آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-05:20م

الأستاذ الفقيد سعيد امزلاط هامة تربوية فريدة في العطاء التربوي والاجتماعي

الخميس - 17 أغسطس 2023 - الساعة 10:59 م

طاهر حنش احمد السعيدي
بقلم: طاهر حنش احمد السعيدي
- ارشيف الكاتب


«شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع رصد محافظة أبين»

السيرة الذاتية:
الأستاذ القدير والمربي الفاضل سعيد علوي طاهر عاطف امزلاط من موالد 30 يناير 1954م في قرية امهاء حطاط مديرية يافع سرار بمحافظة أبين. 
التحق بالمعلامة ليتعلم القرآن الكريم في فرعة «املحّة» في قرية امهاء حطاط مطلع الستينات من القرن الماضي وتعلم على يد الفقيه قاسم ثابت العلوي، واستمر لمدة عامين حتى أجاد القراءة والكتابة وحفظ بعض من سور القرآن الكريم وبعدها انتقل إلى ساحل أبين حصن بن عطية ليلتحق بمدارس التعليم النظامي بمدرسة الحصن الابتدائية التي كان يديرها الأستاذ صالح العاقل سبيع حتى أكمل المرحلة الابتدائية نظام أربع سنوات ثم انتقل إلى المرحلة المتوسطة التي تحولت فيما بعد إلى المرحلة الإعدادية حتى أكمل الصف الثاني إعدادي في العام الدراسي 1969/ 1970م.

لم يتمكن الأستاذ سعيد من مواصلة الدراسة حيث التحق بالوظيفة العامة في السلك التربوي والتعليمي في العام الدراسي 1971/1970م في مدارس المديرية الغربية المركز الثاني من المحافظة الثالثه وتحديداً في مدرسة المقيصرة سرار الابتدائية الذي كان كاتب هذه السطور أحد تلاميذه في ذلك العام بالصف الخامس، والمادة التي كان بدأ يدرسنا هي اللغة الإنجليزية إلا أنه لم يستمر بالعمل بتلك المدرسة بل تم نقله بطلب من قبل محمد علي القيرحي إلى مدرسة حمة على اعتبار أنه الأقرب إلى أهلها والمستوعب لظروف المنطقة وطبيعتها الجغرافية ويستطيع التأقلم فيها والاستقرار بالعمل، وتعد منطقة حمة من المناطق النائية التي كان يطلق عليهم البدو الرحل، واعتبر الأستاذ سعيد أن هذا التكليف شرف له ومهمة وطنية ولديه القدرة على أدائها بكل جدارة وإخلاص متحملاً المشاق والتعب وصعوبة الحياة في سبيل تنفيذ هذه المهمة حيث تم بناء عدداً من الفصول الدراسية في حبيل البانه الواقعة ما بين أسفل امهاء وقرية اعصم، وكان وإلى جانبه بالتدريس كل من زين علي عاطف، وأحمد صالح محسن، وعلي صالح حسن، وتم تكليف الأستاذ سعيد مديراً للمدرسة ويعتبر من روادها الأوائل ومؤسسيها فكان يقوم بحث الأهالي على الدفع بأولادهم للالتحاق بالمدرسة من ناحية ومن ناحية أخرى توعية الأهالي للقيام بالعمل الجماهيري عبر المبادرات لبناء فصول دراسية إضافية تستوعب الطلاب الوافدين للدراسة، وذلك من خلال موقعه القيادي في اللجان الأهلية التابعة للنادي الثقافي بتلك الفترة إضافة إلى ذلك كان يبذل جهود في تدريس صفوف محو الأمية، وساهم في المبادرات والحراسات الليلية التي كان ينظمها الأهالي فكان يحظى بتقدير واحترام الأهالي والطلاب نتيجة لسلوكة المتميز وعلاقاته الاجتماعية الواسعة، واستمر يعمل فيها الى عام 1975م علماً بأن هذه المدرسة استمرت فترة طويلة بصفوف دراسية محدودة وذلك بحكم انتقال معظم الأبناء ذكور واناث إلى مدارس البدو الرحل ومدارس الأقسام الداخلية.

