آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-08:01م

متى تنصاع العقول للشافي من الحلول ؟¡

الأربعاء - 23 أغسطس 2023 - الساعة 01:41 م
عبدالله الصاصي

بقلم: عبدالله الصاصي
- ارشيف الكاتب


طالما وقد وصل بكم الصراع في الجنوب العربي واليمن الى مفترق الطريق واضحيتم تمضيان في خطان لايتوازيان وبعد ان فقدت بينهما همزة وصل التجانس في ظل جولات من الصراع الدامي ، اكلت الاخضر واليابس ، فالخيار الانسب لينتهي الاشكال هو عودة الوضع الى ماقبل وحدة عام 1990 م التي كانت السبب ، لكونها جاءت على حين غرة ولم يتم بناءها على الثوابت التي تحفظ حقوق الشعبين ، وعلى اثر ذلكم الخلل الناتج عن عدم المساواة في الحقوق والواجبات .
ولجملة الاسباب الكثيرة عزز الجنوبيون موقفهم الرافض للاستمرار في وحدة تحولت من الندية في الشراكة الى وحدة ضم والحاق تعرض خلالها الجنوب الى تدمير مؤسساته الحيوية بعد افراقها من الكوادر الذين تم احالتهم الى التقاعد الاجباري ، واقتطاع الاراضي وتقسيمها بين كبار المتنفذين من ازلام الرئيس المحنط علي عفاش والذي وصل به الحال الى حل اشكاليات الخصوم من شمال اليمن بالتعويض من الاراضي الجنوبية ، وكذلك تهميش التعليم وتخريب النظام الامني والغذائي والصحي الذي كان سائد في المحافظات الجنوبية انتقاماً وحسد اشتهته القوى التي عجزت ان تصنع مايوازيه في مناطق شمال اليمن .
ومايهمنا في الحال هو ان يعي الطرف المتعجرف في فهم الحقائق على الارض ان الجنوبيون ليس بوسعهم العودة الى زمن ولى عانو خلاله ويلات الظلم المورث لنزع الثقة في اي شراكة مع الطرف اليمني مهما بلغت تكلفة الموقف الذي اتخذه الجنوبيين عنوة ولم ولن يتراجعوا عن موقفهم رغم علمهم بالاطراف الخارجية التي تغذي الصراع ليستمر حتى تنهك قوات طرفي الصراع من الجانبين .
ومن منطلق الحقائق الصادمة التي ظهرت جلياً في مواقف الاطراف الخارجية التي توحي بان لا حل لانهاء الحرب الا بعد تدمير اكبر قدر من القوات العسكرية لطرفي النزاع ليسهل ابتلاعهما وابتلاع الارض في الناحيتين الجنوبية واليمنية الشمالية من قبل القوى الخارجية .
وبناءاً على المؤشرات نوجه الدعوة الى الاخوة في شمال اليمن ان لاجدوى من قتالكم الهادف الى احتلال الجنوب وفي ذلكم الفعل ما يسوءكم من المشقة التي ستواجهكم على الارض الجنوبية في حال تقدمتم لفعله ، والصواب هو اعتدالكم عن القرار المهلك في حال اتخذتموه سلباً ولم تعطو الفرصة للعقلاء منكم ليواتكم بالافضل من حسابكم الخاطئ في حال الاقدام على حرب ستنهزمون خلالها امام الدفاعات الجنوبية ، والافضل من الهزيمة هو ان تتركوا الكبرياء المذلة في نهاية المطاف وتكفوا اذاكم عن الجنوب واهله والقناعة كنز لايفنى متى ما اكتفيتم فيما قسم الله لكم في ارضكم حفاظاً على ارواح الشعبين .