آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-10:11م

السيادة اليمنية وجراب الحاوي

السبت - 29 يوليه 2023 - الساعة 08:58 ص

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي
- ارشيف الكاتب


 

منصور الصبيحي

عقدًا أنقضى من عمر اختراع الأسطورة الحوثين ثم انفراط مسبحة السيادة اليمنية وذهابها في مهب رياح عاصفة الحزم، ميثلوجيا لا يمكنها أن تتحرر من هامش الشعار المناط بها (الوحدة أو الموت) إلا أن ننتحر جميعًا بسوط الحرب والحصار والكوارث أو تصبح القضية الجنوبية بضاعة كاسدة يعرضها الانتقالي للبيع في سوق نخاسة السياسة الدولية.

نزيف مستمر لسياسة القبيلة لا يتوقف عن المرابطة على اسوار الفضيحة المجلجلة المسنودة بإيران وتركيا، يقابلها تطوّر فكري صناعي ملحوظ لقوالب الجهاد الملكي السعودي المقدس "الدين -العرض- الوطن" والنهاية معيبة كالبداية لصانع المحتوى الرقمي، فياللعار الصاعد فقط ثلث الشعار "الوطن " والدين العرض امست ساقطة من جراب الحاوي! والنتيجة الانقلابي المقوّض لأركان النظام والدولة الحصيفة أولى بالمعروف والاحسان من أقرانه المتشاكسين! فلقد شهد له الشهود أمام ناظر المدرسة بأن ثورته ٢١سبتمبر ثورة جديرة بامتشاق سيف ذويزن وقادرة على حماية السيادة من بقايا الكسوم والهنود السمر، وبالتالي الجنتان عن يمينٍ وشمال تُصبح من اليوم فصاعدا هبة تقتصر على اؤلئك الأوفياء من لازالوا غير مصدومين بالواقعة ومصممين خوض المعترك في سبيل مد عصا سليمان من صحراء النقب إلى صحراء الانبار.

آن الأوان للخوارق المنّبثقة عن روح السيد المسيح أن تصبح مشرعنة بإسناد الرب وبالعرف الوطني، وكي يُظمن تدفّقها بسلاسة في دماء المؤمنين المسبحين ليل نهار واجب تغذيتها بثروات الجنوب أولًا وبالشيلات والفزورات الطريّة والطريفة ثانيًا، والثابت عنها حتى الآن إلى حين تنضج وتصبح جاهزة للاستعمال الأدمي، ثمة افتتاح مهرجانات متعددة ومتنوعة للراغبين الالتحاق بدروب الشهادة... فمثلا على اليمين عند اول كشك للجهاد يعرض صكوك عبور للعالم الخلود الأبدي على عرصاته يصعد طوابير لمن خذلتهم الحياة الدنياء لتنصرهم الآخرة، وهناك على الضفة الأخرى حيث يقف ثوار فبراير الحيارى من أمرهم تعلو صيحات الاعلام الموجه بالهرج والمرج مساءً ينشدون النصر وتخليص صنعاء العاصمة، ونهارًا يرقى لهم خيفة إصابتهم بالمس ناتج ما أذرفوها من دموع على شاشات الجزيرة والعربية والحدث.

تراجيديه محزنة وممتعة معًا لا يمكن لمتتبعها أن يمل او يطأطأ رأسه ولو للحظة سهوٍ واحدة ومادمنا في حضرة مظر وشركاءهم من ذوي التطرّف  الديني والوطني كل شيئ جائز والإثارة ستبقى شاهدة على فصول من العذاب والاغتراب للإنسان على هذه الأرض .

وإلى أن يلقي المخرج خطبة الوداع مباركًا لليمنين رؤية هلال شهر السلام وإسدال الستار على مرحلة أليمة من الصراع راضيًا بما اتمّه لهم يومها من خارطة طريق فتح لهم خلالها باب التبرع بالنفس والولد والمال لصالح سيادة الدولة العميقة، سيتلقى الجنوبيون مزيدا من الضغوطات التي تحول بينهم وماضيهم الجميل كمحاولة لإجبارهم بالامتثال وبيع قضيتهم بقيمة يقبل بها السمسار والمشتري.