آخر تحديث :السبت-04 مايو 2024-02:48ص

ضريبة الغربة

السبت - 29 يوليه 2023 - الساعة 04:59 م

مالك برداحة
بقلم: مالك برداحة
- ارشيف الكاتب


خواطر قديمة  عثرت عليها في الارشيف برواق سرحت اتأملها  أدركت حينها كلام الذكر العظيم ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا
وقدكتب الله لنا الرزق ولقمة العيش في ارضه الواسعة .. في مواطن الهجرة حيث اجبرتنا الظروف الاقتصادية نكون بعيدين عن ابنائنا
(الضنى)  الأغلى من الأنفاس التي تسكن وتعشعش في صدري واقضي وقت طويل في دوامة التفكير والهواجس في سنوات الغربة التي شارفت على العقد الخامس ، يعترينا جزع من سوء الحال في الوطن عبث وخوف ومرارة.. فيذلنا الشوق في الفناء الواسع
ويضنينا البعد ... فتعودناه رغم قسوته وصعوبته .

الأبناء ... نعمة من المولى 
الذرية .. ثمرة صالحة أكرمنا بها الله .. ونبته نقية البيئة .. تتأثر بالسلوك العام وتتضح بصمات الاب في تربية أولاده
هناك مشاعر تمنح بسخاء رباني كالفطرة والعطف والحنان
فالطفل .. احساس غرائزي يدرك ببراءة وعفوية تعلقه بوالديه امه وأبوه ،
و الفرصة كانت مواتيه لنا في إجازة ، جلست اراجع حساباتي عبر الاثير
فالبعد له تبعات سلبية افتش في دفاتر الغربة وافتكر حالي حاذق وفطين
كيف استثمر ... !!؟
ابنائي في التعليم من بحين(بدري) جدا واجعلهم يهتمون بدراستهم 
فأوصيت بذلك امهم، فالمرأة عاطفية أنثى ضعيفة ، والأم نهر دافق من المحبة لكنها مكسورة الجناح .. لا تقوى على الجزم وتحمل المسئولية بحزم .. في غياب الاب 
لم تفلح كل محاولاتي بأهتمام أبنائي بمدارسهم وتعليمهم
فخذلوني بأمتياز 
وبعتاب جاف وحار ضغطت على أمهم تأخذ بالها منهم  .. فتأسفت واعتذرت
فالحمل وزره كبير وشاق .. والمهمة اكبر من طاقتها
فقالت بنبرة حزن .. واستسلام عود انت ..أرجع من غربتك .... تعال ..!؟
وأستطردت القول وبكل وضوح في هذة المرحلة هم في أمس الحاجة تكون قريب منهم ، وهم ودائما يسألو عنك  حتى نسو ملامح شكلك
اولادك .. أصبحوا شباب وكبرو بسرعة البرق .

تمنيت اصادقهم .. وودي اخاويهم حلمت اسولف معهم ، واظل قريب منهم 
ياليت ... ما تعمر بيت .. !؟
طيف ذكرياتي.. صور محنطة ، لا تشبة الاحلام
فالحلم نسخة من صور ملونة أرى فيها ما يسعد نفسي ويشرح صدري ويفرح قلبي
حينما اعود .. كنت اشاهد اولادي صغار .. وارى اسئلة
حائرة غريبة في نظرات عيونهم تجاهي آتي عليهم .. كضيف زائر ..أو شخص غريب عابر .

اجلس وياهم .. برهة من الزمن كمشوار نزهة .. ترانزيت بمحطة انتظار ..لكن لفترة قصيرة...
ماقدرت اكون معاهم صداقة ، أو أرتب أي علاقة وكأننا اغراب وودي نكون اصحاب .. بل أكثر من احباب بيني وبينهم .. تكاليف وحواجز وبعض الرسميات 
افتقد لفاقة وإيثار صلة الرحم 
ما أجمل طهرهم ... وفطرة أرواحهم
وودي اكون ونيسا معهم .. فأنتابني شعور طيب ولذيذ وبراحة تامة
الأبناء .. هم رأس المال والرصيد والضمار والثروة الحقيقة للأباء والامهات
هدايا من رب رحيم ..سخي كريم ، وحين استفسرهم .. نادرا ما يكلموني هناك بعض الغموض يكتنفهم ، وكأننا غرباء .. او جازع طريق احس بذنب لم اقترفه
تعتريني الهواجس  وأحس أن بيني وبينهم هوة كبيرة واسعة وفجوة شاسعة
وسكة سفر وسماء وبحر .

ذات مرة صنفت رحت ازور مدرستهم فأدركت غيابهم وعدم اهتمامهم وتقصيرهم في واجباتهم الدراسية وغالطت روحي انني بالامس كنت طالبا وتلميذا  خائبا ..شقيا مثلهم ، وفكرت بغباء وسذاجة كيف اشتري لهم النجاح ... حتى يتفوقون
كنت احرص واطلب من امهم  تيقظهم لصلاة الفجر
حتى يتعودو .. فيكون همهم الأكبر حجز تذكرة مبكرة إلى جنة الفردوس واصيبت بخيبة أمل عميقة
كنت لااضغط عليهم ينامون بدري ...مرات عديدة أشوفهم سهرانين ..انظر لهم بهدوء أرغب يصحوا باكرا للذهاب لمدرستهم حتى لا يصبح همهم الدنيا ويثابرو غدا في البحث عن أوهام المستقبل
نسكن في قرى بسيطة ..ولنا عادات متبعة وسالف قديم
ينادوك تيمنا بأسم ولدك الكبير يا ابوفلان ، وانت تعتزي .. بهيبة وكبرياء .
ولما يرزقك الله بأول مولود (ذكر ) تفعل زيطه وهيصة وزمبليطة وإكرام القدوم تذبح راسين عقيقة من الخرفان .

دوشتكم باافكاري صح !؟
وأختم هذه الشجون والهواجس التي أصابتني بمقتل،
لذا أتركوني برهة أشطح وتقبلوني بروح رياضية 
فأحلامي ممتعة مثل قطرات الندى ..وغيم السحاب 
تتطاير في الهوى ، وأنا أعيش في مجتمع لو علمو اني احلم  حلما جميلا لأ يقظوني من نومي وسرقوه مني وستصيبني حينها
خيبة امل اكثر ايلاما وألما .