على الرغم من محاولات الدول الغربية عزل روسيا وإبعادها عن السياسة العالمية إلا أن هذه العجرفة لم ولن تنجح، وسياسة القطب الواحد انتهت وآن الأوان للشعوب أن تتحرر من التبعية وهيمنة الدولار. ومن هذا المنطلق تستضيف روسيا منتديات اقتصادية وإنسانية دولية يحضرها ممثلو دوائر الأعمال الأجنبية.وما انعقاد القمة الروسية الأفريقية، التي ستُعقد في مدينة سانت بطرس بورج يومي 27 و28 يوليو 2023، إلا دليل على أن روسيا منفتحة على تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول القارة الأفريقية، التي تربطها بالعديد منها علاقات حميمة طويلة الأمد.وهناك العديد من المؤسسات التعليمية في روسيا التي تقوم بتدريب كبار المتخصصين في مختلف المجالات. كما يدرس طلاب العديد من البلدان الأفريقية في الجامعات الروسية، وعندما يعودون إلى أوطانهم فإنهم يقدمون مساهمة كبيرة في تنمية الاقتصاد والمجالات الأخرى في بلدانهم.وقد لوحظ مراراً وتكراراً جودة نظام التعليم الروسي من قبل الزملاء الأجانب بطريقة إيجابية.ورغم اتهام روسيا بتعطيل "صفقة الحبوب"، فإن الغرب هو الجاني الحقيقي، حيث إن تصريحات السياسيين الغربيين بأن الدول الأفريقية سوف "تتضور جوعا" ليست صحيحة، لأن معظم الحبوب المصدرة من أوكرانيا تم إرسالها إلى أوروبا.ووفقًا للأمم المتحدة، فإن صفقة الحبوب أتاحت تصدير 33 مليون طن من الحبوب سنويًا، بينما وفقًا لممثلي هذه المنظمة، تم استيراد 10٪ فقط من الذرة و40٪ من الحبوب إلى الدول الأكثر فقرًا، خلال هذا العام، حصلت البلدان منخفضة الدخل (أفغانستان، إثيوبيا، الصومال، السودان، اليمن) على 2.5٪ فقط مما تم نقله بموجب الصفقة، بينما تم إرسال كمية أكبر من الحبوب، بشكل غريب، إلى أوروبا، حيث هذه الثروة كافية بالفعل.وحرمت الدول المحتاجة والفقيرة من هذه الحبوب على الرغم من أن الاتفاق تم على أساس أن يتم توزيعها للدول المحتاجة في آسيا وأفريقيا حينها زودت روسيا بالفعل دول أفريقيا والشرق الأوسط بالحبوب من خارج الاتفاق.وإذا كانت المشكلة تتعلق بالصراع في أوكرانيا، فيجب ملاحظة أن روسيا اقترحت مرارًا وتكرارًا على الغرب وقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة والمتخصصين العسكريين الغربيين، وكذلك إعطاء ضمانات بأن قوات الناتو وأسلحته الاستراتيجية لن تنتشر على أراضيها، لكن ما يجري الآن هو أن الدول الغربية تخوض حربًا مع روسيا على أيدي الشعب الأوكراني وعلى أراضيها، أي أنها حرب بالوكالة يخوضها الأوكرانيون ضد روسيا.وهذا هو حال الدول الغربية منذ القدم فهي تحاول أن تفرض سيطرتها على الشعوب مستخدمة شعوباً أخرى لتحقيق مطامعها، وماضيها الاستعماري أكبر دليل، ونراها اليوم تحاول وبنفس السيناريو تقسيم روسيا إلى مناطق صغيرة ومحاولة ضخ الموارد الطبيعية من أحشائها. وبالتالي يريدون تكرار ما فعلوه مع الدول الأفريقية في السنوات الماضية، متناسين أن دولة كروسيا لم ولن تكون لقمة سائغة ولعلهم لم يتعظوا مما جرى لألمانيا النازية في الحرب العظمى (الحرب العالمية الثانية) عندما استطاع الجيش الأحمر السوفييتي أن يقلب موازين الحرب ويحرر أراضيه وكل أوروبا وينهي النازية في عقر دارها وإلى الأبد.