آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-07:21ص

لماذا تدعو يادكتور ؟!!!

السبت - 03 يونيو 2023 - الساعة 04:14 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


قراءة مقالا طويلا لمعالي الاستاذ الدكتور عزيز الزنداني ، وهو من رجال السياسة والعلم الذين لايشق لهم غبار .
و اظهر المقال كوامن وبواعث وخلفيات الدعوات الانفصالية وخطورتها على الامن القومي اليمني والعربي ، و تجنب استاذ العلوم السياسية رمي التهمة المباشرة لايٍ من الاطراف المتصارعة في اليمن ، و ان نضح مقاله بالتلميح لا التصريح على الاطراف الداعية للانفصال والقوى الدولية الداعمة لها . ولم يستطع معالي الدكتور الخروج من المنطقة الضبابية الداكنة للافكار التي حملها المقال ، وكان حريّا بمقامه واختصاصه الحرص على عرضها بعين الشمس في رابعة النهار ، والابتعاد قدر الاستطاعة من لغة الدبلوماسية التي تتنافى مع خصوصية المقالات السياسية المشترطة جزالة القول ووضوح العبارة والنأي بها عن الغموض .
ولا ادري لماذا تحجب العقول الاكاديمية الكبيرة التي لا تنقصها الشجاعة عن قول الحقيقة الناصعة البياض عن الاحداث التي تشهدها اليمن وهم خير من يعلم خطورتها على مستويات الوعي الوطني  و تركة عرضة للاصابة بسوء الظن والشكوك القاتلة لارادته الذاتية والوطنية لدرجة قبوله بالخنوع ، واهتزاز الشخصية ، و اصابتها بالعجز عن مواجهة ابسط العثرات في الحياة ، و فقدانها الثقة بمراجعها العلمية والقيادية .
وكان حريّا بالنائب الدكتور وضع النقاط على الحروف وايضاح حقيقة الاوضاع التي تعيشها اليمن ، وهو من ذوي الاختصاص في السياسة واستاذٍ لها ونجد من الصعوبة بمكان اقتناع عاقل بحديثة عن الوحدة اليمنية والاستعداد للدفاع عنها وخلط عجينتها بدم خمسة وثلاثين مليون لم يصحوا من سبات نومتهم الاولى على ضياع الجمهورية في غمضة عين بعد ، والايغال في عدم فهم حديثه عن التخطيط لحرب مفتوحة وشاملة ضد الشعب اليمني شماله وجنوبه ، حال استهداف وحدة الجمهورية الضائعة . ولا احب وصفها بذلك لكن هناك غرض خفي للدكتور في طرحِ افكاره بهذه الصيغة والتوقيت ، غافلا عن امكانية  تفجيرها لثورة من الاسئلة والتساؤلات المشروعه المجمعة على خطائه في التشخيص وتقديمه لعربة الوحدة القتيلة بلا ذنبٍ على حصان الجمهورية المذبوحة بالانقلابات في صنعاء اولا والقضاء المبرم عليها في عدن ، وطرحٍ من هذا القبيل سيعمل على تهييج مخاوف دعاة الانفصال في الجنوب بغض النظر عن مشروعية اطروحاتهم ونسبة وجودهم على الارض والواجب احترام مطالبهم وارادتهم لا دفعهم لذهاب لحائط مبكى مظالهم منذ اربعة وتسعين الغائرة الجرح بفتاوي الدين عنهم بحسب مايدعون  . 
ولا ادري بدوافع الدكتور في ايراد ايضاحه المبهم  على هذه الشاكلة التي ستيعد تموضعه و حزبه في فوهة مدافع ذبابهم الاكتروني والاستعداد لدخول معهم في حروب مفتوحة بدعم مالي و عسكري  قوي  معروف وهذه من مولدات واسباب الحرب الثانية الجاري الاعداد لها على قدمٍ وساقٍ وخشي الدكتور قولها باستثناء صدقه بان حرب اليمن الاولى لم تكن الا سياسة بامتياز وفشلت الشرعية في ادارتها على الوجه المطلوب ، ولكنه تراجع عن  مصارحة الشعب اليمني بالحقيقة المرة بنجاة رأسي الاسلام السني منها واستئصال شافته في اليمن  على دخولها للعام التاسع على التوالي وهو المطلوب حيا وميتا منها ، مما استدعى القوى الدولية الراعية لها بالتخطيط للحرب العسكرية الثانية المنتظرة والحاسمة بالتأكيد للانتصار لاهدافها الخاسر فيها الشعب اليمني في الاول والاخير و لن يفلت من جحيهما الداخلين في اللعبة الدولية من بوابة جهنم بريطانيا والمصير المحتوم على الحالمين منهم بالفرارِ و الخروجِ من بوابة امريكا الضيقة من خرم الابرة  عليهم ، وفي الحالتين ما لهم من الموت من بدُ بقول الشاعر ولا نجاة لهم من السقوط  جميعا في  مصيدة الموت الدولي المدوي  .
وتلويح الدكتور منصور المقالح عضو الكتلة السياسية للاصلاح في البرلمان بالحرب الظروس على دعاة الانفصال والجمهورية لم تزل في مهب الريح مدعاة للسخرية والضحك في آنٍ معا ، و توحي بالدخول في تحالف ثلاثي غير مقدس وغير معلن مابين الحوثي والاصلاح والمؤتمر ، وفقا واحتفاء موقع الحركة وقياداتها بالمقال  وهم في الحقيقة لن يكونوا الا حطبها وبقية المطلوبين من اللعبة شمالا وجنوبا على طريق اعادة صياغة نظام الحكم في اليمن  المرسومة والموسومة امريكيا بعلمية تخييط الثوب والقاضية باقامة دولة اليمن الاتحادي الجديد المكونة من  ثلاثة اقاليم بحكومات فيدرالية  مستقلة لولاياتها  . وربما هذه التوجهات الدولية المكلفة تستغرق سنين اطول حتى تؤتي اكلها المثمرِ .
اذاً تخلى الدكتور النائب عن شجاعته المعهودة وخيانة الامانة النيابية والاكاديمية في مصارحة الشعب بالحقائق كيفما كانت . ولا استبعد غمزه بعين الرضى للحركة والاستعداد لتحالف معها كطوق نجاة لهم من الواقعة بصورة تكشف عن وجهٍ من الوجوه البرجماتية لحزبه وهي من مثبطاته في الوجود .
وياليتها كانت دعوة للحفاظ على وحدة الشعب ، ودم الشعب ، وارض الشعب ، ودين الشعب  مكونات الهوية الاساسية لروح الانتماء  للارض والتاريخ والانسان  ، لا الدعوة للحفاظ على الوحدة بالدم والاحتراب من جديد ! و الاولى بهما ميادين معارك استعادة الجمهورية المذبوحة من الوريد الى الوريد بالانقلابات الداخلية والخارجية .
ولمقامكم العزيز خالص التقدير والاحترام معالي الدكتور السياسي المخضرم منصور عزيز الزنداني .
واني لفي حيرة كبرى لدعوة معالية !!!