آخر تحديث :الأحد-05 مايو 2024-02:25ص

النفور الشعبي من تدخلات أميركا..لماذا؟

الجمعة - 18 أغسطس 2023 - الساعة 04:41 م

صالح علي بامقيشم
بقلم: صالح علي بامقيشم
- ارشيف الكاتب


 

ترحيب واسع حظيت به زيارة اللواء الزبيدي الى موسكو على المستوى الشعبي تحديدا ؛ وعبر النشطاء عن تفاؤلهم بعودة الدور الروسي لإيجاد نوع من التوازن في العلاقات الدولية بعد عقود من حكم القطب الواحد ؛ كما أن صور الرئيس الروسي كانت حاضرة في بعض الفعاليات الجماهيرية وهو ماتم تفسيره بأنه تعبير عن الحنين لعهد مضى وانقضى كانت فيه موسكو تمثل الهام لكل الحالمين بالعدل الاجتماعي ونصرة فكرة التحرر

صحيح أن العودة القوية لم ترتبط هذه المرة بايدلوجيا وفلسفة تنتشل الشعوب المحرومة وتنقذها من الإذلال والتسلط وهيمنة الاستعمار وانتهاك السيادة مع ذلك لم يقتصر الترحاب بعودة التألق الروسي على عدن بل شمل اغلب دول العالم النامي لاسيما بعد دخول موسكو في مواجهة مفتوحة مع الغرب كان إحدى تجلياتها الصدام العسكري في اوكرانيا.

اليوم تجري تحركات حثيثة  من واشنطن لترسيخ وجودها في أهم الممرات الملاحية الدولية وتجسدت في عبور الأسطول الأميركي مضيق هرمز متجها نحو البحر العربي واستقدام عشرات الجند لأحكام قبضتهم على القصر الرئاسي في معاشيق وعودة السفير الأميركي إلى عدن والاشارات الأميركية السمجة بخصوص ملف مكافحة الإرهاب ؛ وهو الملف المفضل الذي يتيح لواشنطن أن تسرح وتمرح وتضرب في اي مكان في المنطقة العربية تحديدا .

لم يكن هناك حديث أميركي رسمي  متصل بدعوة اللواء الزبيدي لزيارة الولايات المتحدة الأميركية أو حتى الإشارة إليها رغم وجود رغبة على المستوى النخبوي لتمتين العلاقات ذات الصلة بملف الإرهاب ودعم حل القضية الجنوبية مع هذا فإن مشاعر الجفاء والنفور لازالت غالبة ولايوجد استبشار بالتواجد الأميركي بنفس الكيفية التي يتفاءل بها الناس عن اخبار قدوم قوات مصرية أو روسية إلى خليج عدن على سبيل المثال
يعود ذلك إلى أسباب مرتبطة بتصورات ذهنية سابقة في رأيي وتبذل واشنطن قصارى الجهد في تعميقها وتاكيدها مثل :

_ التعالي الثقافي للامريكان على الشعوب العربية والنظر إليها بدونية ومحاولة فرض رؤية أحادية متطرفة على الاخر وكسر إرادته

_ السجل الاسود للتدخلات الأميركية في المنطقة التي  أنتجت الدمار في أفغانستان والعراق والصومال وغيرها حيث تعاملت واشنطن بوحشية في البدء ونذالة في الختام

_ النظرة الأميركية تقوم على فكرة التفتيت والتقسيم على أسس جيو سياسية ومن المحتمل أن تدير واشنطن
عملية تقسبم الجنوب إلى قطع صغيرة يسهل التحكم بها

_ تحاول واشنطن لعب دور المنقذ بعد أن تفاقم الغضب الشعبي من رعاية التحالف العربي للفاسدين والحرامية واللصوص في اليمن الا أنها لم تبذل اي جهد في مجال حماية الحريات العامة والانتهاكات الجسيمة ضد حرية الرأي و التعبير ومكافحة الفساد ودعم التنمية وقد لايكون من قبيل الصدفة أن يترافق النشاط الأميركي في عدن مع فتح مكتب البنك الدولي سيء السمعة في إطار توجهات اقتصادية سيكون لها تداعياتها المدمرة

على حافة الوطن :
الادعاء بأن مصافي عدن تتجه للفشل هي خطوة أولى نحو خصخصتها وسيلحقها باقي مؤسسات القطاع العام وهو شيء ينبغي أن يقف الجميع ضده بكل الطرق والوسائل