آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

قول كلمة يا بو بكر حسين..!

الإثنين - 26 يونيو 2023 - الساعة 11:09 م

ماهر البرشاء
بقلم: ماهر البرشاء
- ارشيف الكاتب


صادفتني صباح أمس أثناء مروري متوجهًا صوب مديرية لودر بمحافظة أبين واقعة مؤلمة جدًا، لم أكن أظن أنها تحدث بهذا الهول والشكل اللامعقول في منبع الرجال الأوفياء أبين الآبية، رأيت النقاط على طول الخط الدولي، من العلم إلى نقطة وصولي، وكل نقطة لها لون ولبس تختلف عن الأخرى.

لم أبالِ باختلاف الأوجه والأشكال التي تتصدر واجهة النقطة، أكانت نقاط أمنية رسمية أم كل من وجعه رأسه اتجه صوب الخط وهات يابوي هات نقطة على حساب المواطن الغلبان دون دولة أو نظام وقانون يحاسب هؤلاء المتلونين.

نعود للواقعة، طبعًا وأنا على السيارة التي كنت استقلها اسوقفتنا إحدى النقاط، وعلى جنب ياليد (عبارتهم الشهيرة)، كانت بجانبنا في الجهة اليسرى من الخط عشرات السيارات  نقل ثقيل، استغربت من توقف السيارات ونزلت أسال الجندي: ما بال كل هذه السيارات واقفة؟ قال لي خلاص أنت معك سيارة صغيرة تقل مدنيين امشِ.

لم يسمح لي ضميري فعاودت السؤال لأحد سائقي السيارات: ما لكم يا أخي واقفين؟ كان رد الأخ صاعق، حيث قال: كلموا أبو بكر حسين يقول كلمة.. طيب أيش في يا أخي؟ فاستطرد قائلاً: يريدون مننا مبلغ على هذه الحملة وهو أعلى من المرتب الذي اتقاضاه نهاية كل شهر..!
فقلت له: طيب يا خي تبع من هذا النقطة؟ وأين تذهب كل هذه الجبايات؟ أجابني: أقسم بالله يا هذا لو أن الجبايات التي تأخذ كل يوم من خطوط أبين تصب في مصلحة المحافظة لجعلتها شبيهة أبوظبي..
يواصل السائق حديث: تخيل يا أخي أن جميع النقاط تأخذ مبالغ من العرم إلى العلم، وكل نقطة مبلغها يختلف عن الأخرى، ومن يرفض ذلك يفعلون به ما فعلوا بي الآن أنا وبقية زملاء المهنة..
لم أطل الحديث معه كثيرًا كون السيارة كانت بانتظاري وأنظار جنود النقطة تتجه صوبي..

واصلت طريقي وأنا مستغرب مما شاهدت، كيف وصل حال محافظة أبين مع أن لديها إدارة أمن يُشاد بها على مستوى المحافظات المحررة، ولديها محافظ هو أول مسؤول متميز في إتقان فن الصمت والتجاهل وترك الحبل على الغارب، ويكتفي بعبارة (إن شفت شيء في طريقك وأعجبك شله).

مُحزن جدًا ما يجري في محافظة الرؤساء وبنك الشهامة، أن يحدث كل هذا في أبين أمام مرأى ومسمع السلطات المحلية والأمنية فهذه مصيبة.
إذًا يا قوم في ماذا نختلف عن الحوثي، هل المنهج والعقيدة، لكن هو الآخر يأخذ جبايات ويعامل السائقين بنفس النمط. 
ماذا أقول من هول الصدمة وصل الحال بمسؤولي أبين لتوريد مخصصاتهم من نقاط الجبايات كما هو واضح وعلني (قول كلمة يا بو بكر حسين، تحدث اخرج عن صمتك، ولو للحظة واحدة، نريد نعرف هل لدينا سلطات أم أن أبين تسير إلى للهاوية).


كان الأولى أن ترفع كل هذه النقاط وأن يسود الأمن والأمان بنقطة وأحدة أو اثنتين تُرى عليها معالم الدولة ويشار إليها بالبنان.