آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-04:50م

ذباب الأزمات

الأحد - 02 يوليه 2023 - الساعة 09:09 م

ياسين سالم
بقلم: ياسين سالم
- ارشيف الكاتب


وسائل التواصل اصبحت في متناول الجميع وكثرت بها اعداد المتطفلين والهمج والرعاع والأغبياء الذين ربما يدارون من دون علمهم بمنتديات الفكر الصوتية المباشرة او الكتابية من خلال ادوات خبيثة تستثير طرف ضد طرف بطريقة لاتخطر على بال احد والغاية منها حروب عنصرية وطائفية وفتنة بين الشعوب لايُعرف من المستفيد منها !

عتبي على من يشارك بها من دون وعي وعمق وإنضباط في لغة التخاطب،
ويغضبني أحدهم إذ لايدرك مخاطر ما يتلفظ به ثم يبدأ يتهجم بحديث مسجل او مباشر في نقاشات برامج التواصل الإجتماعي المتعددة ،
او منشور مسيء تصل به وسائل التواصل إلى اصقاع الأرض بلحظات وقد تجاوز به صاحبه على بلدان عربية شقيقة بعضها سبقتنا بآلاف السنين من حضارة وتقدم ،
ثم يستثير ابنائها للرد ومن حقهم الدفاع عن اوطانهم وشعوبهم بعدما شاهدوا تجاوزاته اللفظية الرعناء . 
هذا ما يزيد الطين بلّة ويفتح باباً للفتنة ويوسّع فوهة بركان العنصرية او الطائفية اذا كان التجاوز يحمل صبغة دينية او مذهبية ،
لا يفيدنا التحسّب على المؤذي والسكوت على الأذى ،
بل عندما يؤذينا الذباب علينا ان نبادر ونقوم بتطهير المكان بما نستطيع وبما نملك من قِوى ، الكلمة الاولى للقانون اولاً
واتمنى من يملك حق المرافعات القانونية ان ينظر في شأن هؤلاء وطريقتهم لصنع مواد يومية للفتنة عبر مساحات النقاش في وسائل التواصل الإجتماعي وتغذية الصراعات البينية بنماذج غبية طائشة او مدفوعة لهذا الغرض من كل الأطراف .
لابد من كشف الدافع وراء ذلك العمل ومن يدفع بتلك البؤر
لهذا العمل ولماذا ولمصلحة من !
هذا النوع من الذباب الذي لم يترك لنا صاحباً ولا صديقاً ولا شقيقاً إلا وناله شيء من تخرصاته وتهكماته الرخيصة ،
ماترك شعب الا واستثار ردات فعله ضدنا  !
من انتم ومن دفع بكم وماذا تريدون ومن رد لكم الرأي وهل لكم قرار حين تبدأون التهجم على بلد او شعب عربي ولاينتهي حينها إلا وأشعلتم الإعلام وهيجتم الأقلام على شعبكم وبلادكم بسبب فلتات السنتكم العفنة !
الدفاع عن الأوطان ليس بالتجاوز على أوطان الاخرين والسخرية منهم ومن موروثهم وثقافتهم المختلفة 
والدفاع عن الأوطان ليس برمي التهم الموجهة جزافاً على الآخرين والدفاع عن الأوطان ليس بإستخدام لغة التعميم في نقد الآخرين وتخوينهم ،

يا بني إذا عَلت مروءتك وطغت رجولتك وارتفعت وطنيتك وشعرت نفسياً بأنك مطالب للذود عن بلدك باللسان او بالقلم فقبل ان تظهر وكأنك من أهل الرأي والحكمة والدراية اقرأ الأحداث اولاً قبل ان تحلل امراً ما او تنتقد سياسة نظام او دولة ، وتكلم بإنصاف وأدب وانتقد الأشخاص أو أعمالهم ولا تقترب من القومية والعرق والشعب او الدين والأرض والبلد ولا تعمم ولا تتحدث عن التاريخ مالم تكن مُلم ومطّلع إطلاعاً يحميك من ردات الفعل لتعود تارة أخرى وتكمل ما بدأت به .
هذا ماكنت اريد التعقيب به على منشورات البعض ممن خرجوا يجترون الكلام في اي شأن سياسي طارئ او ازمة سياسية بين بلدين وهم لايفقهون ما اقدموا عليه بغباء اوقعهم بطيش اعمالهم الإستفزازية من سرد لقصص اكبر من تاريخهم وحجم تفكيرهم استدعت مثقفين وكتّاب ومؤرخين البلد الآخر للرد عليهم بشراسة وتوبيخهم ولو بمجانبة الصواب والظلم والتزوير احياناً ليس إلا للرد ومحاولة الإقحام بأي طريقة .

هنا يصبح سكوت المثقف والمتعلم من مواطني الاغبياء المتجاوزين صعباً جداً فلابد من الرد والدفاع ،  وهذا ما لانريده ولانحتاجه والبعد عنه من غنائم الصبر .
للآسف البعض في موائد البرامج الإجتماعية لاشبيه لهم إلا الدواب عندما تجتمع على احواض العلف او عندما تجتر ما اكلته دون ادنى مسؤولية وشعور منهم او إحتياط او حساب لما ستجنيه الأمم  من وراء "رعيهم" .
ربما اكرمتهم في مثل الدواب ولكن هناك مثل شعبي وارداً جداً ويشبه سفاهة القوم كنت اسمع به حتى شاهدت من يستحقه من البعض "الكلب الحایم يجيب لأهله الشتایم" . حين يخرج الغبي السفيه يسب بلد وشعب فینبرون له أهله مدافعين عن شعوبهم واوطانهم فیلحقون به وأهله هزیمة لم يتوقعها ، كل هذا بنظري سببه الجهل والعنصرية والكبر فلابد من محاربة هذه الآفات الأخلاقية في مجتمعنا او محاربة التجاوزات الناتجة عنها بعقوبات رادعة لتضمن عدم العود لها ،
نحن نريد كسب ود الآخرين واحترامهم لنا ولبلادنا ولثقافتنا وإحراج المتربصين وإفشال مخطط الأعداء الذي يستخدم الفتنة لتفرقة الشعوب العربية ، وان احتجنا للرد يكون بطريقة ولغة مهذبة تحوز على إعجاب الجميع بعيدة عن النعت والهجاء والشتيمة والعشوائية والإسفاف ويكون المتكلم متعلم .