الكلمة الطيبة ثمرة طيبة تخرج من نفس طيبة، الكلمة الطيبة حروف مضيئة ،الكلمة الطيبة بسمة الحياة وعطر الشفاه وبلسم الجروح،الكلمة الطيبة عنوان المتكلم ودليله وجماله الظاهر وعطره الفواح ومفتاحه إلى القلوب والأرواح، الكلمة الطيبة تكشف عن مكنون صاحبها من رجاحة العقل وصفاء القلب،
قال الشاعر:
وَزِنِ الكَــــلامَ إذا نَطَقتَ فَإِنَـــــّما **يُبْدي عُيوبَ ذَوي العُقُولِ الْمَنْطِقُ
في جلسة خاصة في ساه خلال زيارتي لها هذا الاسبوع جمعتني مع المدير العام لمديرية ساه الشيخ مبارك عبدالله بن عبودان ، وخلال حديثنا في الشأن العام للمديرية صدمني بمعلومة وهي انه خلال طرحه لهموم ومشاكل ومطالب المديرية في الاجتماع الذي عقده رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور #رشاد_العليمي بقيادة السلطة المحلية والمكتب التنفيذي والمديرين العامين للمديريات خلال زيارته لحضرموت ، بأن فخامة الرئيس #رشاد_العليمي كان رده بتجاهل تلك المطالب بل أشار انتم في ساه عندكم بترومسيلة ( يعني بالعامية الحضرمية ما شيء لكم عند الحكومة ).
للاسف هذا الرد العجيب الغريب هو تهرب من المسؤولية ورفع الحرج عن الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه تلبية متطلبات المديرية - ساه- التي تتدفق من ارضها ينابيع النفط التي تتفنن في بعثرته الحكومة في صرفيات ورواتب لكوادرها في الفنادق والشقق الفاخرة في دول الاغتراب ومنتجعاتها، بينما ساه حرمت من ابسط حقوقها ماضيا وحاضرا وربما مستقبلا بهذه البشارة ممن كان فيه العشم في انصافها فاذا به يقصف جبهتها بهذا الرد القاسي الاليم ، ومنه اعاد بذاكرة ابناء ساه الى زيارة الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني حينها علي سالم البيض إلى ساه في عام 1988 وخلال الحفل الجماهيري وبعد سماعه لعدد من المطالب المتواضعة في بعض مشاريع التنمية كهرباء.. ..طريق.. مستشفى .. فكان رده عليهم في كلمته انه لا يملك خاتم سليمان لتحقيقها وان عليهم الحفاظ على طريق الغرف ساه فهي تراث ( اشارة الى طريق الغرف - ساه - كانت عبارة عن رصف بالحجارة من ايام الكاف من منتصف الستينيات من القرن الماضي ) فخرجت هذه الكلمات على مسامع الجميع في ساه كانها صاعقة وبثت في نفوسهم الالم والحزن وهي ترن في الاذان الى اليوم ولم يتم نسيانها ، وهنا فان رد فخامة الرئيس #رشاد_العليمي اليوم اعاد بشريط ذكرياتنا لذلك الرد للبيض جعلنا نردد المثل الانجليزي ما اشبه الليلة بالبارحة ، بينما لما نعود بذاكرتنا لزيارة الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح رحمة الله عليه لساه في مارس 2004م وبعد ما تم طرح عليه عدد من المطالب للمشاريع التنموية الحيوية العاجلة في حينها وجه بتحريك المعدات من الوديعة لمباشرة العمل في طريق الغرف - ساه ، وكذا توجيهاته بايصال التيار الكهربائي من كهرباء الوادي الذي حرمت منه ساه وكذا اعتماد خدمات الهاتف الأرضي والتي نفذت وتنعم بها ساه ، فشتان بين هذا وذاك .
فخامة الرئيس #رشاد_العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي:
حديثك عن ان بترومسيلة تكفي ساه كاشارة غير مباشرة ان تتولى الشركة مشاريع ساه وخدماتها كافة لم يكن موفقا ، فهناك حقيقة يجب قولها وعليك ان تعرفها جيدا هذه الشركة لديها تدخلات في عدد من القطاعات التربوية والصحية والمياه والشباب وغيرها من المجالات وعبر مشاريع التنمية السنوية في جهد تشكر عليه الشركة وقيادتها في هذه الظروف الاستثنائية مع ان الطموح اكبر بمزيد من التدخلات.
