توسع العمران في اليمن يشكل تهديدًا للمناخ.

تُعد مشكلة اكتساح وغزو العمران للأراضي الزراعية وتوسع المدن بشكل عشوائي في اليمن شكلاً من أشكال التغير المناخي. حيث يؤدي ذلك إلى تغير طبيعة سطح الأرض، وبالتالي تغير التوازن الحراري والرطوبة في المواقع العمرانية. مما يسرع من تواتر مواسم الجفاف، وقلة تغذية مكامن المياه الجوفية.

فيما يلي بعض من الآثار السلبية لتوسع العمران على المناخ في اليمن:

1️⃣تغير طبيعة سطح الأرض: يؤدي توسع العمران إلى إزالة الغطاء النباتي، مما يعرض التربة للتعرية. كما يؤدي إلى إنشاء مساحات كبيرة من الأسطح الصلبة، مثل الأسفلت والحديد والخرسانة، والتي تمتص الحرارة وتعكسها مرة أخرى إلى الغلاف الجوي. مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في المدن مقارنة بالمناطق الريفية.
2️⃣تغير التوازن الحراري والرطوبة: يؤدي ارتفاع درجة الحرارة في المدن إلى تغير التوازن الحراري والرطوبة. حيث تصبح المدن أكثر جفافًا من المناطق الريفية. وهذا يرجع إلى أن الأسطح الصلبة في المدن تمتص الرطوبة من الهواء، مما يتسبب في جفافه. كما أن الرياح التي تمر عبر المدن تكون أكثر جفافًا من الرياح التي تمر عبر المناطق الريفية.
3️⃣تسريع تواتر مواسم الجفاف: يؤدي تغير التوازن الحراري والرطوبة إلى تسريع تواتر مواسم الجفاف في المدن. حيث تصبح المدن أكثر عرضة للجفاف من المناطق الريفية. وهذا يرجع إلى أن المدن تفقد الرطوبة بشكل أسرع من المناطق الريفية.

4️⃣قلة تغذية مكامن المياه الجوفية: يؤدي توسع العمران إلى قلة تغذية مكامن المياه الجوفية. حيث تستهلك المدن كميات كبيرة من المياه، مما يؤدي إلى تناقص مستويات المياه الجوفية. وهذا يشكل تهديدًا كبيرًا لمصادر المياه في اليمن.
من أجل الحد من الآثار السلبية لتوسع العمران على المناخ في اليمن، يجب اتخاذ بعض الإجراءات، مثل:

1️⃣الحفاظ على الغطاء النباتي: يجب الحفاظ على الغطاء النباتي في المدن، وذلك من خلال زراعة الأشجار وإنشاء الحدائق والمتنزهات. حيث تساعد الأشجار على تقليل درجة الحرارة وزيادة الرطوبة في المدن.
2️⃣استخدام مواد صديقة للبيئة في البناء: يجب استخدام مواد صديقة للبيئة في البناء، مثل الخشب والطوب  والطين. حيث تساعد هذه المواد على امتصاص الحرارة والرطوبة، مما يساهم في تقليل درجة الحرارة في المدن.
3️تقليل استهلاك المياه: يجب تقليل استهلاك المياه في المدن، وذلك من خلال استخدام أنظمة الري الحديثة وإعادة تدوير المياه. حيث يساعد ذلك على الحفاظ على المياه الجوفية ومنع نضوبها.
من خلال اتخاذ هذه الإجراءات، يمكن الحد من الآثار السلبية لتوسع العمران على المناخ في اليمن، وحماية البيئة والسكان من آثار التغير المناخي
____________
*مهندس جيولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية/عدن