آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:32م

وللمرة الثانية جهازك في خطر !.

السبت - 26 أغسطس 2023 - الساعة 09:22 ص

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي
- ارشيف الكاتب


أشعار على الشاشة الرئيسية وعلى بريدي اللاكتروني تلقيته من قبل منصة جوجل وذاك من ما يقارب الثلاثة إلى الاربعة أشهر متضمنا العبارة التالية (جهازك في خطر... يوجد تطبيق ضار تم العثور عليه فهل ترغب في إزالته) وقتها انخضيت لأقوم على التو بالضغط على المحتوي ثم انتقلت مباشرة إلى جوجل بليى لأجد إلغاء التثبيت إلى جانب جملتين أكثر تفصيلًا واحدة بالعربي وأخرى إنجليزي فبالعربي تقول: هذا التطبيق يتجسس على بياناتك الشخصية مثل رسائل sms وسجل المكالمات والصور والتسجيلات الصوتية، أما الانجليزي تعبر عن ملامح منتح رقمي مذيّل بكلمة فيجاس ( vegqs) ومعروف عنها بأنها شركة إسرائيلية تعمل على تطوير برامج تجسسية تقوم ببيعها لدول لديها سجل أسود في حقوق الإنسان وتستخدمها بغرض مساومة وابتزاز بدرجة رئيسية السياسين والصحفين من كلا الجنسين.

وليعود الاشعار أخيرا وبنفس الطريقة لكن في هذه المرة تصرّفت بهدوءٍ تام ولم ينتابني نفس ذلك الشعور السابق، وقتها قمت فقط بحفظه وتركت المجال للتطبيق يسرح ويمرح في هاتفي كيف ما شاء وأراد ولمدة يومين متتالين يشل له ما شل ويبقي لي ما بقي، فكما يقال يد ما تسرق ما تخاف والحمدلله سجلّي نظيف من الأمورٍ المعيبة والمخلة بالشرف ولست مستأجَر لطرف؛ بل وأرفض بأن أكون مشلول اليد مغلول اللسان.

لهذا أقول لاؤلئك الاوغاد من أكلة لحوم البشر: بالنسبة للحوالات النقدية والعينية المدفوعة لجيبي من الخارج فهي وعلى كل المراحل لازالت تقبع في الخانة صفر أطمأنوا لا يوجد من أرصدة بنكية لدي، وعلى حسب قول المثل المصري خلّوا في بطونكم بطيخة صيفي، فللأمانة إذا أنتم تعرفون الأمانة لي ثلاثة أطفال بنتين في طور الثانوية والآخر ذكر في طور الاعدادية عاجز عن دفع إيجار ترحيلهم من وإلى المدرسة ومر عليهم من عامين إلى عام منقطعون عن الدراسة، ما معناه أحلامهم التي هي من صميم أحلامي شيئًا فشيئًا تتبخر مثلهم مثل أطفال كُثر أصبح مستقبلهم في مهب الريح، اما الصور الوضيعة والافلام الهابطة من ذات العلاقات الغير شرعية والمنافية للاعراف وللفطرة الإنسانية، فأنا معروف لدى من حولي مستلهِم صفات "أمبدو" بقوة لم تسحبني الحضارة سوى لما هو إيجابي ومفيد أمقت كل أمرٍ معيب للدين وللأخلاق، إلا إن ما أخشاه فقط تلك الصور التذكارية التي تُسرق من هاتفي يتم دبلجتها بأسلوب رخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي وتحويلها لمادة خادشة للحياء يُغش بها من يجهلني ويجهل هذه التكنلوجيا.

وهكذا من بعد ما فقدنا بالحرب المفتعلة مستقبل أجيالنا وفقدنا كرامتنا كبشر وفقدنا الصديق والأخ والقريب، وصرنا نحيى حياة اشبه ما تكون بالموت البطيئ، تصادرت عنّا البهجة وانتزعت البسمة من على شفاة أبنائنا ولم يتبقّى عندنا شيئا سنخسرة فوق ما قد خسرناه، لن تثنيني ترهاتكم وسوف أستمر محافظ على موقفي انتقم بقلمي من كل سفاح ومجرم أشر سنحت له الفرصة المتاجرة بقضايانا إلى حدود التشفّي منّا كأفراد.

ومع ذلك الرضا بالقضاء والقدر  أمرًا واجب لكن ما لحق بنا من المظالم ومن التآمر والخذلان هذ من مستحيل المستحيل نسيانه، فعلى مبدأ وعرف القبيلي اللآطم ينسى والملطوم ما ينسى لابد ولابد يومًا من رد الصاع بصاعين طال الأمد أو قصر.