فيا فخامة الرئيس #رشاد_العليمي حفظك الله : انت تعرف جيدا ان ساه هي أرض النفط ومنها تتدفق ينابيعه ( اشارتك لبترومسيلة للمدير العام للمديرية تؤكد ذلك ) وهي لم تنل حقوقها لليوم ، فهل تعلم ان حصة 20% التي اعتمدت لحضرموت لم تحصل ساه منها الا الفتات فقط ؟! ، فهل تستطيع التوجيه باعتماد حصة ثابتة لساه من باب العدل والانصاف، وتعويض لفترة الحرمان والتجاهل والظلم ؟! ، فمديرية ساه وضعها الصحي ماساوي يندني له الجبين ، فالمستشفى الريفي والوحيد في عاصمة المديرية يحتضر من حيث الكادر الطبي والاعتمادات والموازنات التشغيلية ، فما معه الا الاسم والصفة اما الواقع فهو مركز صحي من حيث الاعتمادات والموازنة ان لم نقل ادنى من ذلك، واستمرار عمله هو بجهود ذاتية من ادارته وتدخلات السلطة المحلية بالمديرية ، اما الصرف الصحي حدث ولا حرج فمدينة ساه تفتقر له واضراره الصحية والبيئية تتضاعف يوما بعد يوم ، طريق الغرف - ساه - وهي حاليا شريان حيوي يربط ساحل حضرموت بالوادي تتاكل وتتصاعد فيها الحوادث وتزهق فيها الارواح دون ان يلتفت اليها احد بتوسعتها وإعادة تأهيلها وصيانتها ، الطرق الفرعية للمناطق في المديرية هناك اصرار على عدم الانصات لمطالب ابناء هذه المناطق لسفلتتها والدراسات جاهزة لها ، وضع المدارس الثانوية للبنين والبنات وكذا مدارس التعليم العام لم يتم اعتماد ما يتناسب مع حاجة المديرية وما تم الا الشيء اليسير ،
اما في مجال القضاء والنيابة وفتح محكمة ومكتب للنيابة بالمديرية فقد بحت الاصوات دون ان يسمع لها وساه هي المديرية المحورية الوحيدة دون محكمة او مكتب للنيابة، ويتحمل المواطن الاعباء والمشقة والتكاليف المالية عندما يكون لديه معاملة بسيطة او قضية ، اما المجمع الحكومي فهذا قصته عجيبة غريبة الى اليوم لم ينفذ ولم يعتمد وهذا له سلبيات على مستوى تنفيذ المهام الادارية والاشرافية للسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية.
ان صوت المدير العام للمديرية الذي سمعته يا فخامة الرئيس كان وحيدا يتحدث باسم ساه ودون ان يسانده احد فهل تعرف لماذا يافخامة الرئيس ؟! ..لان ساه فقدت ثلة من كوادرها في فترة بسيطة وحاسمة ومهمة - لم تتعدى الخمس سنوات-
وكانت المديربة في امس الحاجة لهم ، فقد كانوا يرفعون الصوت عاليا باسمها ، في مقدمتهم ممثلها في مجلس النواب الدكتور عوض سالم باوزير رحمة الله عليه ، وممثلها في المجلس المحلي بالمحافظة الاستاذ عمر سالم بن حليمان رحمة الله عليه وكذا شيخها الفاضل الحكيم عوض سالم بن منيف المدير العام لمصلحة شؤون القبائل بالوادي والصحراء رحمة الله عليه .. علاوة على ذلك ان ساه ليس لديها من يمثلها في السلطات العليا ( مجلس الشورى ) وغيرها من السلطات العليا الاخرى ، وكذا في قيادة السلطة المحلية بحضرموت بل وفي ابسطها المكتب التنفيذي ، وهي لديها من الكوادر الشبابية المؤهلة الكثير ، من هنا غابت ساه ومصالحها ولم يسمع لمطالبها ، وتم الامعان في تجاهلها وظلمها، واليوم الذي حان فيه انصافها كانت صدمتها كبيرة بتلك العبارات وذلك الرد من فخامتكم والمخيب لامال مواطنيها، ولكن هناك امنيات بل ومطالب مشروعة نتوجه بها لفخامتكم اولا ومن خلفكم الاستاذ مبخوت مبارك بن ماضي محافظ محافظة حضرموت وهو البرلماني الحصيف وممن يدرك ويعرف جيدا ساه ومطالبها وحقوقها المسلوبة ، وكلنا ثقة بان يتم انصاف هذه المديرية المعطاة باعتماد تلك المشاريع الحيوية في اسرع وقت ، والتوجيه بانصافها بتخصيص نسبة ثابتة من حصة حضرموت في واردات النفط الذي يتدفق من أرضها وما معها الا مشاهدة شعلته المضيئة ودخانه المتصاعد، وذلك عند عودة واستئناف تصديره تحقيقا لمبدأ العدالة وتجسيدا لمنح حضرموت ادارة شؤونها الادارية والمالية والعسكرية والامنية.
