في اليومين الماضيين شغلت مواقع التواصل برسالة صادقة تتوقد حرارة وألما كتبها شخص يدعى عبد الرحمن الأبيني، ورغم أني لا أعرف الأخ عبد الرحمن ولم ألتق به قط إلا إنه بحق قد وضع النقاط على الحروف وكان ناصحا أمينا فيما كتب، وحروفه تشي بحبه الكبير لأبين، وحزنه العميق على حالها.
أخي عبد الرحمن
لقد حزنت مرتين على حال أبين وحالي كشاب في مقتبل العمر يكافح بمحافظة جريجة تذبح من الوريد إلى الوريد وكل هم مواطنيها البسطاء لقمة عيش كريمة تغنيهم عن الاستجداء، وشربة ماء تروي عطشهم ولايهم إن كانت حارة أم باردة.
حزنت ياعبد الرحمن على بعض طلاب أبين المشردين الذين لا يجدون لهم مأوى يحتويهم أثناء فترة الدراسة بجامعة عدن، وخصصوصا بعد أن تخلى القائمون على سكنهم عنهم.
حزنت ياعبد الرحمن على أبين المكلومة المهمشة الممزقة وهي في نفس الوقت الغنية بعدد كبير من قياداتها الفاسدة والفاشلة مع مرتبة الاحترام التي تحفظت بها لفترة طويلة، لكن فاض صبري خلالها وضاق صدري بها، حزني اليوم كبير ياعبدالرحمن وجرحي دامٍ طالما وأبين تنزف من طعنات أبنائها في خاصرتها.
حزنت ياعبدالرحمن على كسر شوكة الميزان وخروجها من اللعبة السياسية ملطخة بدماء فلذات أكبادها، وبقائها كشوكة ساعة (بج بن ) لأخذ الصور بجانبها واستذكار ماضيها التليد المدون بأحرف من نور ونار.
عبدالرحمن لا تنس أنني فرحت مرة واحدة لسبب بسيط قد لا يكون كافيًا للأصوات النشاز، وهو إنك وضعت زيت المشاكل على نار المعاناة وأظهرت للمتابعين أن بعض قيادات أبين جزء من دمار محافظتهم.
أتعلم ياعبدالرحمن وأنا أقرأ أحرف رسالتك بتمعن لاحظت بذرة شباب في أبين لم تحتويها التربة الفاسدة ،ويجب علينا أن نزرعها بأرض خصبة ونسقيها بماء الحياة حتى تجد طرقها إلى النور وتصبح شجرة قوية يستحيل على أحد قطعها.
وأخيرًا ياعبدالرحمن الأبيني أرجو منك أن لا تتوقف عن رسائلك الهادفة التي تعيد لمحافظتي المبجلة ماء وجهها المسكوب على رصيف قيادات الأندومي والفيسبوك.
وانا على يقين أن صوتك وألمك ونصحك لن يذهب سدى، وأن هناك جيلا قادما من أبين أياديهم نظيفة وقلوبهم مفعمة بالحب والعطاء والأمل والطموح.
. وإن غدا لناظره قريب