آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-12:45ص

المرأة القوية هي مربية قوية

الثلاثاء - 08 أغسطس 2023 - الساعة 12:39 م

جاكلين أحمد
بقلم: جاكلين أحمد
- ارشيف الكاتب


المرأة نصف المجتمع شعار يردده البعض للحديث عن أهمية دور المرأة في أي مجتمع، لكن الحقيقة الواضحة جلي تخبرنا أن المرأة المجتمع بأكمله وليس هناك مجال إلى تجزئة دورها، فالمرأة هي أساس المجتمعات المتحضرة القائمة على الصلاح والأخلاق العظيمة، فهي الأخت والابنة والأم قبل كل شيء.

ولا يمكن أن يصبح المجتمع عظيما سوي نفسيا وعقليا إلا بنساء سويات قويات عاقلات يعرفن كيف يقدن مجتمعاتهن إلى الغد بقوة وإصرار ومعرفة حقيقية لقيمتهن ودورهن في حياة كل فرد في هذا المجتمع.

تقوم كثيرا من الأسر على أكتاف النساء، فالأب دائم الترحال والغياب بحثا عن مصدر الرزق لإعالة الأسرة وتوفير حياة كريمة لأسرته، والبعض الآخر رحل عن هذه الدنيا تاركا خلفه تركة ثقيلة من الأطفال تقع على عاتق الأم ولا تجد لنفسها مهربا من تحملها، والبعض الآخر رحل راغبا في حياة أخرى غير تلك التي تركها خلفه وعلي المرأة أيضا أن تصمد لتكمل طريقها حفاظا على أطفالها.

وأيا كانت أسباب غياب الأب يبقى غياب دور الأم هو الأكثر تأثيرا في حياة أولادها، لهذا يضيع كثيرا من الأبناء ويدخلون في دوامات من الصحبة السيئة إلى إدمان المخدرات، والقتل، والسرقة وغيرها، لأن الأم مدرسة ولا يمكن لهذه المدرسة أن تصنع جيلا طيب الأعراق إن لم تكن قوية مؤمنة بدورها وأهميتها في حياة أولادها وتربيتهم.

كثير من الأمهات في مجتمعاتنا ضعيفات غير قادرات على تحمل المسئولية ولا على فهم دورهن في هذه الحياة، ويرجع سبب ضعفهن هذا وجهلهن إلى البيوت التي تربين فيها، فالمرأة تربت في كثير من البيوت على أنها لا شيء ليس لها الحق في الاعتراض أو الاختيار أو حتى فهم شيء مما يدور حولها على أقل تقدير فتفكير المرأة بالنسبة لهم بدعة وسيئة تعاقب على اقترافها.

لا يرى الأهل بناتهن إلا على أنهن عورات يجلبن الفضيحة فتتربى على أنها ناقصة لا تقدر على شيء فتفشل عند أول اختبار لها وهو تربية أولادها. وبالمقابل يعمل المجتمع على رفع الأنا عند الرجل بحجة أن لا شيء يعيبه فهو كامل لا يمكنه أن يخطئ والمرأة ناقصة عقل فلا يمكنها أن تفعل شيئا غير أن تصبح جزءا من أملاك الرجل يفعل به ما يشاء تحت حجة الحماية من المجتمع الفاسد.

وفي الحقيقة أن الغلط يبدأ من تربية نساء ضعيفات لا يفعلن شيئا غير إطاعة الأوامر دون معرفة حقوقهن بالتساوي مع واجباتهن، فالمرأة الضعيفة التي لا يحترمها أبناؤها لا يمكنها توجيههم ولا نصحهم ولاحتى محاسبتهم على أخطائهم وزلاتهم، بالتالي لا يعود لها دور في حياة أبنائها في ظل غياب الأب الدائم.

ينتج عن هذا غياب دورها التربوي والتوجيهي وجهلها بدورها، يترك هذا الفشل مجالا كبيرا لفساد الأبناء، فهي تكرر الخطأ الذي تربت عليه في ترك الحبل على الغارب لأبنائها الذكور، وخنق الإناث بذلك الحبل حتى يصبحن نسخة فاشلة مكررة عنها، ويصبح لدينا جيل فاشل غير سوي ينتج لنا أجيال أخرى بنفس المواصفات الفاشلة.

لا تخافوا أبدا من تربية بناتكم تربية قوية قادرة على تحمل المسئولية وقادرة على اختيار ما تريده وما يمكنها أن تكونه، هذا النوع من النساء لا يخيف كما يظن البعض ولا يمكن أن تخاف عليه كما يفهم البعض الآخر، فالمرأة القوية هي أم قوية تبني أسرة قوية تربي أبناء أسوياء يعرفون الصح من الخطأ وينتج عن هذا مجتمع قوي سوي.

اهتموا فقط بتربية بناتكم على الأخلاق العريقة الصالحة واعطوهن حقهن من القوة والفهم والثقة وهن سوف يصنعن لنا مجتمع صالح خالٍ من الجرائم والعلل النفسية والعقلية التي تفشت فينا منذ أن غاب دور المرأة واعتقلت في قفص الإتهام بزعم أنها عورة خلقت لإغواء الرجل.