آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-04:15م

لماذا تستهدف الوية العمالقة وقائدها ابو زرعه المحرمي من قبل بعض قيادات الشرعية اليمنية؟!

الأربعاء - 16 أغسطس 2023 - الساعة 07:50 ص

علي هيثم الغريب
بقلم: علي هيثم الغريب
- ارشيف الكاتب


كان للعمالقة دوراً بارزاً في حرب الحوثي في تعز والحديدة والضالع ويافع وشبوة وغيرها، وتحرير تلك المناطق وتسليمها للمقاومة التهامية وطارق عفاش، وتثبيت الشرعية اليمنية على تلك الاراضي، فقدمت الوية العمالقة بقيادة ابنها المؤسس، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن صالح المحرمي ابو زرعه، عبر قتال هو الاشرس في تاريخ اليمن الحديث، خيرة أبناءها شهداء وجرحى ولا زالت تقود الفعل الوطني المقاوم كلما تطلب منها الامر ذلك. من منطلق الوصف الطبيعي للصراع مع مليشيات الحوثي الذي يعتبر أن قضية الشرعية ، (خاصة وان الجنوب قد تحرر) هي قضية شعب واحزاب يمنية اقتلعت من أرضها وسلطاتها ولجأت للجنوب، وعليه كانت الوية العمالقة ان تقاتل وتقدم يومياً مئات الشهداء والجرحى لأجل تحقيق عودة الشرعية الى صنعاء، لذلك من البديهي أن تكون الوية العمالقة دائماً في مقدمة النضال ضد مليشيات الحوثي، خاصةً وأن حق عودة الشرعية إلى صنعاء يعتبر من أهم ثوابت القتال الذي تخوضه الوية العمالقة.
والكل يدرك أن الحوثي لا زال يرفض الاعتراف بالشرعية اليمنية, ولأجل تكريس رفضه للاعتراف بها، لا زال يقاتل الوية العمالقة والمقاومة الجنوبية في الضالع ويافع ومكيراس وشبوة، وذلك بهدف اضعاف الشرعية اليمنية واضعاف الاعتراف الدولي بها، وهذا يثير الشك والاستغراب من هجوم الشرعية الاعلامي والسياسي والدبلوماسي على الوية العمالقة وقائدها ابو زرعه؟! وما اثير مؤخراً في قصر ابو اليمامة(المعاشيق) بحق القائد ابو زرعه؟!، فتصريحات الحكومة ومكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي يومي الاحد والاثنين الماضيين، نعتبرها تصريحات غريبة، خاصة وقد رافقتها سلوك اعلامي كبير غير مهني موجه من الشرعية التي احيتها الوية العمالقة، وظهرت لدى الشارع الجنوبي علامات استفهام كبيرة حول سلوك بعض قيادات الشرعية التي سعت وتسعى من خلال أجهزتها وقنواتها الاعلامية لتصوير الوية العمالقة على انها الوية فوضى.
حتى ان احد اعلاميي القنوات الفضائية اليمنية يطالب بضبطها والسيطرة عليها بالقوة، والمذيع كان خجلان ان يقال مثل هذا الكلام على الوية العمالقة التي تصدت في يوم واحد في المخا وحيس لاكثر من عشرة الف مقاتل حوثي. 
وانضمت مليشيات الحوثي لهذا الخطاب الاعلامي واعلنت هجومها على جبهات المحلحل في ابين وكذلك يافع والضالع حيث ثقل العمالقة، وبتنسيق مع القاعدة وداعش التي تخوض الاجهزة الامنية التابعة للانتقالي معارك ضارية راح ضحيتها انبل واشجع الرجال الشهيد عبداللطيف السيد، ورفاقه الشهداء، 
ومع الاسف تعمل بعض قيادات الشرعية اليمنية واجهزتها الاعلامية لتشوية الوية العمالقة، استكمالاً لحرب الحوثي ضدها، في حين أن ما كانت تحتاجه الوية العمالقة وكافة الاجهزة الامنية والمقاومة الجنوبية في ظل الهجمة الحوثية الشرسة هو الدعم وتعزيز الصمود في وجه مليشيات الحوثي من خلال فتح رواتب الموظفين العسكريين والمدنيين وعائلات الشهداء والجرحى، مما سيعزز القتال ضد مليشيات الحوثي، لكن لم يكن من بعض قيادات الشرعية وأجهزتها الاعلامية إلا مزيداً من حملات التشويه المنهجية ضد قائد الوية العمالقة وكل ظواهر المقاومة على جبهات التماس مع الحوثي، مما يعزز القناعات لدى المواطنين الجنوبيين بأن سلوك الحكومة والرئاسة يأتى استكمالاً لمخطط الحوثي الهادف لتدمير المقاومة الوطنية الجنوبية وقتل حلم الشعب اليمني بالقضاء على مليشيات الحوثي.
ونقولها إن الشعب اليمني قد فقد ثقته بالمطلق ببعض قيادات الشرعية، خاصةً وأن كل يمني يعلم أنها قد تنازلت عن قتال الحوثي(ولم تبق اي مقاومة له الا في مارب) حين أعلنت جهاراً مواجهتها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل القضية الجنوبية ، وأنها متورطة مع مليشيات الحوثي(بعلمها او بدون علمها) من خلال ما يعرف بالتنسيق الاعلامي في هجومها على قائد الوية العمالقة والمجلس الانتقالي، على طريق تصفية القضية الجنوبية وتدمير حلم استعادة الدولة الجنوبية، من خلال سلوك سياسي وخدماتي وأمني واعلامي ودبلوماسي يسعى للحفاظ على وضع في عدن والجنوب عامة يمكن مليشيات الحوثي من استكمال مشروعها لغزو الجنوب من جديد. 
إن المطلوب من الشرعية اليمنية وقف هجومها على الجنوب، والتي تقوم به تحت مسميات مختلقة والتي تسعى من خلالها لتشويه صورة الوية العمالقة وقائدها ابو زرعه المحرمي والمجلس الانتقالي ورئيسه عيدروس الزبيدي، والبحسني ومجلس حضرموت الجامع، وفي المحصلة إن ما تقوم به الاجهزة الاعلامية التابعة للشرعية اليمنية، يعتبر استكمالاً لمشروع الحوثي ضد الوية العمالقة والمجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية، والذي تتلخص أهدافه في تدمير مشروعنا الوطني الجنوبي.
وبناءً على كل ما سبق ندعو الحكومة والرئاسة إلى عدم تشويه صورة القضية الجنوبية، والابتعاد عن المناكفات السياسية الداخلية، وأن تتوقف بشكل كامل عن التحريض الإعلامي وتشويه صورة الشعب الجنوبي المناضل، والتفرغ للحملات الإعلامية للمشاريع الايرانية- الحوثية التي تستهدف الشمال والجنوب.

أن مليشيات الحوثي تكون في وضع مريح عندما ترى الشرعية اليمنية وقد وجهت سهامها شطر الجنوب، ولذلك ينبغي التوقف بشكل كامل عن هذه المناكفات ونطالب الحكومة والرئاسة بأن تغلب المصالح الوطنية العليا على المصالح الحزبية الضيقة.
ونأمل أن يلمس المواطن في الجنوب والشمال خطوات عملية على الأرض، وأن هناك نية جادة ومخلصة باتجاه تهيئة الأجواء الملائمة لمعالجة ملف الخدمات خاصة الكهرباء والرواتب والمياه، وملفات اخرى ذات الأولوية ومنها ملف المفاوضات وغيره من الملفات.