آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-08:43ص

أسف يا وطني.. لن يطول الصمت

الثلاثاء - 22 أغسطس 2023 - الساعة 03:39 م

شوقي السقاف
بقلم: شوقي السقاف
- ارشيف الكاتب


كتب رجل لحكيم يقول: لِمَ تبخل على الناس بالكلام؟ فقال الحكيم: أن الخالق سبحانه وتعالى قد خلق لك أذنين ولساناً واحداً لتسمع أكثر مما تقول ،لا لتقول أكثر مما تسمع

في داخلنا كلام لا ينتهي وأنين لا يتوقف وفي قلوبنا نبضات تدق لوطن سَكتَ عن وجعه وتشعلُ نيران الخوفً في عيون الغازينَ ها نحن نتكلم ونصرخُ وفي قلوبنا قوة كأنها امواج بحر تتحدى الصخور. كلامنا في مكان وزمان يحمل معنى وحكاية وطن.. أغتصب.. انتهك.

خَوفِنا من صَمتِنا السابق وعلى واقعنا الذي مضى.. صمتنا لن يطول.. دمعة أم وبُكى تكلى ودمُ شهيدٍ.. لن ننسى جُرحً لم يندمل بعد، صمتنا لن يطول.. وهو رعبً لهم.. وخوف من صمتنا.

نحن عندما نكتب لنذّكر ونستلهم الهمم لذوي العزم، وعندما نكتب لا نكتب بحبر القلم، بل نكتب بدماء الشهداء فعذراً إن ظهرت بعض الجراح على السطور، سئمنا واكتفينا من الكلام، نعم سنصمت وندع الحبر يتكلم عنا.   

لا تحسبوا صمتنا جهلاً ونسياناً فالأرض صامتة وفي جوفها بركاناً فاعذرونا لقلة كلامنا فربما ما يدور حولنا لا يستحق الكلام وعندما نكتب سيخرج من أرحام الأمهات فارس ومعه حكاية.. وبداخله روح شهيد، صمتنا لن يطول  ولن يطول وتنتهي الحكاية..

وعندما نُجرح ممن نحب نضحى من أجل من لا يضحي من أجلنا وفي النهاية نصبح في قفص الاتهام ويبقى حديث القلم هو من يتكلم. وحين نتكلم لم يسمع لكلامنا وحديثنا وحين نشعر بأن كلماتنا لا تصل، وأن مدن أحلامنا لا تتسع، هنا يكون رحيل الصمت هو أجمل هدية نقدمها لأطفالنا.

في تاريخ كل أمة هناك وقفة قبل النهاية، وهدوء قبل العاصفة وستكون الكلمات وقفة قبل البركان الذي سيتفجر منه معاناتنا لتقطع مسافات الألم والإحباط والفشل لتشكل كياننا المستقبلي المنشود في ركننا الذهبي لنعيد ترتيب وبناء حديقتنا الغناء الجنوب العربي..

ومعروف أن التاريخ لا يرحم احد.