آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-02:54ص

عدن أولاً ... الحل يبدأ من عدن

الإثنين - 17 يوليه 2023 - الساعة 02:41 م

جبران شمسان
بقلم: جبران شمسان
- ارشيف الكاتب


 

*عدن كأقدم مدينة (قبل صنعاء) وميناء تاريخي تجاري عبر العصور عانت من الغزو القبلي الداخلي والخارجي الأجنبي بالعدوان والنهب والاستغلال. فإنه من الخطأ والسخف ان ننسب أبناءها وسكانها وأهلها الى جهة او طرف او قبيله معينة كبني زريع مثلا وغيرهم من الذين احتلوا المدينة ونهبوا موارد الميناء ثم طردوا منها وكانت عدن واهلها وسكانها موجودين تاريخيا قبل المحتلين والغزاة...

فلا يمكن ان ننسب سكان المدينة الى طرف عابر... ولا يتمسك بذلك الا من كان أصله من تلك القبيلة ومذهبه غير مذهب عدن وملامحه غير ملامح اهلها ولم تشكل فئته سوى طائفة طفيفة واقليه قليلة تشذ عن المدينه بكل قيمها تقاليدها وعاداتها. عدن فسيفساء جميله ليست لها أصل ونسب محدد علما واعترافا بأن مرجعيتها هي العروبة فلغتها هي العربيه فالانتماء هنا ادبي وشرفي ليعرب بن قحطان او البلد السعيد وثغره الباسم. ولا يحق لطرف ان يستأثر بها او يدعي نسب عدن الى قبيلته..فهي مجتمع مدني عملي نشط أمام وجه العالم وتعايشي و(كوسموبوليتيك) من أجناس واعراق. واصول وجذور ذابت في المدينة وتعيش بثقافتها ونظمها في ظل نظام وقانون يلزم الجميع ولا يليق بمثقف او متعصب او جاهل ان ينسبها لقبيلته.. فعدن ليست برتغاليه ولا بريطانية ولا قبلية ولا طائفيه عدن هي كما ذكرنا.

 هي خلاصة الاجمل مما ذكرنا وإن استقرت الامور فخيرها لأهلها اولا ثم للجميع من اخوة العمق القريب والبعيد وان كانوا قد بغوا عليها وطغوا... وان صلحت عدن بأهلها وتحت ادارتهم صلح كل الوطن. اما ان ينتنازعوا ويتصارعوا عليها كقبائل فسيكون اول الخاسرين هم من يتصارعون ويتنازعون عليها ولن يصل إليهم خيرها. فإذا أزيحت سلطة القبيلة الطاغية على عدن أيا كانت تلك القبيلة فقد صلحت عدن وعم الخير لعدن ولكل القبائل.. شغلوا عقولكم وضمائركم وليس رغائبكم واطماعكم. والحل لعدن كمدينة هو اقليم مستقل او وضع خاص بإدارة ابنائها لها إداريا واقتصاديا وماليا وامنيا.

جبران شمسان