آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-01:43ص

حضرموت .. من الظلال الي البريق !!.

الأحد - 04 يونيو 2023 - الساعة 01:01 م

عبدالله عمر باوزير
بقلم: عبدالله عمر باوزير
- ارشيف الكاتب


 

*عبدالله عمر باوزير.

■ في ظل صخب التمظهر الانتقالي على اثر تشاور عدن .. و كمية الغبار التي اثارتها استعراضاته العسكرية في المكلا عاصمة حضرموت ، في تزامن مع تحرك المكونات السياسية و الاجتماعية في محافظة حضرموت ، جاءت تلك التمظهرات لقطع الطريق امام ارتداداتها على مستوى إقليم حضرموت ، لكن حضرموت تحركت.. بوفد الي السعودية ـ تشكل من مختلف الشرائح المجتمعية وألوان الطيف السياسي على الساحة الحضرمية ـ وحل ضيفا على الرياض ـ العاصمة السعودية ـالعمق الاقتصادي و الاجتماعي ـ الجغرافي لحضرموت .. فهل يمكن ان نقول اننا أمام متغير طراء على العقل السياسي الجمعي ، أم طفح الكيل بتمظهر الانتقالي و تجاهل حكومة الشرعية لقطاع الخدمات و تمثيل حضرموت بحجمها الجغرافي و بعديها الاقتصادي و الاستراتيجي ، الذي وصل الي درجة الاهمال ، في الوقت الذي استمرت تمد تلك الحكومة بالتمويل واسباب الحياة .. ونحن اذا ما اردنا او حاولناـ ان نجيب كل هذه التساؤلات ، فسنثير "عقليتي الفيد" شمالا و جنوبا ـ التي لم تحسن تفهم صبر الحضارم ، ورفضهم للفوضى و الاستئجار لأي قوة بالوكالة في الاقليم او من خارج الاقليم ، وعليه سنقتصر الحديث على عنوان المقال ( من الظلال الي البريق ) و لماذا السعودية ـ بوضوح المحاور المطالب بمغادرة جهوريات بؤر الصراعات الي افاق المستقبل و التعايش المنتج ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال " حضرموت أقاليم قائد " في دولة اتحادية ـ مركبة ، لا مجرد أقاليم وفق مخطوطة مشروع دستور "ابوظبي المختطف" ، ولا وفق مخرجات حوار صنعاء ـ الوطني ، الذي لم تمثل حضرموت فيه بمستوى بعض المحافظات ، ومنها ما هي اقل مساحة من اصغر المديريات في محافظات أقاليم حضرموت ـ جغرافيا و ديمغرافيا الامر الذي سحب نفسه على شرعية ما بعد الانقلاب ، لاستكمال مرحلة الظلال منذ 1967و حتى اليوم .

■■ اليوم وحضرموت تغادر الترقب و الظلال الي البريق .. لم تذهب الي الرياض ـ بذهنية الفيد بل بعقل الاستفادة و الافادة ـ الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية لكي تستقيم قضبان قطار الامن القومي لدول شبه الجزيرة العربية ، وبما ان المملكة العربية السعودية هي الدولة الاكبر و القائدة عربيا و الفاعلة ـ قطبيا في النظام الشرق اوسطي ـ الجديد بحسب سمو الامير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي ، وفي ظل مؤشرات النظام الدولي ـ القادم ،الذي بداءت ملامحه تتبدى ، وتزعج القوى التقليدية ـ الدولية ، الامر الذي دون شك لن تتوانى معه تلك القوى عن استغلال الفوضى اليمانية في الاضرار بالأمن السعودي القومي ، من خلال حرب المخدرات او تحويل حضرموت ساحة حروب أهلية لحساب قوى خارجية بأدوات محلية واقليمية بالوكالة .

لذلك شكل الحضارم هذا الوفد للتشاور و التنسيق مع القيادة السعودية ، بعقل الرافض للفوضى و المتطلع للبناء و الاستقرار .. و المدرك لأهمية الروابط الجغرافية و الاجتماعية الحضرمية ـ السعودية في مستقبل منطقة الجزيرة العربية ، من خلال أقليم قائد يمتلك حق التعاون الاقتصادي و الامني ، الي جانب حق التخطيط و الادارة السياسة و التنموية من خلال حكومة ذات سلطات تنفيذية ـ ادارية و امنية و عسكرية ( حرس وطني ) فضلا عن التشريعية و القضائية ، في حالة افضت التسويات للخروج من مستنقعات الصراعات اليمانية ـ الجهومناطقية الي دولة اتحادية مركبة .. دون ذلك يصبح الاستقلال ، وهو حق تكفله الشرائع السماوية و القوانين الدولية ، ومنها حق تقرير المصير !!.

■■■ ذلك هو البريق او البرق الذي اعماء الاشقاء في غرب حضرموت ، ودفع بقياداتهم الانتقالية ـ او دفع بهم الي القدوم الي المكلا على ظهور المدرعات .. الامر الذي لم يعكس إلا ذهنية سياسة مراحل التمكين البريطاني 1967و ما لحقها من صراعات قروية ، لم تعي دروس ما بعد 1994.. ورغم إدراكهم المتأخر لتلك الفجاجة و تصريحات الاخ عيدروس الزبيدي : عن خيارات اسم حضرموت لدولته الجنوبية ، وتأكيد الاخ أحمد بن بريك على حضرموت المتحدة ، نقول لهم استنيروا ببريق حضرموت لكي تغادر بكم ازماتكم .. وحتى لا تكونوا دولة جيب ، تستخدم من قبل اليمن ـ الشمالي او أي قوة يزعجها امن واستقرار المنطقة ، و احترموا ما ذهبت اليه حضرموت ، فبدون حضرموت لن تكونوا الا جنوب اليمن -غرب حضرموت ..فحضرموت قد غادرة الظلال الي البريق بعقل يفرض عليها الا تتجاهل غربها استراتيجيا .. فهل تدركون ان تمظهراتكم لا تخدم بناء مستقبل في اطار علاقات قائمة على الثقة !!.