آخر تحديث :الجمعة-20 سبتمبر 2024-06:47ص


الحوثي.. حول الاعياد إلى كوابيس

السبت - 24 يونيو 2023 - الساعة 04:11 م

فضل حنتوس
بقلم: فضل حنتوس
- ارشيف الكاتب


ما يشهده اليمن منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية الدستورية عام 2014م ليس حركة سياسية تهدف إلى تحقيق النفع العام، بل هو انقلاب مكتمل الاركان تسبب بهدم كل ما تبقى بصيص أمل لاحلام وتطلعات اليمنيين في الاستقرار والازدهار والتنمية، فبعد سيطرة المليشيا على العاصمة صنعاء واخواتها، شهدة البلاد تدهورًا اقتصاديًا هائلًا وتأثيره بات ظاهرًا في كافة نواحي الحياة، وأصبح موسم العيد بالنسبة للمواطن اليمني مجرد كابوس لعدم قدرته على توفير ولو شيء بسيط من احتياجاته.

ارتفاع الأسعار بشكل جنوني يعد أحدى الظواهر التي أثرت سلبا على حياة الناس وسلبتهم فرحة العيد ، حيث تشهد الأسواق اليمنية ارتفاع أسعار خيالية في كل احتياجات المواطنين في أيام الأعياد ، ما يؤدي إلى صعوبة كبيرة لدى المواطن اليمني في تأمين أبسط احتياجات الأسرة وتوفير لوازم الاحتفال بالعيد، إذ تتناقض قوة الشراء لدى المواطن بسبب تدهور العملة المحلية ونقص السيولة النقدية في الأسواق، الأمر الذي جعل الأسعار تتجاوز القدرة الشرائية للكثير، وخلق حالة من الاحباط واليأس في العديد من الأسر .

الانقسام النقدي للعملة بين صنعاء وعدن وطباعة العملات بدون غطاء تسبب بانهيار كبير للعملة المحلية وأثر على كافة القطاعات الخاصة والعامة ،  وتأثرت قطاعات العمل والاستثمار بصورة كبيرة، بالإضافة الى قيام الحوثيين بنهب التجار والذي إثر سلبا وتسبب بهروب أصحاب رؤوس الأموال إلى خارج اليمن وامتناع المستثمرين وتوقفهم عن مجرد التفكير في الاستثمارات في البلاد، ما فاقم الأزمة الاقتصادية وزادت نسبة البطالة في البلاد، وتردى الوضع المعيشي وزاد الفقر والبؤس بين فئات الشعب.

نهب الحوثيين الأموال العامة والخاصة وقاموا بتكديسها في منازلهم حسب إفادة مدراء بنوك في صنعاء، وإثر ذلك على القطاع المصرفي وتسبب بشحة في السيولة النقدية، بالإضافة إلى فرض مبالغ طائلة من العملات الصعبة على القطاع المصرفي وكذلك السيطرة على الغرفة التجارية وفرض قيود كبيرة على التجار ونهب بلا حدود ما ينذر بكارثة ومجاعة أكبر من ما هو عليه الشعب الان .

ختاما، سياسة مليشيا الحوثية لم تقتصر على الأوضاع الأمنية والسياسية فقط، بل يُلاحَظ بشكل واضح على الحياة اليومية للمواطنين اليمنيين، فقد أصبحت أيام العيد ليست سوى نسخة مغايرة عن الحياة الهانئة والمبهجة التي كانت تعيشها الأسر، بل تحولت إلى مصدر حزن وألم وإحباط، حيث فقد الناس مفردات الفرح والاحتفال، واستبدلت بالحاجة والفقر والتضييق، إن ما يحدث في اليمن جريمة تستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف ميليشيا الحوثي وإعادة بناء البلاد وتوفير الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي يستحقه الشعب اليمني.