آخر تحديث :الأحد-26 مايو 2024-12:57م

شجرة الأراك؛ أضرار تقلصها، وأسبابه، وحلول مقترحة

الثلاثاء - 18 يوليه 2023 - الساعة 08:52 م

حسن الكنزلي
بقلم: حسن الكنزلي
- ارشيف الكاتب


دعاني إلى الكتابة في هذا الأمر، المهندس الزراعي عبدالقادر خضر السميطي، الذي طلب مني أن أكتب عن الأراك، الذي يعد من وجهة نظره مهددا بالانقراض، في بعض مناطق أبين؛ بسبب تفاقم ظاهرة إقبال البعض على إزالتها؛ حصولا على عروقها كسواك؛ للفقر الذي عصف بهم؛ لظروف البلاد التي تعيشها، ونتيجة الفساد المالي والإداري الذي استشرى في كثير من مفاصل الدولة - إن لم يكن كلها-.

شجرة الأراك جزء هام من النظام البيئي؛ خاصة في الصحاري، والمناطق الجافة. وتتميز بفوائد بيئية واقتصادية منها:
- توفير غذاء للحيوانات البرية والماشية.
- تحسين جودة التربة من خلال دورة مكوناتها العضوية.
- التخفيف من درجة حرارة المناطق الجافة.
- تحسين بيئة الحياة البرية وزيادة التنوع الحيوي.
- التخفيف من انبعاث الغبار والتربة الرملية في الهواء، المؤدي إلى تلوث الهواء، وتأثيره على صحة الإنسان والحيوان.
- مكافحة التصحر، والحد من تمدد الكثبان الرملية.

غير أن شجرة الأراك تعاني من تقلص كبير؛ لأسباب، منها:
- تدهور بيئة الأراك؛ نتيجة التغيرات المناخية، التي أدت إلى ارتفاع الحرارة والجفاف ونقص المياه...
- الجور في احتطابها؛ للوقود، واقتلاعها؛ للسواك.

وتقلصها في بعض مناطقها؛ يترتب عليه أضرار؛ متمثلة في انعدام فوائدها المذكورة. مما يستدعي ضرورة العمل على الحفاظ على استدامتها، وتطبيق إجراءات بيئية مناسبة. ولعل من هذه الإجراءات:

- حماية المواقع الطبيعية لنمو الأراك.
- التوعية بأهمية الأراك، ودوره في الحفاظ على التوازن البيئي، وتشجيع المجتمع على العمل على حماية الأراك.
- إعادة تأهيل المناطق الصحراوية المتدهورة، وزراعة الأراك وغيره من الأشجار المساعدة على تحسين البيئة الصحراوية.
- تشجيع زراعة الأراك، وغيره من النباتات، في المناطق الجافة والصحراوية.
- ابتكار سبل للاستفادة من الأراك؛ بفعالية واستدامة.
- الحد من الممارسات البيئية غير المستدامة، وتطوير سياسات وإجراءات بيئية مناسبة؛ للحد من هذه الممارسات.
- الإرشاد إلى بدائل عنها في بعض استخداماتها، خاصة استخدامها كسواك.

واقتلاع الأراك؛ حصولا على عروقها للسواك، قد يكون أقوى عامل مهدد له(؟!)؛ لظن الناس أنه لا يصلح للسواك؛ إلا بعروق الأراك، بينما أغصانها تؤدي نفس الوظيفة، كما أن هناك عدة نباتات أخرى؛ تعد بديلا مناسبا للأراك في السواك، منها: البشام، والعرعر (السنديان)، شجر زيت الزيتون، الرمان، الحرمل، السدر ( العلب)، الليمون، جوز الهند، الأراك، الكركم، والنيم (المريمر)، وغير ذلك من النباتات.. نعم بعضها غير متوفر في مناطقنا؛ لكنه متواجد في مناطق أخرى، والفائدة هنا للكل! وجميعها لها خصائص مضادة للبكتيريا، وتساعد على الحفاظ على نظافة الفم والأسنان، وتزيل الجير والبقع من الأسنان والروائح الكريهة، وتحتوي على مواد طبيعية تساعد على تقوية اللثة والأسنان، وتعمل على تنشيط الدورة الدموية في الفم، والحفاظ على النضارة والصحة العامة للفم والأسنان، فضلا عن أن بعضها يعطي الفم رائحة طيبة!

هذا ما تيسر لنا كتابته في الموضوع، ونرجو أن نكون قد نبهنا بشكل صحيح إلى خطر تقلص الأراك، وأسبابه الموضوعية، والحلول المعقولة والممكنة، ونرجو أن يلفت هذا نظر الجهات الرسمية المختصة، ومنظمات المجتمع المدني المعنية، ونشطاء البيئة، والمهتمين، وأن يجعل ذلك محاولة في الحفاظ على الأرض، التي نهانا الخالق عن الفساد فيها، فقال:
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56 ]
والله تعالى أعلم!
والله ولي التوفيق!
ودمتم سالمين!