخفاضا فلا حياة للإنسان في مجتمع قائم على الظلم ولا هدوء واستقرار له موازين تختل وقيم تنهدم واجيال تهمش .

العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه والظلم هو عدم إعطاء كل ذي حقه وعلى الرغم من بشاعة الظلم وتحريمه في كل الأديان السماوية والنظريات الأرضية إلا أن الناس في حياتهم وأعمالهم لا ينتهون عن ظلم أنفسهم أو ظلم الآخرين حتى أصبحنا نبيت كل ليلة على حكاية ظالمة ومظلومية شديدة من الظالمين نبيت معها في غم وحزن وألم .

فلم يبقى للظلم صورا في المجتمع إلا ورأى الناس مشاهدا مؤلمه ، واحداث موجعة ، وقصصا مروعة
حتى أصبح الظلم خطرا يهدد حياة الإنسان في البيت وخارجه فأصبح يخاف على نفسه وأهله في بيته ولا يأمن عليهم حتى من نسمات الهواء التي يتنفسها وهم بعيدون عنه  .

أتعجب من حال الظلمة والظالمين كيف ينامون الليل 
وهم مغتصبون لحقوق الناس؟!
أتعجب من حال الظلمة والظالمين كيف تمر عليهم الأيام والسنوات وهم يستمتعون بحياتهم وهم يعلمون في قرار أنفسهم أنهم ظالمون وأن هناك من يدعو عليهم ليل نهار؟!
ويزداد تعجبي من كثرة الناس الذين يعلمون أن فلانا مظلوما ويستطيعون أخذ حقه ونصرته بدفع الظلم عنه ولكن لا يفعلون بل وللأسف قد يلتقطون صورة سيلفي مع الظالم بكل جرأة ووقاحة وهو يمارس ظلمه ! 
ظلم منشر في كل مكان في المدن والأرياف وعلى مرى ومسمع الآخرين ولا أحد يفتح فمه بكلمة او بسواها فهل يا ترى أصبح الناس يستمرئون الظلم؟! هل أصبح الظلم شيئًا عاديًا في حياتنا؟!
عندما كان المأمون بن هارون الرشيد صبيا ، ضربه معلّمه بالعصا دون سبب فسأله المأمون : لم ضربتني ؟
فقال المعلم له : اسكت ، وكلما سأله المأمون ، كان يقول له المعلم : اسكت .
وبعد عشرين سنة ، عندما تولّى المأمون منصب الخلافة ، استدعى معلّمه ، وقال له : لم ضربتني عندما كنت صبياً ؟
فابتسم المعلّم وقال له : ألم تنسَ ؟ فقال المأمون : والله لم أنسَ ، فقال له المعلّم وهو مبتسما : حتى تعلم أن ( المظلوم لا ينسى ) .

قال مكحول الدمشقي رحمه الله : ينادي مناد يوم القيامة : أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى أحد مدَّ لهم حبرًا أو حبَّرَ لهم دواةً أو برى لهم قلمًا فما فوق ذلك إلا حضر معهم ، فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في جهنم .
كتاب الكبائر / للإمام الذهبي ، صـ ١١٢ .
وأخيرا ان عاقبة الظلم وخيمة وجزاء الظالم في الدنيا قبل الآخرة ولا قوة إلا قوة الله  .