آخر تحديث :الخميس-02 مايو 2024-07:52ص

تاريخ تعزالمفقود

الأربعاء - 21 يونيو 2023 - الساعة 11:45 م

مصطفى محمود
بقلم: مصطفى محمود
- ارشيف الكاتب


إن أي مجتمع لا يعي أفراده بالتاريخ وعيا حقيقيا ومقنعا محكوما عليه بتكرار أخطائه سيقعون حتما تحت رحمة كتاب الحجب والرقيات الدينية والخرافة والانتهازيين من مستغلين والمستخفين بعقول الناس.

ومن الملاحظ انه لا يوجد اي كتب عن تعز ومجتمعها وتطورات الحياة فيها، وان وجد بعض الكتب فهي في أغلبها كتب تقليدية تشبه الثرثارات التي ترافق الجنازات، والتي تتحدث حديثا مبالغا فيه عن الخصال الحميدة للمتوفى من دون أي اكتراث بحقيقة هذا الشخص، وهمومه التي قد تكون نالت منه في النهاية. حتى أن الذي يقرأ تلك الكتب لا يكاد يعرف أي شيء مهم عن تعز وحياة التعزيين ومعاناتهم والتغيرات التي وجدوا أنفسهم وسطها.

لا يوجد أي تاريخ عن إسهام اغلب النخب التعزية ودور كل فرد فيما آلت اليه تعز اليوم من تقسيم جغرافي. وسياسي واجتماعي بل واقتصادي واصبحت خطوط السيطرة العسكرية هي التي تفصل اليوم بين التعزيين وتمنحهم هوية سياسية كاذبة.. والمشكلة ان الوضع الانقسامي في تعز اليوم يكاد ان يمتلك عناصر استمراره. صحيح إننا اليوم أمام تقسيم يقوم على تنافر سلطات الامر واقع فقط، ولكن ديمومته حتما سيخلق قبول شعبي يغديه الخوف من الآخر ومن نتائج   هذا الامر تشظي الهوية الاجتماعية التعزية الجامعة الى هويات تعزيه جديده مضادة لبعضها تمتلك عناصر استمرارها ومن ثمة استقلالها.. ومن اجل تجاوز هذا التقسيم تعز بحاجه  إلى قوة وحدة التعزيين.

 لا يكاد يوجد لا قبل الاحداث ولا حتى بعدها لأي تأريخ للمشكلات والتحولات الكبرى التي عصفت بتعز واهلها. فمثلا لا تجد أي تأريخ للحصار الحوثي الخانق لتعز ولاعن اضراره التي لحقت بتعز ارض وانسان وهوية اجتماعية ولاعن نتائج هذه الاضرار على الحاضر والمستقبل. ولاعن تسع سنوات من انقطاع الكهرباء ولا للجفاف الذي أرخى ستائره الثقيلة على حياة أهلها ومستوى معيشتهم..  مثلما لا يجد أي أثر لتاريخ تضحياتها في سبيل الجمهورية والوحدة والهوية الوطنية اليمنية والاعن الثمن الذي تدفعه تعز في كل منعطف تاريخي. ولاعن جوع وفقر  سكانها   ولا أي تأريخ لمساجينها السياسيين وأسراها سواء كانوا في معتقلات الحوثي. او مأرب او الساحل الغربي او الانتقالي. أو غير ذلك، مثلما لا تعثر على تأريخ للتهجير الطوعي، الذي بدأ مع اجتياح المليشيا الحوثية للعاصمة صنعاء فتقاذفهم الحياة من داخل كل المحافظات هاربين الى جميع المحافظات.. والذي رمى مئات الألوف من أبنائها في النزوح المحلي والخارجي لطلب الرزق الذي حرموا منه بعد ان تغييرات احوالهم، وكأنه تدريبا مبكرا على التهجّير الكبير الذي لم يكن في الحسبان. 

تعز بحاجه الى كتب تأريخيه كالاتي 1.. كتب تؤرخ لتعز رسميا وإداريا منذ فجر التاريخ وحتى اليوم ويفضل ان يعتمد المؤرخون على الاثار والمنقوشات والكتب القديمة و على الوثائق العثمانية والذاكرة الشعبية بالنسبة لتاريخ الإمامة  وبعض الإحصاءات المحفوظة فيما يخص تاريخ الجمهورية وحقبه ما بعد الوحدة. وكذلك مرحله الصراع الدموي الذي بدأ مع اجتياح المليشيا الحوثية. 

 تعز وجغرافيتها القديمة والحديثة واسماء مديرياتها وعزلها وقراها وخصائصها الاجتماعية وعن حضاراتها واسماء اسواقها القديمة والحديثة واسماء حاراتها داخل المدينة والتأريخ لشخصياتها ورمزها واحزابها وحركاتها الجماهيرية والسياسية والنقابية والعلمية، وغيرها من الحركات الاجتماعية والسياسية والعلمية. 

تعز والمسائلة الحوثية الكبرى التي روعت أهلها لما يقارب العقد من الزمن على يد الحوثي وبعض أطراف الصراع داخل تعز وخارجها. والتي ذهب ضحيتها الوف التعزيين شهداء ومغرر بهم ومئات يقضوا سنوات في السجون.. وافلاس   مئات التجار التعزيين بسبب استراتيجيه الأفكار التي يستخدمها الحوثي وبعض أطراف الصراع في الجنوب 

. يضاف إلى ذلك المظالم التي يعشوها ابناء تعز داخل محافظتهم الناتجة عن الصراع والانقسام وتبعاتها يتبع،