انتقل الأستاذ سعيد في العام الدراسي 1975/ 1976م إلى مدرسة السمّة بزنجبار واستمر فيها عام دراسي واحد فقط، وأثناء العطلة الصيفية التحق بأول دورة تربوية تدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية طريقة ومادة وتخصص في تدريس مادة اللغة العربية للصف الخامس ثم انتقل إلى مدرسة امسدارة واستمر فيها عامين دراسيين أثناء إدارتها من قبل الأستاذ المرحوم يسلم صالح زين السنيدي وكان يدرس مادة الرياضيات وبحسب معلومات تحصلت عليها من بعض طلاب مدرسة امسدارة أنه كان يسكن مع زميله الأستاذ ناصر أحمد في المدرسة واحيانا في منزل الأستاذ يسلم صالح وأكثر الأيام كانا يروحون سكنهما في رهوة امهاء وهي مسافة بعيدة جدآ، لكنهما كانا أكثر التزاماً وانضباطاً في العمل بالرغم من كل الصعوبات التي كانا يواجهونها.

انتقل في العام الدراسي 1978/1977م إلى مدرسة كلسام ليشغل وظيفة مدير المدرسة واستمر فيها عامين دراسيين برغم الظروف القاسية التي كانت تعيشها المنطقة، وخلال تلك الفترة أثبت جدارته وكفاءته العملية بكل جدارة، وانتقل إلى مدرسة الشهيد حسين زين عاطف حطاط الركب على اعتبار انها اقرب واريح له من المدرس السابقة بالرغم من بعدها عن السكن في رهوة امهاء واستمر فيها إلى عام 1981م.

انتقل إلى مؤسسة الإنشاءات المحلية محافظة أبين وخلال العام الدراسي 1982/ 1983م واصل دراسته الثانوية لاستكمال مرحلة التعليم الثانوي في القسم الأدبي بطريقة الانتساب واجتاز الامتحان بنجاح وفي عام 1983م عاد للعمل بالتربية والتعليم في مدرسة حطاط الركب واستمر يعمل بها إلى نهاية عام 1986م، بعدها تحول إلى المؤسسة المحلية للبناء في أبين ليشغل وظيفة مشرف إداري ومالي في ورشة الآليات للمؤسسة المحلية للبناء عام 1987م وكذلك نائب مدير المخازن المركزية للمؤسسة عام 1989م واستمر في العمل بهذه المؤسسة إلى عام 1990م ليعود بترتيب وضعه التربوي في مجال التربية والتعليم بمدرسة عبدالرحمن القافقي الحصن أبين.

في عام 1997م تم تفريغه للعمل بلجان إعادة الأراضي ضمن اللجان المشكلة في تعاونية الحصن من قبل السلطات المحلية بالمديرية نظراً لما يمتاز به من خبرة ودراية في هذا المجال المعقد فكان نعم الرجل ونعم الاختيار بصفته من ابرز الشيوخ القبلية، وقد بذل جهود كبيرة في العمل على حل كثير من المشاكل المتعلقة بالاراضي الساحلية مع استمرار راتبه الشهري تابع للتربية والتعليم.

يعتبر المرحوم الشيخ سعيد علوي من مؤسسي التربية والتعليم في مدارس يافع ومن روادها الأوائل حيث عمل في مدارس كل من سرار وحمة والسمّة وامسدراه وكلسام والركب والحصن وانتقل بعمله الإداري لمؤسسة الانشاءات المحلية ومؤسسة مواد البناء في محافظة أبين كما تفرغ للعمل في لجان اعادة الاراضي الساحلية، وكان من أبرز الشخصيات الاجتماعيه والقبلية التي اسهمت في حل كثير من القضايا.
تحصل على عدد من الشهادات التقديرية ورسائل الشكر من عدد من المدارس ومن مكاتب التربية واجهزة السلطة وبعض منظمات المجتمع المدني.
أحيل للمعاش التقاعدي في عام 2009م بعد بلوغه اجل الخدمة التي قضاها في خدمة الوطن لأكثر من 39 عام براتب شهري لا يتجاوز 80000 ريال وهذا الراتب لا يتوافق مع ما قدمه من خدمات جليلة لهذا الوطن وقد حرم من التسويات واستراتيجية الأجور والعلاوات السنوية.

انتقلت روحه الطاهرة الى باريها في شهر مارس 2016م تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته. 
تحية وتقدير لكل من وافانا ببعض المعلومات الخاصة بالشخصية التربوية سعيد علوي طاهر.