آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:36م

الوصول إلى قيامة تُبع

الخميس - 06 يوليه 2023 - الساعة 05:51 م

حيدره محمد
بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب



حيدرة محمد

نسي ليلتها أن يقفل نافذة حجرته،كان مسرعا عندما نام،ولم يركز على عادات كثيرة كان يفعلها قبل نومه،ونسي أن يطفئ السجارة الأخيرة في تلك الليلة،كما ونسي أن يلهج ويتمتم بتلك التمتمات التي اعتادها قبل أن ينام،ونسي"بيل غيتس"و"إيلون ماسك"في إحدى المشاهدات التي لم يكملها على"يوتيوب".

وكثيرة جدا هي الأشياء التي لم يفعلها في تلك الليلة،وعلى مايبدو أن فكرة وجود أجسام طائرة ومخلوقات فضائية يتردد بأنها غزت كوكب الأرض قد أثارت اهتمامه،ومع أنه يدرك أنها ليست بالقكرة التي يمكنه أن يستصيغها،لعلمه بأن بيل غيتس لايكذب،وفي نفس الوقت لعلمه بأن بيل غيتس لايقول الحقيقة..كذلك إيلون..كلاهما لغزان غامضان في عالم ليس به أكثر من الغموض.

وما ساعده أن يخلد للنوم في تلك الليلة أن الغابة السوداء الكثيفة التي كانت تستوطن رأسه قد اقتصها الحلاق من جذورها قبل أيام قليلة،إذ كان شعر رأسه الغابة يجعله يمضي مايقارب الساعة وهو منهمكا في تسريحه،لكي يلجم تمدده الزاحف على عينيه حين يغمضهما،غط في نوم عميق،ولم يشعر بكل الأوقات التي سبقت استيقاظة،لعله كان مكتئب،مع أنه نادرا مايكتئب،كان يسمع احدهم يناديه،ولكنه تجاهله،

وحقيقة لم يكن هناك عمقا في سباته،كان فيما يشبه حلبة المصارعة الصاخبة،فلا أحد يشاركه أحلامه،والتي تشبه"ذي إيند"عند نهاية الأفلام الاجنبية،مع انه عربي حتى النخاع،ولكنه لايمانع في أن يكون غربيا وأحيانآ آسيويا،أو"قطبيا جنوبياً".

وحيث الصقيع هناك،وحيث ترسو كل المدمرات والبوارج الحربية الصديقة،المدمرات الامريكية جمبا إلى جمب المدمرات الصينية والروسية والبريطانية،ومعها كل مدمرات العالم الآخر الذي لانعرفة.فهناك الكل أصدقاء.

وهناك حقيقة لايعرفها  سكان الأرض المعجونة بالغموض والليبرالية،و"النيو ليبرالية"..وما أتعس "الشيوعية"و"الفاشستية"..فالشيوعيون والفاشستيون مغفلون وأغبياء أمام"لوسيفر"..ولكن كل ذلك لايعنيه كثيرا،هو يريد فقط أن لايكون غبيا،وأن لايكون مستهلكا،وأن لايكون مقولبا في ذلك الواقع الواقع في آقاصي غربي الجزيرة بالعالم الثالث.

وهو مافتئ يشدو انتصارا على الوهم والخداع،إلا انه لم يهزم الغموض إلى قبيل صحوه من موات ليلته تلك،والشعور الغارق بهواجسه،والذي يحدثه بأن هنالك شيئا ما سيغير العالم لايغادره،وفي الحقيقة هو حريص أن يدون روشتة اغراضه قبل أن ينام،لكنه نسي أن يكتبها،كان مشتتا،وتائها،ولايعلم بالضبط ماالذي يريده عندما يصحو من النوم.

وربما كان ينوي الوصول لعالم"الكابالا"..لالا،ليس هذا مايريده،فقد شبع وهما وكلاما،هو اعمق من أن يفكر ولو للحظة واحدة في تصديق أن"شرائح النينو"هي الفرصة الوحيدة المعاصرة في إنقاذ البشرية من المخاطر التي تحيق بها..أو أن يصدق أنها لاتعمل لحساب اشباح لوسيفر.

وفي إحدى نوبات جنونه جزم بأنه يشتم رائحة ماسيحدث،وبل قال أنه يسمع صوت حوافر الخيول وجمهرة الفرسان،وجزم بأنه يكاد يميز صوت"يتيمة العناق"من بين جحافل الجيوش،وصوت الجمل الذي يحمل هودجها،الجمل الذي يشبه وإلى حد بعيد الجمل الذي تسبب بمقتل سبعون ألفا من القيسية واليمنية.

وبل ذكر بأنه على يقين تام بالطريقة التي ستنفرط بها حبات العقد الذي سيتناثر على شطآن المحيطين الاطلسي والهندي،وكيف انه بات يستشعر ذلك الصوت الآتي من دفائنه،ولكن مايحيره أن كل الذي أمامه ينتظر الموت على يد جورج سوروس.