آخر تحديث :الأحد-08 سبتمبر 2024-06:16ص


المرهقون وهاملت وعمرو جمال

الأربعاء - 21 يونيو 2023 - الساعة 02:03 م

حسام عزاني
بقلم: حسام عزاني
- ارشيف الكاتب


مازال المخرج الفنان عمرو جمال يواصل حصد النجاح بعرض فيلمه المرهقون في مهرجانات السينما الدولية المنتشرة في اصقاع الارض  بعد ان مرت فترة ليست بالقصيرة  على انتهاء عروض مسرحية هاملت شكسبير التي قدمها مع فرقته في مبنى المجلس التشريعي اعلى الجبل وبرعاية انجليزية  بداية العام الحالي وكنا نامل مشاهدة هذا الفيلم في عدن بعد هذه الضجة الاعلامية التي صاحبته ونتمنى لهم التوفيق  ولكننا مازلنا في انتظار جودو الذي قد لا يأتي ,  وللتذكير بهذه المسرحية و قبل عرضها  في يناير المنصرم و كما هي عادته في تقديم المفاجآت الكبيرة اعلن المخرج الجميل عمرو جمال حينها في مؤتمرة الصحفي مع فرقة خليج عدن  تقديم مسرحية هاملت للكاتب الانجليزي العظيم شكسبير في نهاية الاسبوع الاول من شهر يناير  2023م وللعلم فقد سبق و قدمت هذه المسرحية من قبل فرقة المسرح الوطني في مسرح التواهي عدن في سنوات خلت  من ذلك الزمن الجميل الذي مضى ومعه مضت ما تبقى من جوارحنا المهترئة  وقدمت بلغة عربية جميلة وبليغة لان شكسبير كان يكتب حوار مسرحياته بإنجليزية راقية هي اقرب الى الشعر وكانت المفاجأة الاخرى لمخرجنا  اعلانه  تقديمها باللهجة العدنية  لان تناولها بعربية فصحى في اعتقادي كان  يحتاج الى جهدا اكبر في الحفظ و الالقاء تجاوزه مبدعنا بتقديمها بلهجتنا العدنية وهي تجربة جديدة لنا و حيث قدمت باللهجة المحلية في بعض الدول العربية  مع الفارق بين مسرحنا ومسرح تلك الدول التي قطعت اشواطا متقدمة مع مسرح شكسبير .

عرضت المسرحية لمدة عشرة ايام تقريبا و انبهر بها كل من حضرها نظرا لذكاء المخرج في تقديم سينوغرافيا راقية اضافة الى اللهجة العدنية التي سهلت من التلقي الناجح للمشاهدين و الذي كان أغلبه من شباب ايامنا  هذه  الذين اقتربوا من ثقافة الادب الانجليزي و مسرح شكسبير وكانت فرصة  للتعريف بها.

نجحت المسرحية بذكاء مخرجها اولا وقصر فترة العروض لان الوقت لم يكن في صالحة ولنكن صادقين فان المسرحية مع الاسف افتقدت عند عرضها الى  حوارها الراقي بعربيتنا الفصيحة  وكانت هناك فجوة وفراغ شاسع في التلقي ما بين لهجتنا ولغتنا الزاخرة بالمفردات الجميلة وكذا لان عدنية اللهجة لم تكن كافية لمواكبة احداثها الغير كوميدية كون المسرحية مشبعة  بتراجيديا مأساوية واحداث كثيرة تسيطر عليها مشاعر الحقد والكراهية لإنها تحكي قصة انتقام الامير الدنماركي هاملت الذي ادعى الجنون  وسيلة لقتل عمه الذي اغتصب ملكه بعد ان قتل ابيه وتزوج امه , و شخصيا كنت اثق في ذكاء وقدرات هذا المخرج المبدع الذي اثبت حضوره وموهبته في اعمالا سابقة لا تنسى وهاملت العدنية تجربة جديدة كتب لها النجاح رغم حسابات المنطق التي كانت تشير الى عكس ذلك, وهنا لابد من الاشارة الى ان كلمة سر نجاح هذه المسرحية كان حضور الروح الجميلة لهذه الفرقة الطموحة وشغفها الشديد بهذا الفن الرائع و التي بظهورها في العام 2005م في مسرحية دوت كوم قلبت الطاولة على الجميع في مسرح عدن لوجود طاقم متجانس ومخرج كاريزما يقيس خطواته بحذر وثقة قبل الولوج الى تحدياته التألية و استطاعوا معا تجاوز الكثير من العقبات و تسجيل حضورهم القوي بوضوح والسيطرة المطلقة على الخشبة التي اعيت الكثير من الذين هجروها مرغمين في سنينا انضوت وهم كما غير قليل  من المبدعين الذين ضاعوا في الزحمة لظروف نعرفها  جميعا واعتقد والعود احمد ان هاملت شكسبير كانت سابقة وانطلاقة مفيدة   ربما سيفتح نجاحها  بابا جديدا لمبدعينا في تناول الكثير من أعمال  ادب المسرح العالمي و بنفس الفكرة و الطريقة ونسجل هنا وبحروفا مختلفة اجمل الكلمات والامنيات بالتوفيق لهذا الفنان المبدع  ايقونة عدن الثمينة  وفرقته التي نجحت معه في رهانات سابقة  كسرت فيها الرتابة المملة في حياتنا وأعادت البسمة الى شفاه المبدعين الذين اجبروا على ضل الطريق الى الخشبة  ودهاليزها في زمنا مضى مرات كثيرة  ونتمنى للمرهقون وعمرو جمال النجاح في ما هم فيه و ماضون اليه.