آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-10:38م

( هنا صنعاء ) إذاعة الجمهورية اليمنية.. الحلقة الأولى ( ١ )

الجمعة - 16 يونيو 2023 - الساعة 12:32 ص
مجلي الصمدي

بقلم: مجلي الصمدي
- ارشيف الكاتب


( هنا صنعاء  ) إذاعة الجمهورية اليمنية..  الحلقة الأولى ( ١ ) 
...........
أحب (إذاعة صنعاء)  أكثر بكثير من " إذاعة صوت اليمن " التي أسستها وملكتها ..  وثمة شيء مشترك بين الاذاعتين هو أنا .. 
حنيني لإذاعة صنعاء لايتوقف وذكرياتي معها لاتمحى .. فهي إذاعة الجمهورية اليمنية التي تشرفت بأن أكون أحد كوادرها منذ العام ٢٠٠٠م .. 
إذاعة صنعاء هي من خلقت شخصيتي الإذاعية واوصلت صوتي الى كل تراب وجغرافية اليمن .. إلى سقطرة ..إلى حضرموت .. إلى كل المناطق الوسطى والمرتفعات والسهول والجزر ..والى دول الجوار.. 
فماذا تمثل إذاعة صوت اليمن الابنة الصغيرة أمام هذا الأثير العظيم ( إذاعة صنعاء ) إذاعة الجمهورية اليمنية ..
لقد ولدت إذاعة صوت اليمن ولادة متعسرة لكنها كانت تحمل ملامح أمها ( إذاعة صنعاء ) التي استوطن شكلها ومضمونها وروحها في روحي ..
قصتي تطول مع إذاعة صنعاء وهي واحدة من أجمل الإذاعات العربية والتي تأسست_ بملامح وطنية وعروبية وأسس وقواعد وتقاليد مهنية _  بعد قيام الثورة اليمنية في السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢م ..
كان تدخل عبد الناصر لإنقاذ ثورة اليمن ليس عسكريا فحسب بل وفي كل المجالات .. 
جلب عبد الناصر فريقا اذاعيا من كبار اذاعيي مصر وإذاعة صوت العرب ..وكانت مهمتهم دعم الثورة من خلال الصوت الاذاعي ..وفعلا استطاع ذلك الفريق أن يصنع إذاعة وتقاليد اذاعية ظلت بصماتها واضحة حتى بعد الانسحاب المصري من اليمن ..
لقد أرسى الاذاعيون المصريون قواعد مهنية كما أسلفت لايمكن تجاوزها سواء من الناحية الفنية والتقنية او من جانب الاعداد والتقديم والمحتوى واللغة .. والخارطة البرامجية عموما ..  ومن حسن حظي اني التحقت بالإذاعة ولاتزال هذه التقاليد قائمة ومقدسة ..
كان الصوت هو الأبرز والإذاعة هي الأهم في زمن ماقبل التليفزيون والصورة ولايزال لها دورها ..
إذاعة صنعاء هي الوسيلة الوحيدة في كل بيت يمني ريفا ومدينة .. وفي كل دكان وسيارة وورشة ..
لقد سحرتني الإذاعة قبل التليفزيون ..لانني تفتحت ولم يكن هناك تليفزيون الا بشكل نادر جدا جدا ..
كان الناس شبه مدمني استماع للإذاعة .. كانت وسيلتهم ومصدرهم وسلواهم ..
وانا من ضمنهم ..
الاصوات المنبعثة من الراديو تثير الخيال وتبعث على التنبه والتركيز والاهتمام ..  فأنت تستمع لعالم لا تراه .. ويحدثك عما يجري .. ويطربك بالاغاني والقصص والحكايات ..
كل هذا التأثير خلق للإذاعة هالة ومكانة عند الناس .. 
فاخبارها صحيحة ..واغانيها ممتعة ..وقصصها مسلية ..  وبرامجها جذابة .. 
فلا شيء في الإذاعة لايستحق المتابعة منذ بدء الإرسال وحتى نهايته في منتصف الليل .. وقبل منتصف الليل ..كانت هناك خواطر ووجدانيات تتسرب برقة وعذوبة إلى أذنيك عبر صوت اذاعي ساحر  اسمه " زهراء طالب " وبرنامجها المخملي ( مع الليل ) وكانت مقدمته تقول : 
على بساط مخملي تدعوكم إذاعة صنعاء الى هذا اللقاء : مع الليل ..مع الليل ..  والذي كانت تقدمه بالتشارك مع الاذاعي ( أحمد سعدان ) الذي لقي حتفه للأسف بحادث قطار في مصر ..
تسمع هذا الأداء الذي يوقد عواطفك وانت في ريف مظلم وصمت مطبق يلف مكانك ..تسمعه فتسافر معه .. ولا تدري إلى أين .. اتحدث طبعا عن سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ..
يتبع ..... حلقة ثانية