لهيب الصيف أرحم من نيران صديقة

يا ويح قلبي على وطن لا تندمل جراحه، لا تنتهي مآسيه، وطن في دمه غريق، وما آشبه الليلة بالبارحة، هي نفس الثقافات نفس العقليات، نفس الميريات، مع اختلاف بالشعارات والمسميات واختلاف ألوان المركبات، هي هي نفس الشطحات، مع  زيادة في الكشخات والتفحيطات، مع زيادة في النفقات والنثريات والصرفيات، 
أحلام مبعثرة في عهد الاحتلال، وعناوين ضائعة وشعب محتار ما بعد الانتصار، 
معادلة غامضة وصدمات قاسية، وضربات قاضية على صدر الوطن وقلب الشعب المتعب المنهك صريع الثورات والسياسيات، 
خرج الشباب إلى الشارع الأجرد الخالي من أي بنية تحتية، خرجوا من جور القهر وعباطة الحاكم وظلم الإنسان للإنسان، ما أثار حماس الشباب هو تردي خدمة الكهرباء الرديئة لدرجة ان أولئك الفتية لم يعد بمقدورهم حتى شحن جوالاتهم، ناهيك عن الحرارة الشديدة التي أيقضت مضاجعهم ومضاجع كل الشعب، 
معيب جدا ومخزي جدا أن نوجه رصاص الشعب لصدور أبناء الشعب، في ذات يوم كنا نستهجن ذلك العمل من قبل الاحتلال، إذ فينا اليوم نستخدم ذلك السلوك بشكل جهري وتحدي سافر للذوق والاخلاق والقيم،
ثلاثة من الشباب المتظاهرين  تعرضوا للاعتداء وإطلاق النار عليهم مباشرة، أي جنون هذا أي نقص هذا أي استهتار هذاء؟! من أمر ومن نفذ وما أسم تلك الجهة؟! أسئلة لا بد من الإجابة عليها من ذات الاختصاص، وهنا ندعوا مدير أمن عدن إلى أتخاذ الإجراءات القانونية والكفيلة بصون حقوق المواطن وحمايته واحترام كرامتة وإعادة إعتباره، 
ان إنقطاع الكهرباء ولهيب الصيف أرحم من نيران صديقة.