آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-11:20ص

إبن الصوعي قائد عملاق لايحب الاضواء !!

الأربعاء - 02 أغسطس 2023 - الساعة 10:33 ص

عباس ناصر السقاف
بقلم: عباس ناصر السقاف
- ارشيف الكاتب


تمر علينا هذه الأيام ذكرى أربعينية فقيد الوطن العقيد علوي عمر سالم السعيدي الذي غيبه الموت عنا في إحدى مشافي مصر بعد مرض عضال ظل يفتك به سنوات طوال ولم يذهب لأحد يشكي ذلك بحكم عمله ككادر عسكري أو بحكم رصيد أسرته النضالي أو بحق ذي القربى ممن له يد تستطيع أن تقدم يد العون...لكنه اثر الصبر وعزة النفس إلى أن بلغ به المرض حد لم يستطع اخفاءه وذهب مصر وحالته متأخره وكانت هناك نهايته وهو مقدر له حكم المولى أن يموت بأرض الكنانه  بقوله عز وجل وماتدري نفس باي ارض تموت.

قال لي احد المقربين من الفقيد إنه كان يعاني من المرض منذ أكثر من عشر سنوات ولكنه لم يعط اهتمام له..حيث عرف الفقيد علوي عمر الصوعي بدماثة الخلق فما أن تجلس معه جلسه واحده حتى يترك في نفسك اثر يجعلك تتوق أن تلقاه مرة أخرى فهو خبير في صناعة العلاقات من الدرجه الاولى..وعندما تقيس حجم الشخص وأثره في المجتمع  يجب عليك ان أن تنظر إلى الفراغ الذي تركه غيابه في ذلك المحيط.

ومثل فقيدنا علوي عمر الصوعي وهو من الأشخاص الذي نستطيع أن نقول عليه أنه رجل عصامي من الطراز الأول فقد تحمل مسؤولية كبيره وهو مازال طالبا في الكليه العسكريه بعدما ذهب والده وعمه في أحداث يناير المؤسفة وسجن وهو طالبا وتم فصله من الكليه وهو على أبواب التخرج نتيجة الممارسات الخاطئة  آنذاك وعمل موظفا في مصنع السجائر إلى أن أعيد ترتيب وضعه كضابط مع دفعته في العام 89.

تحمل فقيدنا المسؤولية، كمسؤول عن ثلاث أسر فعمه الأكبر كان قد ذهب شهيدا في تصفيات السبعينات الخاطئه ولم نسمع يوما عن أشكال في أسرة آل الصوعي إلا وكان الفقيد علوي حاضرا وتلاقيه وقد عمل على حله..تحمل فقيدنا مسؤولية الإنفاق والرعاية لإخوانه وعددهم الكبير وإدارة شؤونهم في التعليم في أسرة كبيرة فقدوا أبوهم الذي كان مسؤولا للخدمات الطبية في جيش الجنوب..حيث أدار الفقيد مسؤوليته عن هذه الأسرة في التعليم والتزويج إدارة فشل عنها كثيرون لكنه أخرج هذه الأسرة إلى حيث كان يجب أن تكون ولم نسمع يوما عن أشكال خرج عن جدران ذلك المنزل.

عرفنا الفقيد شاعرا ساخرا وناقدا لاذع لأمور اجتماعيه ولم يحترف الشعر إلا للمواقف..ورغم أن الفقيد عاش حياته في المدينة إلا أنه كان حاذقا باعراف القبيلة  وكان أن حصل اشكال أو أمر يخص القبيله تجدا متحدثا بصورة تفوق كثير من ابناء القبيلة ممن عاشوا في الأرياف.. ووهبه الله موهبه بأن يستطيع أن  يحدث شخصين أو أكثر في وقت واحد دون أن يشعر أحدهما بأنه تجاهله أو لم يستمع إليه..كانت لديه كل مقدرة هائله أن يحدث كل شخص بما يستحق  فإبن القبيله يعلمه بداية أنني قبيلي واعلم كل اعراف القبيلة وابن المدينه كذلك يعلمه أنني أبن مدينه وان صادف ابن السوق يوقفه في مكانه بكلمه واحده أنني خبير بكل اللغات.

لاتجد شخصا عرف فقيدنا إلا وبنى على فقيدنا سوى في عمله كخبير اداري في شؤون الجيش أو موقف إنساني أو موقف يتطلب النخوه أو الفزعه تجاه شخص وقع عليه ظلم..رحل فقيدنا بصمت ولم نجد بيان نعي من وزارة الدفاع لأن الإعلام هذه الأيام صار مدفوع الاجر وفقيدنا ليس من الذين يبحثون عن الأضواء في حياته.

موقف مؤلم ومؤسف أننا أثناء مواراة فقيدنا القبر ما أن توسد فقيدنا اللحد حتى ذهب كثير من القوم ولم يبق على القبر الا عدد قليل من محبيه وذويه لاتمام الدفن والدعاء للفقيد وهذا حالنا للاسف إن لم يعد الموت وأعض لكثير منا وماحضورنا الجنائز الا كنوع من التعبير الرسمي الممل نسأل الله ان يتقبل فقيدنا بالأعمال الصالحه ويلهم أهله وذويه الصبر وتحمل المسؤولية الكبيرة التي تركها فقيدنا فإلى جنة الخلد أبى خالد.

     *منصب دثينه*