آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:41م

رحى الجهالة التي قتلتنا جميعاً

الجمعة - 21 يوليه 2023 - الساعة 08:38 ص

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


وصفه بالأحمق وبالعقلية التي تحاول أن تعيد تكرار التجارب العقيمة وذهب يقارن زيد بعبيد ويدافع عن زيد ويقدح عبيد وأنتهى سجاله دون أن نستخلص فكرة واحدة نستطيع أن نقول بأنها صالحة للأخذ والرد وتبادل وجهات النظر بصددها وحولها.

ولا اعتقد أن أي خلاف سياسي أو فكري في معظم القضايا على الساحة يستحق منا أن نقدم السقطات اللا مسؤولة كقرابين لزهونا واغترارنا السياسي والفكري مهما كان الخلاف ومهما كانت المواقف التي قد نتفق عليها وقد نختلف.

والمشكلة أننا مختلفون اختلافا حادا وفي الصميم بإزاء مانسبته تسعون بالمئة أو أكثر من مجمل مايدور ويجري حولنا ولا يحتاج المشهد للمزيد من التأزيم والتعقيد واعادة انتاج الخلافات بصور واشكال رجعية متخلفة أقل مايقال عنها بأنها أسوأ مايمكن اصباغة وقولبته باصباغ وقوالب رديئة التشكيل والصنعة.

وبعضنا مشغول بحساباته وبعضنا الأخر مشغول بهرطقاته والتي يظن بأن في يدها الخلاص لليمن ولكل اليمنيين وبعضنا لايزال مشغول باعادة تموضعه بحسب حالة الرياح أكانت عاصفة أو هادئة وبعض آخر مشغول ببوقه ومزماره والذي لايكف يمجد المستبدين واحفادهم ومن يرى بأنهم الوكلاء الحصريون لحكم اليمن.

وقليلون جدا هم المستقلون بآرائهم وافكارهم والذين لاينحازون للتدجين والتجيير والتوجيه وهم في الحقيقة غير صالحون لتلك المسارات والسياقات التي لاتشبههم ولايشبهونها والتي لاتستصيغهم ولا يستصيغونها في أغلب الظروف والأوقات والتي دائما مايكونون فيها في صدارة صانعي الوعي والحقيقة.

والنتائج التي تحيط بنا ليست في حاجة لتلك الحذلقات والترهات ونحن نمارس الإلغاء والاقصاء والتنصل من الحقائق والوقائع فقط لكي نسجل موقف أو لكي نلفت الأنتباه في حالة من العداء المفتوح للجميع ومن الجميع وضد الجميع.

والحقيقة أننا اسهمنا جميعا وبشكل أو بآخر في الوضع والواقع الذي وصلنا له جميعا وبدون استثناء وحتى صراعات وحروب الماضي لم تسلم من اعتسافاتنا واسقاطاتنا المجحفة والضالة ونحن مانفتئ نعيد التاريخ ونسوقه ونشبه الأمس باليوم واليوم بالأمس.

واستنزفنا كل الخيارات واستهلكنا كل الحلول وانفذنا كل التصورات والاطروحات ولم نصل لشيء وفي المقابل يستنزف الساسة والفرقاء والخصوم ذات الاستنزاف ويودون بحاضرنا ومستقبلنا إلى آتون قادم مجهول منعدم المعالم وممسوخ الهوية.

وهكذا يستمر تيهنا وضياعنا وجميعنا متخندقا بخندقه وقابضا على الزناد ومستلا قلمه ومتعقلا بفكره ومتعصبا لموقفه لكي ندير"رحى الجهالة"والتي قتلتنا جميعا ولاتزال تقتلنا.