آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

معركة كسر الجنوب بالقوة

السبت - 26 أغسطس 2023 - الساعة 09:53 م
خالد سلمان

بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


كل الوجهات متاحة أمام مطار صنعاء ، كل المواد مشرعن وصولها وبلا قيود مسبقة إلى ميناء الحديدة، جميع الموارد بالشراكة مع تغليب حصة الحوثي وكذا تسوية العملة ، مقابل هدنة هي قائمة في الأصل ،بإسثناء الإستهداف المجمع عليه للمناطق الجنوبية. 
اللافت أن المصدر الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته لصحيفة البيان الإماراتية ، قدم ذلك كإنجاز للحكومة ، وكأن سلطة الحكومة هي من تفاوض سلطة أمر واقع ،لا تعترف بها من الأساس ،وتصفها في كل أدبياتها وخطابات قادتها بأنها أداة عميلة ولا تفاوض من وجهة نظرها مع العملاء. 
ماذا بقي للحوثي لم يتحصل عليه من إشتراطات وإملاءات ،دون ان تلزمه كل هذه التنازلات الممنوحة له كهبات مجانية ، بالإنخراط في مسار الحل النهائي او حتى الحديث عنه؟
لاشيء إلى درجة أن أي مفاوضات نهائية ستكون تحصيل حاصل، وفعل بروتوكولي يكرس الحوثي في إحتفالية أممية سلطة شرعية على اليمن، ويجعل من الشرعية رشة ملح لزوم إكتمال توابل الطبخة. 
لا توجد معوقات لوضع النقطة الأخيرة في الصفحة الأخيرة للسطر الأخير ، من إتفاق بين طرفين: السعودية ومن تمثله من دول التحالف  ، والحوثي ممثلاً لنفسه وناطقاً عنوةً عن الجميع بإسم كل اليمن ومن ثم حاكماً له ، مع أن هذا اليمن من الصعب على أي قوى أن تبتلعه منفردة، لأن تجارب الحكم أثبتت بأن الإستئثار وإقصاء الآخر يؤسس لحروب متتالية . 
تبقى القضية الجنوبية عالقة في المنتصف ، حيث تجري محاولات  الترويض وكسر الإرادات ، أحياناً بقوة الحوثي ،والإرهاب المسيس ، وحروب الخدمات ، وتارة أخرى بالضغط السياسي الإقليمي ومنازعة الإنتقالي التمثيل ،عبر خلق كيانات جنوبية ممولة ،وإعادة تظهير الهدف الحقيقي لقوات درع الوطن  ، التي لم يحن موعدها بعد لتكشر عن أنيابها وتحد مخالبها بإتجاه قوات الإنتقالي كخيار أخير  ، في حال بقي على حاله في التشدد والممانعة، ورفض مخرجات التوافقات الإقليمية والوئام السياسي ودفء العلاقات بين صنعاء والرياض، على حساب كل الأطراف بلا إستثناء، وعلى وجه التعيين عدالة قضية الجنوب . 
القضية الجنوبية هي الحجر الأخير في مبنى الحل المراد تمريره ، وبالتالي تجري عملية زحزحتها بصيغ شتى، تبقي منها الإسم كمظلومية ، وتسقطها من مناصفة الوفد التفاوضي كقضية سياسية ،وحجر زاوية من دون حلها ينهار معمار التسوية.  
إنتهت معركة الشمال بين جميع الأطراف المحلية والإقليمية وصمتت المدافع شمالاً شمالاً ،لتبدأ هذه الأطراف مجتمعة خوض معركة كسر الجنوب بالقوة ، أو الإحتواء عبر سياسة العصا والجزرة ولعبة خلط الأوراق وصناعة البدائل .