الى هذه اللحظة مازال الصراع قائم بين الجنوب واليمن ، وهناك بون واسع من الاختلاف والتصادم في الثقافة والرؤى والدولة والمستقبل ، في عهد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لم تترسخ الوحدة بقيمتها ومعناها الجميل بل اسس مداميك الدولة على ارض ملطخة بالدم ، ذكرى اجتياح صنعاء لعدن في 7/7/1994 مؤلمة ... مسار الوحدة في العقلية اليمنية يتجه وبقوة الى السيطرة على الأرض والثروة ، أسس صالح إمبراطورية مالية وعسكرية حتى اصبح ( ذات ) سياسية المساس بها يعد كفر، التحالفات المؤقتة لصالح وإنهاءها أسست لتشظي أي لحمة وطنية وزادت من معدل الصراع الذي بات موجها نحو التخطيط لتصفيته شخصيا وكان ذلك في تفجير جامع الرئاسة في منتصف عام 2011م .كل شيء عمد صالح تقسيمه الى مربعات حظيت به اسرته وقبيلته من سلطة وارض ونفط وغاز وبحار ووكالات تجارية ، واليوم تعتبر قبيلته سنحان اكثر القبائل المستضعفة وصادر الحوثيين الكثير من أراضيهم ، في نهاية 2013م اعلن صالح تحالفه مع الحوثيين ، وتغاضى عن تنكيلهم بقيادات المؤتمر والرموز القبلية وتجريفهم لهشاشة الدولة ، وسلم السلاح والرجال واستمتع بالضربات الصاروخية على السعودية .. فكانت نهايته على يد الحوثيين في 4 ديسمبر 2019م ، الصراع العميق في اليمن قائم في الأصل على السلطة التي يجب أن لا يعتليها سواء رجال يخرجون من عباءة الدين او القبيلة ولو كلف ذلك تدمير كل شيء . التاريخ اليوم يعيد نفسة على الواقع بصورة مخيفة ، في اليمن اليوم ولي الله على الأرض ، صنعاء كستها اعلام الثورة الخضراء ، وثبتت دعائم احد البطنين في الحكم ، ذهاب صنعاء بعيدا عن محيطها شيء مقلق ، وزواملها باتت هي من تحدد اتجاه الرصاص والمسيرات وضربات المدافع ، صنعاء تتباهى بامتلاكها سلاح ردع تهدد به جيرانها وحالها الداخلي فيه كثيرمن التيه والجوع والألم للشعب ، والقوى المناهضة للحوثية في الشرعية اليمنية ليست سواء أدوات هدم ونهب وفوضوية وفساد .في القريب والبعيد تظل صنعاء بحلتها القديمة والجديدة رافدة لكل ارباك وفضوية وإقصاء مالم تتجذر في عمقها حركة وطنية أصيلة تعيد بوصلة الحركة السياسية والعسكرية نحو دولة مدنية محترمة ،7 يوليو 1994 ذكرى محفورة في وجدان شعب الجنوب عندما هزمت القوة والمكر العائلي الدولة ، واستبيحت الأرض بكثير من القتل والنهب والفساد ، يتجدد هذا التاريخ اليوم وعلى راس صنعاء عمائم طهران ، تتجدد ذكرى يوم الأرض وتتجدد الاحتفالات الشعبية في الجنوب الرافضة الضم القسري والضيم والولاية التي تكتسي بها صنعاء اليوم .
