غادرنا بصمت عن دنيانا الفانية يوم الأربعاء 31 مايو المناضل الجنوبي وشاعر الثورة سند هيثم اليافعي دون أن يلتفت إليه في مرضه وحتى في موته أحد في قيادة المجلس الانتقالي من الأمانة العامة أو قيادة المحافظة أو حتى من مسقط رأسه مديرية لودر ولو ببيان نعي في وسائل الإعلام أو حتى في مواقع التواصل الاجتماعي أو ذيل صحيفة وهذا الحال يجعل كثير من المناضلين يشعرون بالاحباط واليأس ويتساءلون أن تكون أهداف الثورة التي كنا نتغنى بها قد تلاشت أو أن نشاطات ومهرجانات الفساد حجبت الرؤيه عن تلك الأهداف.
عرفنا الفقيد سند اليافعي جنوبي صلب وعسكري محترف في جبهة دوفس في ابان الغزو اليمني للجنوب 94م هذه الجبهة التي قاتلت قتال اسطوري حتى سقطت بقية الجبهات واتاهم الغزاة من الامام ومن الخلف فأبوا هؤلاء الأبطال الاستسلام ومضوا مشيا على الاقدام باتجاه جعار حاملين سلاحهم الشخصي.
نعم لقد عرفنا سند هيثم اليافعي شاعر ملهب للجماهير منذ انطلاق ثورتنا السلميه 2007م متنقلا في ساحات وميادين الشرف بين عدن وردفان ويافع وشبوة والضالع وأبين وحضرموت رغم آلة القمع التي استخدمها نظام الإحتلال لكن سند وبقية المناضلين لم يتركوا مناسبة أو عيد جنوبي إلا واحتفوا به.
عرفنا الفقيد سند هيثم اليافعي مقاتلا مستبسلا مع بقية الإخوة في اللجان الشعبيه لودر عندما أراد نظام صنعاء إسقاط لودر بيد الجماعات الارهابيه فكان سند برفقة الشهيد محمد عيدروس الجفري ليلا نهارا .
وكما عرفنا سند اليافعي مقاتلا مستبسلا في مقاومة الغزو اليمني الثاني 2015م وبعد دحر الغزو رأينا سند مع بقية المناضلين الجنوبيين يرتبون وضع شباب المقاومه في بقايا اللواء 115 الذي كان مرابطا في لودر وتم إسقاطه ونهبه بصورة مدروسة قبل وصول الغزو الحوثي تمهيدا لدخول لودر .
لقد استطاع سند اليافعي وبقية رفاقه في اعادة اللواء وتم تعيين له قائد جنوبي زاهد ومحترم وكانت الرايه الجنوبيه والمعنوية عالية في هذا اللواء إلا أن ادوات نظام صنعاء وقوى الفساد عملت على إقالة قائد هذا اللواء وبدأت تأخذ اللواء إلى مكان آخر لايتفق وتطلعاته الجنوبيه وبقي الفقيد مغلوبا على أمره ومعه بقية المناضلين الجنوبيين..ورأينا سند اليافعي عسكريا ومدربا للمقاومة الشعبية في لواء الاماجد من الطراز الأول حيث رأيناه يقود عرضا عسكريا ضخما بصورة أكثر من رائعة أبهرت بعض ضباط قيادة التحالف العربي.
بقي سند ملازما للبيت بعد أن اشتدت ظروف وصعوبة الحياة منه ومن كثير من المناضلين الجنوبيين..وفي السنتين الأخيرتين زادت ظروف سند اليافعي صعوبة وتعقيدا بعد الفتنة التي حصلت في قريته بين أسرته وجيرانهم واصهارهم من ال حبيبات في فتنة لم يسمع التاريخ مثلها والتي كانت بدايتها مقتل شخص لكنها تحولت إلى أمور لاتسمح بها شريعه أو عرف قبلي وقوانيين وضعيه عندما تصل إلى حرق البيوت وإتلاف الزرع ومازالت مفتوحه ليومنا هذا .
مات المناضل سند هيثم اليافعي وهو نازح من قريته ولم يجد صوتا أو دولة أو عرف قبلي أو كيان سياسي يعيده إلى قريته وموطنه ولم يجد من يمد له يد الانسانيه في إطفاء نار هذه الفتنه وبهذا نقول للفقيد سند هيثم اليافعي أن موتك اوجعنا مرتين الأولى برحيلك ونحن في أشد الحاجة لامثالك..والثانيه إنك رحلت وانت نازح منذ تلك الفتنة ونحن ولا حول لنا ولاقوة في حل ذلك الأمر بأن القاتل يقتل ولكن يبدو أن وراء الأمر اشياء لا نراها.
عزاؤنا في ذلك أن نقول لك أن الأهداف التي عشت لأجلها في الثورة الجنوبية باتت قاب قوسين وهي تلوح في الأفق وان دولتنا الجنوبية الفيدرالية التي تنشد العدالة باتت على الابواب وبها يزول كل ظلم وقع على كل جنوبي .