آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-04:02ص

شباب قبيلة العطيرة بين غياب التعليم وسياسة التقزيم

الأحد - 20 أغسطس 2023 - الساعة 10:54 ص

ابراهيم العطري
بقلم: ابراهيم العطري
- ارشيف الكاتب


يقال إذا  أردت ان تهدم مجتمع اهدم التعليم ويقول احدهم اذا اردت ان  تهدم حضارة  امة فهناك وسائل ثلاث اهدم الاسرة والتعليم واسقط  القدوات  والمرجعيات وشباب قبيلة العطيرة احد اولئك الضحايا الذين تم  محاربتهم في التعليم ليسقطوا  في وحل الجهل والتخلف ويستمروا في واقعهم المرير وهدم بعضهم بعضا فمنذ التسعينيات وشباب قبيلة العطيرة يعانون من سياسة التجهيل والتقزيم"

كل هذا الحرب  حتى لايخرج من البلدة من يطالب بالحقوق المشروعة  وقد حرم شباب قبيلة العطيرة من الوظيفة المدنية فلم تجد شاب عطري يمتلك وظيفة مدنية رسمية " حرمان شباب قبيلة العطيرة من التعليم لم ياتي بمحضى الصدفة وانما كان حرب متعمد مارسها الساسة وضعاف النفوس على القبيلة لضياع مستقبلها وفقدانها مكانتها المستحقة من التقدم" فمنذ التسعينيات وشباب قبيلة العطيرة يفتقرون للمعلمين ولم يكن لابواب مدارسهم ان تفتح الا عند  الاحتفال بالاعراس او اقامة مراسم العزاء وكذلك عند اعتماد توظيف الطاقم المدرسي فسبق وان تم توظيف عدد من المعملين على حساب المدرسة ثم تعود مغلقة وكأنها لم تفتح من قبل"كل هذا الحرب الذي واجهته قبيلة العطيرة من مختلف الجهات ياتي انتقاما على عدم خضوعها فقد رفضت القبيلة  ان تخضع منذ فجر مبكر وكان لشيخها البارز الفقيد الشيخ  علي محمد العطري مواقف مشرفة في رفض العمالة مع المستعمر الخارجي وعصاباته الداخلية فكان حرا طليقا وبارعا في رفضه لتلك الانظمة المستبدة وقد ابدع الكثير والكثير من القصائد الرافضة لتواجد تلك القوات الاجنبية في البلاد وكان قويا في قرارته " فلم يكن لها الا التأمر عليه ثم  على اولاده من بعده من خلال ارسال حملة عسكرية لتاديب المنطقة ولكن هيهات لرجالات قبيلة العطيرة الخضوع فقد وهبوا انفسهم فدى لوطنهم ولسان حالهم يقول النصر او الشهادة  فكان لهما النصر والتمكين وان  كان قبيلة العطيرة  قد خسرت اربعة شهداء من خيرة رجالها الا انها انتصرت بفضل صمودهم وارتقت بمأثرهم البطولية فلم يسلم احد من  افراد الجيش المرسل لتاديب القبيلة اما الاعظم من ذلك ان السلطان العبدلي بعد انقطاع الاتصال بينه وبين قواته العسكرية وصل المنطقة وبينما وهو يحاول الهبوط بطايرته العسكرية لتفقد قواته التي كان يظنها سالمه معافى  اذ لم يجد لها اثر على الارض فعاود الارتفاع مسرعا وبينما وهو يتصعد الى السماء اذ  بشيخ القبيلة  يطلق عليه الرصاص الحي وبينما وهو  مصوب سلاحه المتواضع  اذ بطلقه تستقر في ذراعه فولى مدبرا ولم يعقب"ومنذ تلك اللحظة والحروب مستمرة على قبيلة العطيرة تعددت المسميات والحرب واحد"

حرمان شباب قبيلة العطيرة اليوم  من التعليم دليل على الفكرة المدمرة  التي تعمدها اولئك الخبثاء  لتقزيم القبيلة وضمان استمرار ركودها في وحل الصراع"

هذا الحرب الخبيثة التي مورست على شباب القبيلة جعلتهم اليوم  مجرد وقود معارك وليس  لهم اي تفكير بالمستقبل ولاحتى بالوظيفة سوى اعتناق الجندية ومع ذلك لم يكونوا صالحين لتقلد المناصب بسبب  حرمانهم للشهادة ونعتهم بالجهل فما هولاء الشباب الا مجرد  ادوات يستخدمها القائد كيف شاء" فقد استخدموا  معظمهم  في الحروب البينية وكانوا اكثر عزيمة ونشاط وحيوية واكثر شراسة واكثر مواجهة فكم من قائد نال بفضلهم الرتب وحصل على الرواتب فيما ان هؤلاءالشباب  سقطوا بين شهيد وجريح   والمفأجاة ان معظم هولاء الشباب الابطال ونظرا لتفشي الجهل بهم كانوا  لايحملون اثبات الهوية فيما ان اخرون كانوا قد خرجوا عن خط السير بارض المعركة من شدة حماسهم فلم يعرف مصيرهم بعد"

اما الاغرب  من ذلك ان معظم هولاء  الشباب كان قد اعطي لهم صلاحية قادة  سرايا بارض المعركة فلم يخرجوا الا شهداء  اوجرحى  وكم من الجرحى ممن تم فصلهم  من العمل اثناء ذهابهم للعلاج"

فعادوا مكسوري الخاطر عالة على اسرهم ومنهم من اصيب بحالة جنون على اثر هذا الاجراء التعسفي  الذي لحق بهم وزملائهم  أثناء المعركة وبعد نضالات وتضحيات جسام في ميادين الجهاد"

اليوم وبعد تحسن الظروف وبدء استتباب الامن بالمناطق المحررة  حرم عدد من شباب  قبيلة العطيرة من التجنيد بشكل خاص وعدد من القبائل المناضلة رغم كل مااعطي للبلاد  من تشكيلات جديدة فكم هي معاناة شباب قبيلة العطيرة  تارة تجدهم  يصارعون الجوع وتارة الجهل وتارة يكافحون  الخوف والقلق من المستقبل المجهول"

لم يكن ذلك الحرب يقتصر على القبيلة فحسب  انما هناك عدة قبائل تعاني نفس الحرب انما كان لشباب قبيلة العطيرة نصيب الاسد من الظلم والاقصاء والتهميش والحرمان وقد عملوا ايضا على توظيفهم بمعارك الثار والانتقام القلبي والدفع بعدد منهم في اتون الصراعات البينية واستخدامهم كشماعة لتمرير عدد من المخططات العدوانية التي تستهدف حياتهم  وتشوه المنطقة والقبيلة "

ان حرمان شباب قبيلة العطيرة من وسائل التعليم كان سبب رئيسي  لحرمانهم من التوظيف وحرمان المنطقة من المشاريع  الخدمية وذلك من خلال تغييبهم عن المشهد وجهلهم لحقوقهم المشروعة"

فمن معاناة الجد تولدت معاناة  الاب ثم الابن وتعرض جيل بعد جيل لهذا الخطأ الجسيم وقد تستمر الحكاية الى ما لا نهاية ان لم تقول القبيلة لتلك الجهات كفاية وصاية فالتاريخ يعيد نفسه والاحداث تكرر نفسها فكونوا على يقين ان الرجل الشريف لم ولن ينكسر بل ينتصر او يموت.

كتب ابراهيم العطري في20اغسطس2023م