آخر تحديث :الجمعة-03 مايو 2024-03:36ص

لكمة في ظهر الانتقالي

السبت - 15 يوليه 2023 - الساعة 12:58 م

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي
- ارشيف الكاتب


مع إن جميع الشواهد والقرائن إلى الآن تدل بأنه لا لن ينصاع الانتقالي  لوجهة نظر اي طرف دولي ولن يسمح لأي طرف استهباله واستنقاص القضية الجنوبية، وكما هذا هو المؤكد والبين لكن ما مدى قدرته على المناورة في ظل معاناة يعانيها الناس فاقت صبر الجبال؟ فثمان سنوات يصفها بعض المعاصرين بأنّها تجاوزت في مآسيها بكثير عما ارتكبته بريطانيا خلال ١٢٩ عام من الاحتلال.

يقينًا منّا بقرب تحقيق الهدف كابرنا فلم نقبل بنصيحة أحد، وكل من حاول نُصحنا من يومها اعتبرناه فاقدًا للأهلية، رويداً رويدا بدأنا نكتشف بأن حساباتنا كانت خاطئة والوضع من حولنا غدا لايسر الناظرين، لكن ومع هذا كلّه ما باليد حيلة فكأنّما صِرنا حجراً أصم فاقدًا للحركة نثور من الداخل ولانستطيع دفع الضرر عنَا بشيئ سوى الدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجل يهدينا سبيل الرشاد ويلهمنا الصبر والجلد.

وقد بلغت الفضيحة حد تلويث الهواء وتسميم البشر والطير والحيوان بما جعلنا نشعر ونحس بمرارة الهزيمة وهول المصيبة التي أصابتنا، لنعود نحنّ للماضي نقلَب صفحاته، ننبش فيه وفي احوال أهله، فلعل ما نسترجعه من ذكرياته الحلوة تهدئ بنا حزنًا وتؤنس لنا وحشة... مقاطع فيديو لا تحصى ولا تعد صار يتداولها ناشطون وإعلاميون على النت إذ تستحضر حقبه مليئة بالخير والمسرات عاشها جيل ماقبل وحدة ٩٠م.

صحف ومواقع إخبارية، كتاب قديرون ومن بعد الملاينة والمداهنة زمنا غدوا ينحون بأقلامهم في نحر اطراف صديقة يتوعدونها بالثأر أجلاً أم عاجلاً؛ بل وهناك من ذهب يدعي لحرب صريحة مع الشمال وكأنه لا يوجد حرب من أصلها، متناسين أن نحن من أصبحنا بعد طرد الحوثين نمسك بزمام المبادرة وفي لحظة غامرة بالنصر كفّنا الضمير وحنّطنا المسئولية فتحوّلنا بعد لطف جبابرة نصرع بالوكالة انفسنا بانفسنا.

خابت أمانينا ونزعت ثقتنا، ما لم نتوقعه يوم انجرارنا لمقاومة الحوثين بقوة، بأنه سيىرسم بهم طريق جدًا طريف وسيجازئ طرف ساند ووقف موقف شهامة العربي الأصيل مجازاة لا تبعث على السرور.

وماذا بعد بيد الانتقالي من أوراق سيلعبها ويصمد بها إزاء كل ما يجري من تحديات؟ أهي قوة عسكرية ضاربة؟ اعتقد ليس هذا فمن الطبيعي أن مُنشأها فاهم بها جيدا وبالتأكيد عامل حسابه لأي طارئ.

حاضنة شعبية برقم محترم في هذه لا جزم إذ هي تقع في دائرة الشك، فالإعلام لعب لعبته، وثمان سنوات من الاصطفاف بوجه الحوثين استغل فيها هفوات كثيرة، فمسخ فيها أخلاقيات وقلّد فيها شخصيات عديدة تؤمن بقضيتها محسوبة على الانتقالي دروع الفساد وكل انواع الموبقات.

إذن بين هذا وذاك يبقى التفويض الممنوح من قبل الشعب نهار ٤ مايو ٢٠١٧م هو الورقة الرابحة التي لم تهزّها قوة إلى الآن ولازالت تمنحه ديناميكية الحركه داخليًا وخارجيًا، والدليل على ذلك إن يكن هذا هو بالفعل مصدر ثباته فما بال السفير ٱل جابر من بعد تجريب عدد من الطرق والوسائل وثبوت تعثّرها دأب على إنشاء وتفريخ هويات زائفةً؟ أليس هذا إلا محاولة من المحاولات وخطه من الخط تهدف لإرغام الجنوبين على المثول والانصياع لوجهة نظر الاخرين؟.